طباعة هذه الصفحة

عضو لجنة رصد وباء كورونا، بقاط بركاني لـ «الشعب»:

سيناريو كارثي منتصف أوت إذا لم نلتزم بالوقاية خلال العيد

صونيا طبة

 التعايش مع الفيروس حتمي

حذر عضو اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة ورصد وباء كورونا ورئيس عمادة الأطباء الجزائريين، محمد بقاط بركاني من سيناريو أسوأ للفيروس بعد عيد الأضحى المبارك بـ 15 يوما، وذلك في حال عدم الالتزام بإجراءات الوقاية، خاصة ما تعلق بالزيارات العائلية والاحتكاك بين المواطنين وعدم احترام قواعد النظافة خلال عملية نحر الأضاحي.
أكد في تصريح خص به «الشعب»، أن اتباع المواطنين نصائح المختصين خلال عملية ذبح الأضاحي، أمر لابد منه لتفادي انتقال عدوى الفيروس بين أفراد الأسرة الواحدة، زيادة على ضرورة احترام التباعد الاجتماعي والالتزام بالنظافة الشخصية للحفاظ على سلامة الجميع، مشيرا إلى أن مدى الالتزام بإجراءات الوقاية أيام العيد تظهر نتائجه في 15 أوت.
ودق عضو لجنة متابعة ورصد وباء كورونا في الجزائر ناقوس الخطر لارتفاع الإصابات بفيروس
«كوفيد -19» بشكل رهيب خلال الأسابيع الأخيرة، مرجعا أسباب تدهور الوضع، إلى الاستهتار واللامبالاة في التعامل مع هذا الفيروس سريع الانتشار، خاصة وأن بعض الفئات معرضة أكثر من غيرها إلى مضاعفات الفيروس والتي قد تصل إلى حد الوفاة.
وأضاف أن التعايش مع وباء كورونا ضرورة حتمية لا بد منها، ولكن في إطار الاستمرار في التقيد بإجراءات الوقاية اللازمة من قبل المواطن كون السلطات العمومية -على حد تعبيره - لا يمكنها فرض رقابة مشددة وإجراءات صارمة إلى درجة تعيين شرطي على كل مواطن يخالف قواعد الوقاية، وإنما من المفروض أن يكون كل شخص مسؤول على نفسه.
في ذات السياق، قال عضو متابعة ورصد وباء كورونا أن الاستهانة بارتداء الكمامة الواقية قد يكلف المواطن حياته، فهي بمثابة حجر صحي شخصي تساهم في تقليل مخاطر الإصابة بالعدوى بنسبة مرتفعة، مضيفا أنها سلوكات بسيطة كافية لحماية الشخص من الإصابة بالفيروس وإنقاذه من الموت.
ودعا بركاني إلى التحلي بالوعي، لتفادي إمكانية تكرار نفس سيناريو عيد الفطر بعد تسجيل تفاقم واسع في حالات الإصابة بـ «كوفيد -19»على مستوى أغلبية ولايات الوطن، مشيرا إلى أن الحجر الشامل الذي فرض في شهر رمضان أعطى نتائج جيدة وساهم بشكل كبير في تقليص عدد الإصابات.
في سياق آخر، لم ينف البروفيسور بركاني المجهودات المبذولة من قبل الحكومة لمكافحة وباء كورونا، والتحكم في الوضع من خلال أخذ احتياطات وقائية، مضيفا أن الجزائر لم تتردد في استعمال برتوكول علاجي، في وقت رفضت الكثير من الدول المجازفة في اتباعه ووصفه لمرضى كورونا، ولحسن الحظ أعطى نتائج مرضية، حسب النسبة العالية للمرضى الذين تماثلوا للشفاء بعد إصابتهم بالفيروس، ولكن يتطلب الأمر حاليا تنظيما جديدا في ظل الضغط الكبير الذي تشهده المستشفيات الجزائرية.
وتابع عضو اللجنة بالقول: «إذا قارنا الجزائر بدول أخرى متقدمة لديها منظومة صحية عصرية، نجد أنه بالرغم من إمكانيات الإنعاش ومستوى الخدمات الصحية الراقي، إلا أنها لم تتمكن من التغلب على الفيروس، ولعل أبرز مثال على ذلك تسجيل فرنسا أزيد من 32 ألف وفاة بسبب الإصابة بالمرض إلى يومنا هذا».