طباعة هذه الصفحة

الفنانة والروائية حليمة بريهوم:

الحجر الصحي علّمنا النشاط الثقافي الافتراضي

نورالدين لعراجي

الترويج للكتاب يحتاج إلى سلسلة من الحلقات المرتبطة

تقول الفنانة التشكيلية والروائية، حليمة بريهوم، إنها اكتشفت قيمة الوقت مع انتشار جائحة كورونا. وأكدت بريهوم في حديثها لـ»الشعب» إن استثمار تلك القيمة من شأنه أن يخرج صاحبه من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة.
في شأن آخر، قالت الفنانة حليمة إن صناعة الكتاب هي «مهمة تشاركية» تجمع الكثير من الأطراف وتأسفت في هذا الشأن للغياب «شبه الكلي لإستراتيجية واضحة حول صناعة الكتاب».
أكدت الفنانة حليمة بريهوم أنه خلال فترة الحجر الصحي، تم استضافتها في نشاط عبر البوابة الرقمية قدمت فيه مداخلة حول تجربتها الشخصية في الفن التشكيلي والإبداع الأدبي مع نخبة من المثقفين والمهتمين في منتدى للقراء افتراضيا، لكنه بحسبها كان ممتعا ومفيدا، وقد اختارت الحديث عن صناعة الكتاب في الجزائر لما لاحظته من خمول وعدم الجدية في الترويج له، وانطلاقا من الغياب شبه الكلي لإستراتيجية واضحة تجعل من الكتاب صناعة فنية راقية وتجارة مربحة لمنتجيه كما هو الحال في الدول التي تقدر الكتاب، كونه أهم عنصر في صنع الحضارات.
وبحسب ذات المتحدثة سيظل الترويج للكتاب يحتاج الى سلسلة كل حلقاتها مرتبطة متماسكة لتحميه فكريا وثقافيا وتقدمه في حلة تجذب القارئ وتنفعه وتمتعه وتغذي روحه وعقله وقليل من يهتم بهذا الجانب الذي تعتبره تقنيا وضروريا وحاجة ملحة للارتقاء بالكتابة والكتاب والكاتب، لكن بحسبها هناك من الكرماء من لا يبخل على غيره بمنفعة عامة تنير درب الكتاب.
  أكدت بريهوم ان صناعة الكتاب تشاركية بين حلقات السلسلة، بدءا من كاتب الفكرة الى مسؤول النشر الى لجنة القراءة الى المحرر الأدبي، الذي تؤكد على ضرورة وجوده، الى الموزع الذي تفتقر الساحة الثقافية الى نزاهته ودرايته بوضع الكتاب في مكانه المناسب ليسهل على القارئ اقتنائه ووصلوه لآخر حلقة في السلسلة وتكتمل الدورة المنطقية في صناعة الكتاب، كما اعتبرته تفاعلا راقيا وموضوعيا بين الموهبة الإبداعية وعناصر تطويرها، ووضعها في قالب متخصص يقدم للمتلقي وليس مجرد عرض قد لا يصل الى المهتم، والتحرير الأدبي  الذي يضمن نسبة نجاح العمل ويعطي قيمة إضافية الى قيمة العمل الأدبي ليكون عملا متكاملا يستحق الانتشار.
وفي ختام حديثها قالت بريهوم، إن غياب المحرر الأدبي في سلسلة صناعة الكتاب ظل الحلقة المفقودة في المشهد الثقافي واختزل الناشر وظيفته في تسجيل رقم الإيداع القانوني والطبع، ما جعل الكتاب لا يأخذ مكانته في الساحة الثقافية كإضافة علمية وأدبية، وقد لا يصل الى القارئ ويظلم الكاتب بإخفاق في منحه فرصة البروز ليتعرف عليه معجبيه ولا ينتشر حرفه، وهذا ليس مثمرا مهما بلغت أعداد العناوين إلا إذا تزايدت أرقام المقروئية وارتفع مستوى المضامين وارتقت لغة الخطاب وانتشرت احترافية النشر والتوزيع وتحمل مدراء النشر مسؤوليتهم كصناع للكتاب وليس كتجار .