طباعة هذه الصفحة

المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية، البروفسور رحال:

الوكالة الوطنية للأمن الصحي «صحوة» بعد سبات 33 سنة

حياة. ك

 

 

 

اعتبر البروفسور لياس رحال المدير العام للمعهد الوطني للصحة العمومية، إنشاء الوكالة الوطنية للأمن الصحي «صحوة» بعد سبات دام 33 سنة، وترتب عن هذا التأخر منظومة صحية هشة مريضة فضحها فيروس كورونا المستجد، حسب ما صرح به لـ«الشعب».
أرجع البروفسور رحال تأخر الأمن الصحي في الجزائر إلى «الخلط بين العلاج والصحة» وضع استمر منذ 1985 تاريخ وضع القانون الصحي الذي بقي ساري المفعول لغاية 2018، وقال إنه كان لا بد من الانتظار 33 سنة كاملة حتى يوضع قانون صحة جديد، لأنه من غير المعقول تماما أن يكون إصلاح المنظومة الصحية بقانون «أكل الدهر عليه وشرب».
وأضاف أن مفهوم إصلاح المنظومة الصحية كان يركز على المنشآت والأجهزة واعتبرت أنها أساس تطور القطاع، في حين أن الدول التي تعرف تقدما كبيرا في المجال الصحي، وضعت المورد البشري فوق كل أولوية، مشيرا إلى أن للصحة خصوصية، تتمثل في التكوين المستمر، لأن العلم ديناميكي، فما كان بديهيا في السابق، يصبح مرفوضا حاليا.
وأبرز رحال في سياق الحديث، أن منظمة الصحة العالمية لم تعتمد شعار «صحة واحدة» التي تشمل الإنسان، الحيوان والنبات هكذا، وأكبر دليل على ذلك وباء كورونا الذي انتقل من الحيوان إلى الإنسان، لذلك فالاتجاه العالمي في مجال الصحة مبني على الوقاية التي تعني الفرد غير المريض، غير أن المنظومة الصحية في الجزائر تهتم بالمريض.
واستنادا إليه فإن ربط المنظومة الصحية بالمريض أدى إلى ما آلت إليه الأمور حاليا، لأنه كان من المفروض أن ترتبط المنظومة الصحية بالمواطن، ولا تنتظر حتى يكون مريضا ليصبح تحت عنايتها، فمرحلة الوقاية ـ بالنسبة له ـ أهم شيء.
ومن خلال الحركية التي يشهدها قطاع الصحة، وبرزت بشكل واضح بعد ظهور وباء كورونا الذي كشف المستور، يعتبر رحال أن هناك صحوة، تأكدت من خلال مرافقة الدولة للتقنيين، وأضاف أن هناك وعي.
واستبشر المتحدث خيرا بتعيين السيد مصباح وزيرا منتدبا لدى وزير الصحة مكلفا بإصلاح المستشفيات، وإعطاء الأولوية لإصلاحها نظرا لأهميته في مسار إصلاح المنظومة الصحية المريضة.
وقد قارن رحال بين المنظومة الصحية قبل 2018 وما تشهده حاليا من تحول في اتجاه التطور والخروج من الذهنية البالية، وهو المخضرم الذي عاش المرحلتين، ومن هذا المنطلق يعتقد أن هناك فرقا شاسعا بين الاثنتين.
ويعلق البروفسور رحال أملا كبيرا في أن يستمر الوعي بضرورة إصلاح المنظومة الصحية وتطوير القطاع، ولا تنطفئ هذه الشعلة بمجرد زوال الوباء.