طباعة هذه الصفحة

الباحث في الشؤون الأسيوية عامر تمام من بكين لـ «الشعب»:

إمكانية تصنيع الجزائر للقاح بـ «مبادرة الحزام»

حاوره: عزيز.ب

 سعر اللقاح ألف دولار ويكون متوفرا في 2021

قال عامر تمام، الباحث في الشؤون الآسيوية، إن أولوية الصين بعد إنتاجها لقاح فيروس كورونا تتجه نحو الدول الأفريقية، منها الجزائر، لما تتميز به العلاقات بين البلدين من قوة وعمق استراتيجي.
وأضاف تمام، في حوار لـ «الشعب»، أن بإمكان الجزائر تصنيع اللقاح وفق مبادرة الحزام والطريق الصحي، مشيرا الى أن اللقاح سيكون متوفرا مطلع 2021 كأقصى تقدير في انتظار تحديد السعر قبل طرحه في السوق.

وجه الرئيس تبون تعليمة بالإسراع في الاتصالات مع الدول المتقدمة في أبحاث إنتاج لقاح كورونا لاقتنائه فور تسويقه، هل تعتقد أن الجزائر ستكون وجهة للقاح الصيني؟
العلاقة الجزائرية الصينية علاقة قوية للغاية، هناك تبادل تجاري من الجانين، إلى جانب الاستثمارات الصينية في الجزائر. هناك تناغم في العلاقة السياسية بين الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره الصيني شي جين بينغ، لذلك أعتقد أن أولوية الصين بعد إنتاج اللقاح لعلاج فيروس كورونا ستكون الجزائر. وهنا أفتح قوسا، على اعتبار أن الصين تعمل حاليا على إنتاج ثلاثة لقاحات: اللقاح الأول تعمل شركة «سينوفارم» على تصنيعه، الثاني تتكفل به شركة «سينوفاك»، والثالث والأخير خاص بجيش التحرير الصيني.
أعتقد أن الأولوية الأولى للصين بعد إنتاج اللقاح هي الدول الإفريقية، منها الجزائر لما تتميز به العلاقات بين البلدين من قوة وعمق استراتيجي.
هل هناك أولويات محددة في توزيع اللقاحات على الدول؟
هناك مبادرة الحزام والطريق، التي تعتبر الجزائر عضوا مهما فيها، وهي مبادرة الحزام والطريق الصحي، خاصة بالتعاون في القطاعات الصحية، على طول الدول المشاركة في المبادرة وعلى رأس هذه الدول الجزائر. والصين تعهدت بتقديم اللقاح لهذه الدولة. وربما من المقرر أن يتم إنتاج اللقاح وفق التوافق والتعاون بين الصين والبلدان المشاركة في نفس المبادرة، كما حدث في مصر وأعلنت أنها بصدد تصنيع اللقاح الخاص بشركة «سينوفار» في القاهرة، ربما قد يكون وجه تعاون بين الجزائر والصين في هذا الإطار تحت غطاء مبادرة الحزام والطريق الصحي.
هل سيكون من الصعب تحديد سعر اللقاح قبل طرحه في السوق مع وجود منافسة شرسة؟
بالنسبة إلى سعر اللقاح لحد الآن لم يتم وضع ثمن دقيق له، سواء كان لقاح «أسترا زينيكا» البريطاني أو لقاح «سينوفاك» بالصين. ولكن الموضوع يتوقف على أكثر من أمر: الأمر الأول، يتعلق بالبلد الذي سيتم إنتاج اللقاح فيه، لذلك يكون شريكا في وضع سعر هذا اللقاح.
 الأمر الثاني، الكمية التي يتم إنتاجها من هذا اللقاح، فكلما ازدادت الكمية كلما كان السعر أقل. ولكن في اعتقادي في البدايات ربما سعر اللقاح لن يقل عن ألف دولار وبعد استمرار الإنتاج فسينخفض السعر بطبيعة الحال.
شركات عالمية تتحدث عن جاهزية اللقاح، متى تتوقعون إنتاجه فعلا؟
بخصوص وجود اللقاح في السوق بعيدا عن اللقاح الروسي، الذي من المقرر أن تشرع روسيا في حملة التطعيم شهر أكتوبر المقبل.
لكن في اعتقادي، أن اللقاح الصيني سيكون في شهر نوفمبر أو ديسمبر أي مع نهاية هذا العام. نفس الشيء بالنسبة للقاح البريطاني، بكل تأكيد أنه لن يأتي عام 2021 حتى يكون اللقاح موجودا في الأسواق وعملية التطعيم قد انطلقت في عديد دول العالم.
يبدو أن حربا إعلامية بدأت مبكرا بين الدول الكبرى حول هذا اللقاح، كيف تفسر ذلك؟
الحرب الإعلامية الخاصة باللقاح بدأت بالفعل بين عدة دول، من خلال إعلان الولايات المتحدة الأمريكية محاولة سرقة الصين لأسرار خاصة بلقاح «موديرنا» الأمريكي. وفي السابق محاولة الولايات المتحدة الأمريكية سرقة أسرار شركة ألمانية تسعى لإنتاج اللقاح ومنحها حوالي مليار دولار دفع بالحكومة الألمانية للتدخل، ربما هذه الأمور بدأت مبكرا على شكل حرب سياسية واقتصادية وإعلامية.
 وهنا أريد فقط أن أشير أن البلد الذي يستطيع الوصول الى إنتاج اللقاح سيحقق أرباحا كبيرة مقارنة بعدد سكان المعمورة والتي يبلغ حوالي 7 ملايير، لذلك نشاهد تهافت عدة شركات من اجل الحصول على إنتاج اللقاح.
كيف تفسر غياب الدول العربية عن منافسة على إنتاجه؟
للأسف، الدول العربية ليس لديها القدرة على إنتاج اللقاحات، لذلك ستعمل على التعاون وما يناسبها من اللقاح. وأعتقد أن الدول العربية ستتأثر نوعا ما خلال صدور اللقاح، كون الدول التي ستنتج هذه اللقاح ستعطي الأولوية لشعوبها على غرار بريطانيا، الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي. بالنسبة للصين، أو كما قال الرئيس الصيني، إن بلده تفضل أن تكون الأولوية للأكثر احتياجا وليس لشعب محدد، بمعنى للفئات الأكثر احتياجا وهم العاملون في المجال الطبي، مدرسو الأطفال وكبار السن وهو الاختيار الأفضل والمناسب وأتمنى أن تنتهج كل دول العالم نفس إستراتيجية الصين.
كلمة أخيرة تريد أن توجهها للشعوب العربية؟
نتمنى السلامة للشعوب العربية والالتزام بإجراءات الوقاية إلى غاية التخلص من هذا الوباء. لكن ما أود أن أؤكد عليه أنه منذ بداية هذا الوباء أدركنا أن العلم هو أهم شيء في هذا العالم، مهما تم صرفه عليه من أموال طائلة.
بات من الضروري على الشعوب العربية أن تركز على إيجاد منظومة علمية كبيرة بالتعاون بين كافة الدول من أجل إنتاج اللقاحات والعمل على مشاريع بعيدة المدى كإجراء بحوث علمية للنهوض بالمنظومة الصحية في الدول العربية تحت غطاء جامعة الدول العربية.