طباعة هذه الصفحة

مناطق الظل أولوية الحكومة، شيتور:

تزويد 200 ألف سيارة بـ «سير غاز» في 2021

سهام بوعموشة

 التّعويل على الجمعيات في إنجاح الانتقال الطّاقوي

دعا وزير الانتقال الطّاقوي والطّاقات المتجدّدة، البروفيسور شمس الدين شيتور، الجمعيات إلى الانخراط في سياسة الحكومة القاضية بترشيد استهلاك الطاقة لترك رصيد للجيل الصاعد، كاشفا في لقائه أمس الأول مع مختلف الجمعيات، عن برنامج كبير لتزويد 200 ألف سيارة بسيرغاز، ما سيسمح باقتصاد أكثر من 200 ألف طن من البنزين، أي ما يعادل 200 مليون دولار أمريكي في آفاق 2021.
 أكّد شيتور أنّ مناطق الظل أولوية الحكومة، ويجب أن تكون هناك عدالة طاقوية لتمكينها من الاستفادة من كل مستلزمات الحياة، لأن هناك مناطق ظل تستهلك صفر كيلو واط من الطاقة مقارنة بالجزائري الذي يستهلك 1300 كيلو واط سنويا لكل فرد في مناطق أخرى.
وأوضح الوزير، أنّه يجب أن تكون دراسة دقيقة لتحديدها وتزويدها بطقم الطاقة الشمسية لضمان الحد الأدنى من الاستهلاك، وهو برنامج طموح تسعى إليه الدولة بالتعاون مع كل الوزارات المعنية، كما يجب التفكير في الأجيال القادمة بترك رصيد لها من الثروة الطاقوية، وتقليص تبعات فاتورة البنزين المستوردة من الخارج، والمقدرة بحوالي 3 ملايين طن ما يعادل 2 ملايير دولار أمريكي.
وشدّد وزير الإنتقال الطاقوي والطاقات المتجدّدة في اللقاء الذي سيتبع بسلسلة لقاءات أخرى، على ضرورة ترشيد استهلاك الطاقة في ظل التحديات الكبرى التي تنتظر الجزائر كنفاذ البترول ومعركة نقص الماء، المواد الغذائية، وخاصة التغيرات المناخية، لأنّه لو واصلنا التبذير سنعاني مشاكل في 2030، مضيفا أنّ الحكومة تعول على الجمعيات في إنجاح الانتقال الطاقوي المبني على دراسة حول إمكانيات الجزائر حاليا من ناحية استهلاك الطاقة وقيادة قاطرة الجزائر الجديدة.
وأشار شيتور، أنّ الجزائر تبذر ما بين 10 إلى 15 بالمائة من إجمالي الإنتاج الوطني للطاقة، ويساوي 6.5 مليون طن سنويا، بقيمة مالية قدرها تقريبا 2 مليار دولار، لأن استهلاكنا 65 مليون طن سنويا، مؤكّدا أن 40 بالمائة من الاستهلاك الطاقوي يأتي من النقل، وهنا يبرز الذكاء بتقديم حلول دائمة لضمان مستوى معيشي محترم لـ 55 مليون نسمة في 2030.
بالمقابل، كشف الوزير عن مشروع كبير في 2021 يجعلنا نقتصد أكثر من 200 ألف طن من البنزين، أي ما يعادل 200 مليون دولار، وهو تزويد 200 ألف سيارة بسير غاز والمندرجة في إطار التنمية المستدامة لآفاق 2030.
وفيما يخص «الديزل»، قال شيتور إنّ هناك إمكانيات استعمال ما يسمى «ديزال فيول» لترشيد الاستهلاك، وبرمجة وقود الغاز الطبيعي، مؤكّدا أنّ نجاح الانتقال الطاقوي متوقّف على ترشيد الاستهلاك الطاقوي في المنازل، لأن 30 بالمائة من الطاقة المستعملة مصدرها المنازل باستخدام عدّة مكيّفات هوائية، حيث أن مسكن واحد يعني استهلاك 1 طن من النفط في السنة.
وأوضح أنّ الأولوية لوضع استراتيجية للطاقات المتجددة، على اعتبار أنها تجنّب الجزائر إنفاق أموال كبيرة في هذا المشروع، مشيرا إلى أنّ الدولة تطمح للوصول إلى 2 ملايين طن سير غاز في النموذج الطاقوي لـ 2030، مجدّدا دعوته إلى لجمعيات للانخراط في هذا المسعى، وتقديم الأفكار البناءة خاصة في مجال التكفل بمناطق الظل تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية في اجتماع الولاة لمساعدة الطبقات الكادحة في العيش الكريم، معتبرا ذلك بالواجبين الوطني والديني اتجاه هؤلاء.

 

...ترسيـخ ثقافـة الانتقـال الطّاقوي بالمــدارس

اقترح مسؤول الإعلام بجمعية «سيدرة»، محمد لمين زلاب، في تدخّله، تنظيم أسبوع للانتقال الطاقوي ينخرط فيه الفاعلون من المجتمع المدني، المختصون في الميدان ووسائل الإعلام من إذاعة وتلفزيون لاستهداف المواطن وترسيخ لديه ثقافة الاستخدام العقلاني للطاقة، مضيفا أنّ هذه الثّقافة يجب تلقينها على مستوى كل قطاعات التربية، وإنتاج كتيبات تدرس الانتقال الطّاقوي من المدرسة إلى الجامعة.
 شدّد زلاب على ضرورة الاستثمار في القنوات الرقمية خاصة شبكات التواصل الاجتماعي، والعمل على تبليغ رسالة ترشيد استهلاك الطاقة للشباب والمراهقين لأن هذه الفئة هي الأكثر استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي.
كما اقترح إنشاء نادي يتكوّن من الخبراء في الطاقة والمجتمع المدني يفكر في الانتقال الطاقوي، مشيرا إلى أنّ جمعية «سيدرة» تعمل منذ سنة 2015 على هذه المسألة، كما تنظّم سنويا طبعات وبيانات صحفية حول الانتقال الطاقوي.
واستحسن وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة البروفيسور شمس الدين شيتور، اقتراح الجمعية الذي يدعو للتفاؤل، فإن كانت كل الجمعيات ــ حسبه ــ تفكّر بنفس الطريقة سننقذ الجزائر من التبعية للمحروقات، مؤكّدا أن أبواب الوزارة مفتوحة أمام كل من يملك أفكارا حول كيفية التكفل بمناطق الظل، ومرحّب بها.
وضع تصوّر بكالوريا علمية للتّنمية المستدامة
في هذا السياق، أشار شيتور أنه بصدد وضع تصور بكالوريا علمية للتنمية المستدامة تحتوي على مواد خاصة، كما ذكر بإدراجه لمهن التنمية المستدامة عندما كان وزيرا للتعليم العالي، وأنشأ مدرسة للتنمية المستدامة بولاية باتنة، وكذا معهدا للامتياز في مجال الطاقات المتجدّدة والتنمية المستدامة بسيدي عبد الله، وهو قطب امتياز يتكفّل بتكوين مختصّين قادرين على التكفل بالتحول الطاقوي بالجزائر.
وأضاف الوزير أنّه بات الاعتماد على الذكاء لإيجاد الحلول حسب إمكانياتنا في ظل نقص الموارد المالية، مبرزا حاجة الجزائر لخالقي الثروة فكريا.
من جهته، قدّم رئيس جمعية «حماية البيئة»، نذير ساحولي، مشروعه حول مناطق الظل للتعبير عن احتياجاتهم، مشيرا إلى أن الجمعية تقوم بالتحسيس والتكوين حول تعزيز وتطوير الطّاقات المتجدّدة.`
س ــ ب