طباعة هذه الصفحة

إجراءات استعجالية لمحاصرة الوباء ببسكرة

خزّان أوكسجين آخر ومرافق صحيّة جديدة للتّّكفّل بالمصابين

بسكرة: حمزة لموشي

اتّخذت ولاية بسكرة مجموعة من الإجراءات السّريعة والاستثنائية لمواجهة تفشي وباء كورونا «كوفيد 19»، حيث كشف الوالي عبد الله أبي نوار، خلال زيارته لعدد من المرافق الصحية المخصّصة للتكفل بالمرضى عن وضع حدّ لمجموعة من المشاكل التي عانى منها قطاع الصحة، وكذا الاطقم الطبية في الآونة الاخيرة بخصوص تحسين التكفل بالمصابين.

وجدت قضية مشكلة نقص الأوكسجين ببسكرة حلاّ نهائيا بمستشفى الحكيم سعدان، وذلك من خلال رفع الطّاقة الاستيعابية للمستشفيات من 218 إلى 450 سرير، موازاة مع دعم بعض المرافق الصحية الأخرى بتجهيزات حديثة، وعتاد طبي نزولا عند طلب الأطقم الطبية وشبه الطبية المرابطة في مجابهة الوباء.
وبخصوص مشكلة نقص الأوكسجين بالمؤسسات الاستشفائية، الذي تسبّب في معاناة كبيرة للمرضى، فقد حلّت بعد دخول خزان ثان حيز الخدمة بمستشفى الحكيم سعدان أكبر مستشفى بالولاية مخصّص لمصابي كورونا، وذلك بمبادرة من أحد المحسنين، الذي اقتنى الصهريج وتمّ تركيبه وهو الآن حيز الخدمة، الأمر الذي أنهى معاناة المئات من المرضى.
كما تمّ التكفل بانشغال تشبّع المؤسسات الاستشفائية بعاصمة الولاية، بعد فتح جناح جديد خاص بمستشفى بشير بن ناصر بمنطقة العالية، بطاقة استيعابية تقدّر بـ 24 سريرا وتهيئة مجموعة أخرى من الأسرة العادية، وضعت احتياطيا في حال تفاقم الوضع.
أما مشكلة نقص الأطقم الطبية وشبه طبية، فقد تمّ دعمها هي الأخرى بطاقم المدرسة العليا لشبه الطبي في بسكرة، والمقدّر بـ 102 إطار بغية حل مشكلة التأطير بشكل نهائي، حيث تمّ توزيعهم على مستشفى الحكيم سعدان، بشير بناصر ومصحة الرازي، وهي التي تتواجد كلها بعاصمة الولاية التي تعتبر بؤرة للفيروس التاجي بسبب الإرتفاع المستمر في عدد الإصابات رغم الإجراءات الصارمة المتخذة من حجر صحي يبدأ من منتصف النهار إلى غاية 5 صباحا.
وفي أطار تعزيز المرافق الصحية المخصصة لمحاربة الوباء، فقد تمّ اللجوء إلى استغلال فندقي الزيبان والنخيل لمرضى كوفيد 19 واللّذين يوفّران معا 150 سرير، بعد استلام عيادة الرازي التي تتوفر بدورها على 30 سريرا ومجهّزة بكامل الضروريات لتضع بذلك الولاية حدا لمشكل الاكتظاظ وغياب الأسرة المسجل سابقا بالمؤسسات الاستشفائية المخصصة لمرضى الكوفيد.
وللاحتياط أيضا في حال تفشى الوباء، فقد سخّرت ذات مصالح بلدية القنطرة، مركز التكوين المهني والتمهين وحوّلته إلى مركز للحجر الصحي والمتابعة الطبية، في مقابل توفير مختلف مستلزمات الاطقم الطبية من أقنعة واقية وكمامات واستئناف حملات التعقيم التي توقّفت منذ مدة بعد تخفيف إجراءات الحجر، حيث بادرت دار الشباب بزريبة الوادي إلى خياطة 30 ألف قناع واقي، لفائدة الجيش الأبيض ومختلف الأسلاك النظامية، لدعم مجهوداتها في محاربة الوباء.
 
 ودورة غير عادية للمجلس الشّعبي الولائي

تتسارع الأحداث بولاية بسكرة لمجابهة تفشي الوباء، بعد عودة مسؤولها الأول عبد الله أبي نوار من العاصمة وحضوره اجتماع رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مع أعضاء اللجنة الوطنية لمتابعة الوضعية الوبائية، رفقة بعض ولاة الجمهورية، والذي خرج بقرارات حاسمة للحد من انتشار كورونا.
قرّر أعضاء المجلس الشعبي الولائي لولاية بسكرة، عقد اجتماع طارئ ودورة غير عادية بحضور والي الولاية واللجنة الامنية، وكذا مديري الصحة والبيئة وباقي القطاعات المعنية مباشرة بمتابعة الوضعية الوبائية لفيروس كورونا ببسكرة، لدراسة مستجدّات الوباء الذي تفشى بشكل مخيف ومقلق، خاصة على مستوى البلديات 9 الموبوءة، من مجموع 33 المشكلة للولاية، على غرار عاصمة الولاية، سيدي عقبة، أولاد جلال، زريبة الوادي وغيرها.
ويرتقب خلال الدورة، الموافقة على تخصيص أغلفة مالية إضافية لقطاع الصحة لاقتناء مختلف العتاد الطبي والتجهيزات الضرورية للمصالح الجديدة الخاصة بمرضى الكوفيد، والاستماع لمختلف الانشغالات من قبل أعضاء المجلس الولائي ودعوة الوالي أبي نوار لتنفيذها، والتي تعتبر من صلب اهتمامات الأطقم الطبية ببسكرة.
وجاءت الدورة غير العادية، لإزالة الضباب المخيم على كيفية التعامل مع الفيروس، في ظل النقص الكبير المسجل في بعض الامصال والتجهيزات والمواد الطبية، موازاة مع حالة الاستهتار الكبيرة لساكنة الولاية في التعامل مع الوباء وعدم التزامهم بإجراءات الحجر الصحي الذي تم تعديل مواقيته بأغلب البلديات، إضافة إلى عدم احترام مسافات الامان وارتداء الكمامات.
وسيتوّج اجتماع أعضاء المجلس الولائي بالعديد من القرارات الهامة للحد من انتشار الفيروس التاجي، وانتقال العدوى بين المواطنين من خلال تدعيم قطاع الصحة، ورفع القدرة الاستيعابية للمؤسسات الاستشفائية وتدعيمها بالعدد الكافي من الأطقم شبه الطبية والطبية لتدارك النقائص المسجلة من قبل وتحسين الخدمات الصحية، خاصة بعد الزيارة الأخيرة لوزير الصحة السيد عبد الرحمان بن بوزيد.
وتشهد الولاية حاليا حملات تضامن كبيرة من طرف بعض رجال المال والأعمال في إطار دعم مجهودات السلطات العمومية للوقاية من الفيروس، باقتناء عتاد وتجهيزات طبية وتجهيز مرافق صحية للتكفل بالمصابين.