طباعة هذه الصفحة

التواصل بين الأجيال حلقة أساسية في الاستراتيجية الإعلامية

التغيير مع الحفاظ على قيم الوطنية وأخلاقيات المهنة

حبيبة غريب

الجزائر  تستعد، على غرار دول المعمورة للاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير، المصادف ل03 ماي، والذي اختارت له منظمة اليونسكو هذه السنة شعار” أهمية وسائل الأعلام في ترقية وسلامة الصحفيين، دولة القانون وإدماج الإعلاميين”، تقف  جريدة الشعب الغراء وقفة تقييم للممارسة الإعلامية  لأجيال من الأقلام والأسماء الذين تعاقبوا عليها مند نشأتها في الـ11 ديسمبر1962 لا لشيء،  سوى لتوطيد حلقة التواصل بين الماضي والحاضر تحسبا للمضي قدما إلى المستقبل،  أين يتسنى  للتاريخ  أن يحفظ بسجلاته كل المراحل والجهود التي عرفت تطورها و يحافظ طاقمها على مكانتها، وسط الكم الهائل من العناوين ووسائل الإعلام الأخرى التي تعرفها الساحة الإعلامية بالجزائر.

كيف لأم  الجرائد وأول يومية وطنية للجزائر المستقلة “ الشعب” أن تواجه التحديات والمتغيرات التي يواجهها  قطاع الإعلام والاتصال اليوم ،لاسيما تلك الخاصة بالحداثة  والرقمنة والتكنولوجيات الحديثة التي خلقت للإعلام مجالا افتراضيا واسعا يعتمد على الخفة والقليل من المعدات والمجهودات عكس الطبعة الورقية؟  وكيف ل “الشعب”  وهي يومية عمومية مدافعة دوما وأبدا على مبدأ القومية الوطنية  أن تحافظ على مكانتها وسط الزخم الكبير  والأعداد الهائلة من العناوين والفضائيات والطبعات الإلكترونية التي اكتسحت الساحة الإعلامية مند الانفتاح على التعددية إلى يومنا هذا؟
الجواب على هذين السؤالين لخصه أمس مدير تحريرها فنيدس بن بلة   بقوله”  أن الجريدة الغراء لن تحيد أبدا عن الوطنية  فهي ملتزمة بمواكبة ركب الحداثة والتأقلم مع المتغيرات التي يفرضها الواقع ومع احتياجات  القارئ من معلومة صحيحة وموثوقة “.
وأضاف فنيدس في آخر تدخل خلال  ندوة النقاش التي احتضنتها أمس قاعة المحاضرات 11 ديسمبر” أن الجريدة ومند احتفالها بمرور خمسين سنة من تأسيها، اعتمدت إستراتيجية جديدة الهدف منها  التقرب أكثر من القراء بمختلف أعمارهم ومستوياتهم التعليمية  الثقافية، عبر إنشاء الملاحق الأسبوعية ( “الشعب الاقتصادي”، “الشعب الثقافي”، “الشعب الرياضي” الشعب الدبلوماسي و الشعب المحلي”، وكذا الصفحات الخاصة “ الصفحة الدينية، صفحة إفريقيا، الصفحة الأمازيغية، وصفحتي التاريخ والصحة”، ناهيك عن صفحتي المجتمع ومن الحياة”.
ولا تقتصر جريدة الشعب على مواكبة الخبر والحدث ونقله بكل مصداقية واحترافية  بل تعمد إلى تقديم نظرة موسعة لقرائها عن أكبر الملفات والمواضيع من خلال فضائي “ ضيف ومنتدى الشعب”، إلى جانب مساهمات  ذوي الاختصاص والباحثين والأكادميين.
ولم يكن من الممكن تجسيد هكذا إستراتيجية والبدء في قطف ثمارها على أرض الواقع دون الاعتماد على العمل الجماعي والتواصل بين قدامى الجريدة والجيل الجديد من الصحفيين والصحفيات والتقنيين، انطلاقا من  مبدأ الروح الجماعية والمشاركة في بناء إعلام عمومي مكتوب قوي، والمحافظة على عنوان تاريخي يعد من بين الرموز السيادية للجزائر الحرة المستقلة.