طباعة هذه الصفحة

ضــرورة اعتمــاد مقاربــة سياسيــة بنّاءة لحــل الأزمــة

مجلـة «الجيـش» تعتـبر الوضـع فـــي ليبيـــا الأخطـــر

أمين بلعمري

حذّرت مجلة «الجيش»، في افتتاحية عددها 685 لشهر أوت، من الآثار الوخيمة التي ستنعكس على المنطقة، في حال عدم الإسراع في إيجاد حل سلمي للمعضلة الليبية.
وأكدّت المجلة، أن الوضع أخطر بكثير مما يتصور البعض، وردّت ذلك إلى حرب الوكالة التي تخطّط لها بعض الجهات، حيث وصفت في السياق تسليح القبائل الليبية بـ»الأخطر» مستدلة بتصريحات سابقة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كان حذّر فيها من مغبّة «صوملة» ليبيا؟.
في سياق ذي صلة، عادت «الجيش» في افتتاحيتها دائما، إلى التذكير بالمبادئ الثابتة للدبلوماسية الجزائرية التي تفسّر مواقفها من المعضلة الليبية، لاسيّما بالدعوة إلى الاحتكام للحوار ورفض لغة السلاح والتدخلات الأجنبية، مؤكدة أن هذه المواقف تنمّ عن قلق مشروع من تداعيات ما يحصل في ليبيا على أمننا القومي، خاصة ـ أردفت «الجيش» ـ أن ما يربطنا من حدود برية ممتدة وروابط تاريخية ضاربة مع الشقيقة ليبيا، يجعل ما يصيبها تصلنا شظاياه، بل يهدّد كل المنطقة. لهذا أكدّت «الجيش» أن استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا يخدم مصلحة الجميع.
وأكدت «الجيش» في السيّاق، أن هذه المعطيات وأخرى جعلت الجيش الوطني الشعبي يضع سلامة ترابنا الوطني وحماية حدودنا من أولى أولوياته وظهر ذلك جليا، حسب «الجيش»، من خلال العمل الدؤوب والمستمر من أجل الوصول إلى أعلى درجات الجاهزية والتأهّب من خلال سلسلة من التمارين والمناورات، خاصة تلك التي تنفذها الوحدات القتالية بنجاح وفي مقدمتها تلك المرابطة على الحدود، نجاح أرجعته لسان حال المؤسسة العسكرية، إلى جودة تكوين عالية ورهان على المورد البشري، عاملان يحظيان بأهمية بالغة من القيادة العليا للجيش، الأمر الذي يجد صداه في استحداث مجلة الجيش الوطني الشعبي لأفضل عمل علمي، ثقافي وإعلامي، جائزة اعتبرتها «الجيش» محكًّا لتفجير الطاقات واكتشاف الإبداع.
في السياق، ختمت الجيش افتتاحيتها بكلمة رئيس الأركان، الفريق السعيد شنقريحة، بمناسبة حفل تسليم جائزة الجيش الوطني الشعبي، التي دعا فيها إلى بذل المزيد من الجهد لتحقيق أمن، استقرار ووحدة الجزائر، واجب وصفه شنقريحة بالمقدّس، أملته قيم الوفاء لرسالة الشهداء الأبرار كقدسيّة العهد المقطوع أمام الله، الوطن والشعب.
وذكرت «الجيش» بالوضع في ليبيا وتداعياته على بلادنا وعلى كل المنطقة، وعادت في العدد إلى الموضوع بالتفصيل في ملفها الدولي، ودعت وبالبنط العريض إلى ضرورة اعتماد مقاربة سياسية بنّاءة تجاه الأزمة الليبية. وذكّرت في السياق بالمنظور الجزائري والدبلوماسية الفعّالة في تسوية المعضلة الليبية، معتبرة أن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تحظى بثقة واحترام كل الأطراف الليبية، علاوة على الانسجام والتناغم التّامين بين سياستيها الخارجية والدفاعية.
النشاط الأخير لمنتدى جريدة «الشعب»، الذي استضاف فيه وزير الخارجية، صبري بوقدوم، خصّصت له «الجيش» تغطية معتبرة، عادت فيها إلى أهمّ ما جاء في المنتدى، الذي كان محوره،  أسس ومبادئ السياسة الخارجية الجزائرية ومواقف بلادنا من مختلق القضايا الإقليمية والدولية.