طباعة هذه الصفحة

المختص في الأمراض المعدية، الدّكتور قايدي:

أول من سيجرّب اللّقاح..عمّال الصّحة وذوو الأمراض المزمنة 

خالدة بن تركي

يرى الطّبيب الرئيسي المختص في الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك بالبليدة، حفيظ قايدي، أنّ المرحلة الوبائية للفيروس تستدعي إيجاد طريقة علمية للمقاومة، ولا تكون إلاّ من خلال اللقاح أو المصل ضد الوباء كحل نهائي لمواجهة الأزمة الراهنة، مشيرا إلى أنّه السّلاح الوحيد لوقف زحفه عبر العالم.
أوضح الدكتور قايدي في اتّصال مع «الشعب»، أنّه بالنظر الى طول عمر الأزمة الصحية واستعمال كل الوسائل الطبية والتحسيسية لمجابهة الوباء، أصبح من الضروري استعمال اللقاح حتى وإن لم تتجاوز فعاليته ضد فيروس كورونا معدل 50 بالمائة، إلا أنها كافية، مشيرا إلى أن أغلب الأمراض المعدية المتنقلة أثبت اللقاح عبر مر السنين أنه الحل لعلاجها.
وأضاف المختص أنّ الكثير من الأمراض المعدية على غرار مرض السل الذي كاد أن يودي بحياة الكثيرين في أول ظهور له، لكن مع اللقاح واستعمال الأدوية المرافقة أصبح المرض المعدي يعالج كبقية الأمراض الأخرى، مشيرا إلى أن الفيروس التاجي في مرحلته الحالية يعد اللقاح الذي ينتظره العالم منذ أشهر الحل لزواله.
وبخصوص طريقة استعماله، صرح الطبيب الرئيسي بمصلحة الأمراض المعدية، أن اللقاح يؤخذ من طرف الأشخاص غير المصابين بالكوفيد، لأن الأمراض الوبائية المعدية التي تصيب الإنسان مرة واحدة غالبا لا يعاود الشخص الإصابة بها، لكن مع الفيروس المستجد أثبتت الفحوصات الأخيرة ان بعض الأشخاص المصابين به وتم شفاؤهم بقيت مناعتهم منخفضة، الأمر الذي يجعلنا نقول إن اللقاح وسيلة لتقوية الجهاز المناعي ضد الأمراض المعدية المتنقلة.
وعن استعمال أي لقاح ــ يقول المختص ــ المعروف أنّه يعطى لعمال السلك الطبي أولا باعتبارهم في مواجهة مباشرة مع المرض ثم أصحاب الأمراض المزمنة ليوجّه في مراحل بعدية للأشخاص العاديين، منوّها أنّ اللقاح لا يمنح للمرضى بل للأشخاص غير المصابين بالكوفيد لحمايتهم من الإصابة، وكوسيلة لتقوية مناعتهم لتصبح أجسامهم قادرة على مجابهة الأمراض.
وأوضح في ذات السياق، أنّ المصابين يتم التعامل معهم حسب نسبة المناعة لديهم، مشيرا إلى أن اللقاح يجب أن يمر بمراحل علمية عديدة قبل البدء في استعماله باعتباره وسيلة لمقاومة الفيروس وليس دواء كما يشار اليه حول مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكّدا أنّه خضع لتجارب عديدة قبل توزيعه، داعيا الجميع إلى الابتعاد عمّا يثير القلق ويزرع الهلع لأن الوضع الصحي عبر العالم بحاجة إلى مصل ينهي الأزمة.
وعرج قايدي إلى المراحل المستعملة في مقاومة الوباء بدءاً بالتحسيس والتوعية إلى الوقاية والعلاج من خلال بروتوكول كلوروكين الذي أصبح غير كاف بعد تقدم المرض، وبات من الضروري إيجاد اللقاح بعد أشهر من الأزمة، باعتباره الحل الوحيد للخروج من الوباء في مدة أقصاها نهاية السنة.
وقال بخصوص انخفاض عدد الإصابات، إن العمليات التوعوية والتحسيسية أتت بثمارها اليوم، حيث أصبحت المستشفيات ومصالح الأمراض المعدية على مستوى مستشفى بوفاريك تستقبل عددا قليلا من المرضى والمشكوك في إصابتهم بـ «كوفيد»، مشيدا في ذات السياق بدور الإعلام في التحسيس بخطورة الوباء وضرورة الوقاية منه.