طباعة هذه الصفحة

خبراء أمنيون يحذرون:

التدخلات العسكريـــة الأجنبيــــــة في ليبيا أول خطوة نحو تفجير المنطقة

 حذر خبراء أمنيون من تبعات أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا على شمال إفريقيا ومنطقة الساحل برمتها، بعد أن تتحول ليبيا إلى ساحة حرب بالوكالة بين القوى العظمى.
قال الخبير الأمني أحمد ميزاب في تصريح لـ(وأج) إن «التدخلات العسكرية الأجنبية لن تقود ليبيا إلى بر الأمان بل ستكون أول خطوة نحو تفجير المنطقة برمتها وبمثابة انتحار حقيقي» داعيا إلى العودة إلى لغة العقل والحوار، لتهدئة الأوضاع بدل الذهاب إلى حرب مفتوحة ستدفع دول الجوار ثمنها غاليا».
وأضاف أنه « مع التعقيدات الميدانية والتصعيد العسكري الأخير لن تتحمل ليبيا
المزيد من «العسكرة» بتسليح بعض القبائل، لأننا أمام نموذج غير عادي سواء من ناحية حجم الصراع بين طرفي النزاع في ليبيا، أو من حيث عدد الميليشيات بعد استقدام مرتزقة أو من حيث انتشار السلاح، أو حتى من حيث الواقع الإقليمي مع تواجد جماعات إرهابية تسعى لتستثمر في الفوضى».
وهو ما يؤكده الخبير الأمني العربي الشريف لـ(وأج)، حيث أوضح أن « أي سلاح خارج رقابة مؤسسات الدولة يشكل خطرا ليس على ليبيا فقط بل على جيران ليبيا بمن فيهم مصر» والأكثر «أن تسليح طرف ثالث في ليبيا، التي تعيش فوضى عارمة سيعمق الأزمة ويطيل عمرها، وتتضاءل معه فرص التسوية السياسية».
ونبه العربي الشريف إلى خطر التدخلات العسكرية الأجنبية والزج ببعض القبائل الليبية في «مستنقع التسليح» لافتا إلى أن « تسليح القبائل لن يكون حلا كما تعتقد بعض الأطراف بل سيقود نحو انهيار الدولة في ليبيا» محذرا من  تبعات هذه الخطوة على المنطقة، التي ستصبح حينها مرتعا للجماعات الإرهابية بمختلف انتماءاتها».
وأشار الخبير في القضايا الأمنية  بن عمر بن جانة إلى «أن القبائل يصعب التحكم فيها بعد تسليحها في غياب تأطير سياسي، ما يهدد بحرب أهلية حقيقة بين القبائل ستقضي على المجتمع الليبي وتصدر الأزمة إلى خارج الحدود»، مشيرا إلى أنه ينبغي على الفرقاء الليبيين قراءة التاريخ وتقصي الواقع»
واستطرد أنه «لا يوجد بلد دخلته قوى أجنبية إلا كان مصيره الدمار ولنا في العراق وسوريا أكبر الدروس» قائلا « إن إسكات صوت البنادق والعودة إلى طاولة الحوار هو السبيل الوحيد لتفادي انهيار ليبيا».
وكانت الجزائر قد أعربت الأحد الفارط على لسان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن أسفها « لمحاولات أطراف إقحام بعض القبائل الليبية في حمل السلاح «. وقال الرئيس إنه «إذا حملت القبائل الليبية السلاح ستصبح (ليبيا) صومال جديدة».
كما شدد وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم خلال زيارة إلى العاصمة الروسية موسكو الأربعاء الفارط أنه «لا حل للأزمة الليبية بلغة الدبابات والمدافع بل حلها يكون عبر الحوار والعودة إلى طاولة المفاوضات» .
وقد أعربت عدة قبائل ليبية عن رفضها لدعوات التسليح والزج بالجيش المصري في الأزمة الليبية بعد أن فوض مجلس النواب الليبي بقيادة صالح عقيلة الجيش المصري للتدخل لحماية الأمن القومي للبلدين في حال رأت خطرا داهما وشيكا يطال أمن البلدين».