اعتبر رابح بوشناف، مهندس في الجيولوحيا، ان الزلزال الذي عرفته ميلة أول أمس، عادي ويندرج في النشاط الذي تعرفه السلسلة الجبلية الممتدة في المنطقة، وقال انه من حسن الحظ ان التصدعات كانت عميقة في الباطن، وإلا لكانت الكارثة أكبر، بحسب ما أفاد به في هذا التصريح لـ«الشعب».
أوضح بوشناف العلاقة بين السلاسل الجبلية والنشاط الزلزالي، الذي عرفته ميلة وقد تعرفه المدن التي توجد بها هذه السلاسل كقسنطينة، جيجل، القبائل..، وكذا المتواجدة في الأطلس البليدي، مشيرا إلى انه تاريخيا عرفت ميلة زلازل بدرجات تقارب زلزال ميلة، وذكر أنها شهدت سنة 2007 زلزال بقوة 5 درجات وكان مركزه قريب جدا من سد بني هارون.
وفيما يتعلق بالسلسلة الجبلية التي تقع في منطقة ميلة، قال بوشناف إنها حديثة في الزمان وتسمى بالسلسلة « البين «، وهذا ما يجعلها في نشاط مستمر، وتتفاعل مع هذا النشاط للطبقات التكتونية. أكد أن كل المنطقة الشمالية من البلاد تقع في منطقة كثيرة النشاط الزلزالي، ولذلك يتوقع ان تعرف بقية المناطق المتواجدة في نفس الموقع الجغرافي زلازل مماثلة وهي ظاهرة عادية، على حد قوله.أوضح بوشناف، انه كلما كانت السلاسل الجبلية قديمة التكوين، كما هو الحال، بالنسبة لسلسلة الاهقار في الصحراء أو السلاسل الممتدة من بوسعادة، الاغواط، التي تمتد إلى مئات الملايين من السنين، كلما ضعف النشاط الزلزالي، وبالتالي لا تحدث فيها هزات أرضية.
وقال بوشناف، إنه لحسن الحظ حدثت التصدعات على عمق كبير، لأن 4٠9 درجة على سلم ريشتر، وهي قوة زلزال ميلة لوكانت أقرب من السطح، لدمر كل المنطقة، وتسجل خسائر ثقيلة، قال ان الصخور تحت الأرض امتصت قوة هذا النشاط وقللت منه، فكان الخوف أكبر من حجم الزلزال، ولفت في هذا الصدد ان سد بني هارون شيّد بمعايير حيث يمكن ان يتحمل زلزال بقوة 8 درجات.أشار المهندس في الجيولوحيا بوشناف، ان النشاط الزلزالي الذي تشهده المناطق الشمالية من البلاد وهو غير متوقف، ويندرج ضمن النشاط الذي تعرفه الطبقة التكتونية الافريقية التي تتقدم نحو أوروبا، كما تعرف نفس النشاط هذه الطبقة في أمريكا التي تتحرك هي الأخرى في اتجاه أوروبا.