طباعة هذه الصفحة

«ليلة بيضاء» لعصام تعشيت

أوّل عمـل سينمائي بــ«الستـوب موشن» فـي الجزائـر

باتنة: حمزة لموشي

دخل العمل السينمائي الجديد «ليلة بيضاء» لكاتبه ومنتجه الفنان المبدع عصام تعيشت، مرحلته الثالثة والأخيرة بوست بروديكشن وتركيب الفيلم، قبل عرضه الشرفي الأول، ومنتظر أن يشهد إقبالا كبيرا من الجمهور، نظرا لطبيعة الفيلم، الأول من نوعه، المنجز بتقنية توقيف الحركة ستوب موشن.

كشف السيناريست والمخرج السينمائي عصام تعشيت في تصريح لجريدة «الشعب»، أنّ عمله الفني الجديد قد انطلق في إنتاجه منذ ثلاث أشهر، لشركة ايمدغاسن برود التي يمتلكها ومن تنفيذ استديوهات بروزومو، وهو عمل فني مميز شارك فيه نخبة من الفنيين والتقنيين الشباب، على غرار الشاب حسام الدين سلطاني كمساعد مخرج أول، ومحمد جاب الله كمساعد مخرج ثاني، وعبد الحق عبد النوري في الموسيقى والمؤثرات صوتية ونصر الدين ميلود كمدير للتصوير، وأخيرا عبد القادر تعشيت كمسؤول للمعدات التقنية والفنية.
«ليلة بيضاء» يتمحور حسب تعشيت حول قصّة ممتعة تدور أحداثها الشيقة في إحدى ليالي الشتاء الباردة، من خلال تدخّل الطبيعة في حياة الإنسان،حيث يتحول القليل من الثلج الذي ينزل من قمة الجبل لأسفل أحد الاكواخ إلى رجل ثلج، يتعرف على فتاة تقطن بذلك الكوخ، وتتوالى الأحداث بينهما ليعود في الاخير للطبيعة ويختفي مرة أخرى.
وقد وصل الفيلم مرحلته الثالثة، وهو حسب تعشيت ثمرة جهد كبير مادي ومعنوي، انطلق خلال فترة الحجر الصحي التي استغلّها فريق العمل للإبداع والجدية وإتقان الفيلم من الناحية الإنتاجية، كون إنجاز عمل بتقنية الستوب مون مكلف ماليا ومرهق بدنيا، خاصة ما تعلّق بصناعة الديكورات والتي عمل عليها مجموعة من الفنانين المبدعين لإنجاز الأشكال الحقيقية والمصغّرة لمجسّمات الأشياء كما هي في الواقع، وهو الأمر الذي لم نشاهده من قبل في أي عمل سينمائي بالجزائر.
وجاءت فكرة ليلة بيضاء حسب المتحدث من نسج خيال تعشيت ليكتب قصتها لخلق جدل للمشاهد، وعملية تطهير نفسي للمشاهد، بعرض جمال ورواية قصة يقرأها المشاهد حسب ميوله ورغباته الفنية، خاصة وأنّ أبطال الفيلم هم عبارة عن شخصيات دمى التحريك، به شخصيتين فقط، وهم شخصية رجل الثلج وشخصية الفتاة، تتداخل الأحداث بينهما ويبدأ الصراع بالاختلاف الذي يمتلك الشخصيتين، فالفيلم يحاول أن يدخل الجمهور في مجموعة من التساؤلات، وفي نفس الوقت يبدو أن الفيلم سيحاول أن يبرز جماليات الصورة، لهذا فهي قصّة قصيرة تروى بطريقة الستوب موشن.
وكسابقه فيلم «هيومين» لم يحظ أيضا فيلم «ليلة بيضاء» بأي دعم مالي أو مادي من طرف أي جهة رسمية أو غيرها، بل أنتج بمجهود شخصي لفريق العمل، الذي وجد صعوبة كبيرة في انتاجه نظرا للإمكانيات الكبيرة التي يحتجها هذا النوع من الأفلام الجديدة على غرار معدات التصوير، ومواد بناء الديكورات بمواد تدوير ومخلفات الأشياء وغيرها، غير أن إرادة فريق العمل صنع الفارق ورفع التحدي، في انتظار تدخل الجهات المعنية لتقديم الدعم مستقبلا.
ويسعى تعشيت للمشاركة بعمله الجديد في مختلف المهرجانات، خاصة تلك التي تعنى بالأفلام القصيرة والانيميشن وأيضا مهرجانات افلام ستوب موشن، خارج الجزائر لتمثيل الجزائر ككل مرة وتشريف الوطن بجوائز مهمة.
وبخصوص مهرجان ايمدغاسن السينمائي الأول من نوعه بالأوراس، الذي يترأسه تعشيت وتأجّلت طبعته الاولى أكثر من مرة، حيث أشار محدثنا إلى تواصل التحضيرات الخاصة به، حيث تمّ استقبال ما لا يقل على 300 فيلم من كل أنحاء العالم ليكون احتفالية كبيرة كل عام للاحتفاء بالفن السابع بولاية باتنة.