طباعة هذه الصفحة

الفنّانة الزهرة خوالد لـ «الشعب»:

البورتريــه أسلــــوب قـوي للتّعبـــير عن المـرأة وقضاياها

إيمان كافي

غياب أروقة العرض عائق أمام فنّاني الجنوب

الزهرة خوالد، فنّانة تشكيليّة شابّة من مدينة ورقلة، وخرّيجة المدرسة الوطنية للفنون الجميلة في باتنة، دخلت غمار الفن منذ الصّغر.
الموهبة إرث عائلي بالنّسبة لها وكان التّنافس على أحسن لوحة تعلق على جدران البيت كبيرا جدا - كما تقول - قرّرت بعدها الالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة لتطوير موهبتها أكثر، وبدأت مسيرتها الفنية بالمشاركة في المعارض الوطنية وحصلت على جوائز وتكريمات، وهي تتمنى اليوم الوصول إلى التصفيات النهائية للمسابقة العالمية لأفضل فنان تشكيلي عربي في لندن...
مسار فني تفصح لنا عن بعض محطّاته من خلال هذا الحوار.

- الشعب: يبدو من خلال لوحاتك أنّك أكثر ميلا لفن البورتريه، ما هو تعريف هذا النوع، وما مميّزاته التي تدفعك للإبداع فيه أكثر؟
 الفنانة الزهرة خوالد: نعم أنا جدا مولعة بفن البورتريه، حيث أجد نفسي أتعمّق بصعوبة في هذا الفن، الذي اعتبره من أصعب الفنون خاصة الواقعي منه، أما عن تعريف فن البورتريه فهذه نقطة مهمة جدا، وقد بحثت فيها كثيرا وتناقشت حولها مع مؤطّري لجان التحكيم في عدة مسابقات لأنّه من الفنون التي يثار حولها جدل كبير، وسوء فهم يحول دون تقييمه تقييما صحيحا أحيانا، فهناك من يعتقد أنّ جزءا واحدا أو جزئين من الوجه تكفي لتجسيد البورتريه، وهناك من يعتقد أن إبراز أجزاء من الجسم التي تبين طبيعة وحالة الشخص لا تعتبر من فن البورتريه، ويحيل التعريف العام لهذا الفن الذي يعد من الفنون القديمة إلى كونه فن تصوير أو نحت أو رسم وجوه شخصية ما، بحيث يعكس الفنان من خلاله ملامح أو حالة الشخص، ويمكن أن يتضمّن رسم أجزاء من الجسم لتعكس ثقافة أو حالة هذا الشخص مع مراعاة التركيز على إبراز ملامح الشخص وطغيانها على اللوحة.
مميزاته التي دفعتني لأبدع فيه أكثر هو حبي للظل والنور، والملامح المعبّرة على الشخص الذي أرغب في تجسيد ملامحه في لوحة فنية، حيث أرى في فن البورتريه متعة في تدقيق الملامح وتفاصيلها، كل هذا يمنحي حماسة أكبر في الإبداع بهذا النوع عن غيره من الفنون.
- للوحات الفنية رسالة، فما هي رسالتك؟ وما المواضيع التي تميلين إلى طرحها من خلال الرّيشة واللّون؟
 الرّسالة الفنية التي أحرص على نقلها في الغالب هي رسالة سلمية ثقافية إنسانية أدرسها بعناية لأنّها تعتبر رسالة حسّاسة موجّهة للمجتمع، على اعتبار أنّ الفن تكوين اجتماعي يقبل الانسجام اللوني، العرقي والفكري، وكل ما تقبله العين ويرتاح له القلب السليم، لذلك فعلى الفنان يكون واعيا بما يكفي في اختيار مواضيع لوحاته، وبالنسبة لي المواضيع التعبيرية تعد الأفضل، بحيث تعبر اللوحة عن نفسها بدون أن يتطلب الأمر شرحا أكثر، حتى وإن حملت في مكوناتها بعض الغموض.
-  لطالما كانت للمرأة طريقتها الخاصّة في التعبير عن صوتها وعن قضاياها، هل تستعمل الزهرة خوالد لوحاتها الفنية في ذلك؟
  صحيح كثيرا ما يستعمل هذا النوع من الفنون للتعبير عن صوت المرأة وقضاياها، وأنا شخصيا مهتمة جدا بإيصال رسالة كل امرأة، لذلك أفكّر جديا في تنظيم معرض خاص خلال الأشهر القادمة، وسأخصّص رواقا خاصا لطرح مواضيع وقضايا المرأة بأسلوب ولمسة جديدة، وستكونون من زوّار هذا المعرض إن شاء اللّـه.
- هل يلقى هذا الفن الاهتمام الذي يليق به محليّا، برأيك؟
 رغم أنّه لا يمكن نفي وجود بعض الاهتمام بهذا الفن من قبل بعض المؤطّرين، إلاّ أنّ الفنان كثيرا ما يجد نفسه تحت صدمة الواقع غير المشجّع والنقص الواضح في مساعي تعزيز مكانة هذا الفن، والاهتمام بحضوره المقتصر على المناسبات الرسمية، وتنظيم معارض من سنة إلى سنة، وفي الأخير يغادر الساحة الفنية بشهادة تشجيع فقط دون منحه مساحة لمناقشة واقع الساحة الفنية محليا ووطنيا وحتى عالميا أو محاولة البحث عن حلول لمعاناته في اقتناء لوازم الرسم ومصاريف التنقل لأنّ الفنان بحاجة إلى دعم مالي كما هو أيضا في حاجة لقراءات نقدية متخصصة لتقييم أعماله.
- كيف يمكن ترقية واقع الفن التّشكيلي وتوسيع قاعدة جمهوره والاهتمام به أكثر؟
 في اعتقادي، ترقية واقع الفن يكمن أولا في توفير فضاءات وورشات ومرافق يستطيع الفنان عرض وممارسة أعماله من خلالها، ثانيا تعزيز دور الإعلام في المساهمة في تعريف الجمهور بالفن التشكيلي وواقع الساحة الفنية ومستجداتها، لأنّ هذا الفن لم يلق الرواج الكافي الذي من شأنه توجيه اهتمام الجمهور نحوه وبالتالي توسيع قاعدته، كنقطة ثالثة الالتفات إلى أهمية فتح مراكز ومدارس فنون تعليمية خاصة أو وطنية لتطوير هذا في مناطق لا توفّر هذا النوع من الفرص للتكوين على غرار ولاية ورقلة مثلا، ورابعا إنشاء أروقة تجارية للتسويق للوحات الفنية.
- هناك العديد من المسابقات التي تهتم بهذا المجال، هل تساهم في رأيك في تشجيع الشباب للإبداع أكثر؟
 أكيد تساهم بشكل إيجابي في دعم الفنان، هذا إذا تمّت وفق معايير الشّفافية المطلوبة في التقييم والنقد، حيث تخلق جوا من التنافس وتبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين من مختلف الدول، وكذا توسيع أفق الفنان بالانفتاح على ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى، كما تساهم في بروز الفنان في الساحة الفنية، بحيث تعطيه فرصا لتمثيل بلاده والتعريف بالفن في الجزائر في دول أخرى، وقد شاركت شخصيا في عدد منها، كما أنّني مرشّحة في المسابقة العالمية «العرب قروب» كأفضل فنان تشكيلي عربي في العالم، ونحن بصدد التأهل لتصفيات النصف النهائي في لندن، وأتمنى أن أحظى بدعم الجمهور بالتصويت لي على الرقم 1578 مع كتابة «طفل يتألم بصمت» عنوان اللوحة التي أشارك بها على قناة اليوتوب للشركة المنظمة.