طباعة هذه الصفحة

سعيد عمارة في ذمة الله

شمعة من شموع «الفريق الرمز» تنطفئ

حامد حمور

رحل عنّا وإلى الأبد لاعب فريق جبهة التحرير الوطني سعيد عمارة الذي وافته المنية، أمس، عن عمر ناهز 87 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض.
إنطفأت شمعة أخرى من شموع الفريق الرمز، الذي صنع التاريخ من أجل استقلال الجزائر. وكان الفقيد رفقة نجوم آخرين ضمن الفريق، الذي وقّع صفحة مشرقة في النضال وإسماع دوي الثورة التحريرية في مختلف أنحاء العالم.
مسيرة ذهبية لفقيد الكرة الجزائرية سعيد عمارة، الذي تألق بشكل كبير وأعطى الكثير للرياضة الجزائرية كلاعب، مدرب ومسير ضمن محطات بدأها في نادي سعيدة في 1951، ثم إلتحق بعد عامين بسبورتينغ بلعباس.
تحول الراحل إلى فرنسا في تجربة احترافية براسينغ ستراسبورغ موسم 1956-1957، ثم نادي بيزيي الذي لعب له إلى غاية 1960، قبل أن يلتحق بفريق جبهة التحرير الوطني، الذي لعب في صفوفه رفقة مخلوفي، كرمالي، عريبي، سوكان ورواي، الذين أبدعوا في فنيات الكرة وأعطوا صورا تاريخية عن نضال الشعب الجزائري لنيل الاستقلال.
سعيد عمارة إلتحق، مرة أخرى، بفرنسا عام 1964 لمواصلة مشواره الاحترافي وبالضبط بنادي بوردو، الذي تألق معه ووصل إلى نهائي كأس فرنسا... ثم عاد إلى الجزائر ولعب لنادي مولودية سعيدة، فكانت تجربته ناجحة بقيادة الفريق نحو التتويج بكأس الجزائر عام 1965.
وبفضل حنكته ومهاراته الكروية العالية، واصل الفقيد مشواره الكروي كلاعب ومدرب بنادي شبيبة تيارت إلى غاية 1971.
ويمكن القول، إن عمارة نجح بشكل كبير في مشواره التدريبي، لاسيما وأنه كان وراء تتويج غالي معسكر بأول لقب له للبطولة الوطنية رفقة ماحي، حيث أن التشكيلة كانت تضم لاعبين مميزين على غرار بلومي، شيباني، بغدوس، خليلي...
ودرب عمارة أندية مولودية وهران، ترجي مستغانم، مقدما معارفه وتجربته لصالح اللاعبين.
وأشرف في السبعينيات من القرن الماضي على المنتخب الوطني في مناسبتين، وخاض تجربة أخيرة كمدرب في نادي أهلي بنغازي الليبي في نهاية التسعينيات.
وقدم الفقيد الكثير من الأفكار من أجل ترقية كرة القدم الجزائرية ضمن الجمعية العامة لـ»الفاف»، حيث ساهم لسنوات في المجهود العام لانتقاء المواهب وتشجيعها ضمن عمل منظم للوصول إلى مستوى مميّز.
وقدم سعيد عمارة إضافة في كل محطة ضمن مسيرته الذهبية كمسير، بفضل تحليله ومعرفته الواسعة لكرة القدم من الناحيتين الفنية والتنظيمية.
رحم الله الفقيد... إنّا لله وإنّا إليه راجعون.