يعود عيد الأضحى المبارك هذه السنة، على ساكنة عاصمة الأوراس باتنة على غرار كل الجزائريين، في ظروف صحية واجتماعية واقتصادية وحتى دينية استثنائية بسبب تفشي وباء كورونا، الأمر الذي يحتم على الذين يعتزمون إقامة هذه الشعيرة، إتباع قواعد صحية صارمة.
يعتبر نحر الأضحية من بين أهم مقدسات عيد الأضحى المبارك، حيث يحرص سكان باتنة، على اقتناء أفضل الأضاحي لنحرها تقربا إلى الله عز وجل، بطرق تقليدية يهتمون بها كثيرا، رغم عدم تطابقها مع الشروط والقواعد الصحية، غير أن حرصهم على تفادي أي خطر للإصابة بالفيروس جعلهم يقومون ببعض الإجراءات والتدابير الاحترازية الموصى بها من قبل المختصين.
ودخل السكان في حالة قلق، بعد تحذير الأطباء البياطرة والمختصين في الصحة العمومية من خطورة انتقال عدوى كورونا، في حال عدم الالتزام بإجراءات الوقاية الصحية من الفيروس الذي ينتقل بسرعة كبيرة وفي صمت، يحول فرحة العيد في حال أصاب فردا من العائلة إلى حزن حقيقي.
وأطلقت الجهات المختصة بالولاية، حملة تحسيس من أجل ضمان نحر الأضحية بطريقة صحية تقي من خطر عدوى الفيروس، وأشارت بعض المصادر الطبية البيطرية، إلى أنها باشرت منذ مدة حملة لتحسيس وتعريف المواطنين بأفضل طرق النحر الصحية، وذلك ببعض نقاط بيع المواشي المنتشرة هنا وهناك، بعيدا عن الجهات الرقابة وحتى في الأسواق وغيرها من الفضاءات العمومية بالإضافة إلى برمجة عدة حصص إذاعية عبر أمواج إذاعة باتنة الجهوية.
وتعتبر النظافة الضامن الوحيد لعدم انتقال الفيروس، من خلال الحرص على غسل الأيدي عديد المرات، وتطهير مكان النحر قبل وبعد العملية، بالإضافة إلى تعقيم مختلف الأدوات المستعملة في عملية النحر والسلخ باستعمال كمية من الماء يضاف لها معقم أو مطهر كماء الجافيل، وخلطه جيدا مع بعض الملح.
ودعت لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بباتنة في بيان لها، المواطنين إلى ضرورة الحرص على الالتزام الصارم بكل شروط الأمن والسلامة والنظافة، خلال عملية نحر الأضحية للحفاظ على صحتهم، ولضمان أجواء عيد مميزة صحية وآمنة.
كما أشارت لجنة الفتوى إلى إمكانية جواز نحر الأضاحي خلال اليومين الثاني والثالث للعيد، للتخفيف من حدة الاكتظاظ وكثرة التجمعات التي ينجر عنها احتكاك كثيف واحتمال انتقال العدوى.