طباعة هذه الصفحة

« نساء ميّزن تاريخ الجزائر» للبرفيسور خياطي

كرونولوجيا شخصيات من المقاومة إلى النّضال

تقديم: حبيبة غريب

يحمل قصص بطولات وإنجازات العديد من النساء اللّواتي ميّزن تاريخ الجزائري من العصور القديمة إلى الفترة المعاصرة مرورا بالحقبة العثمانية وفترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وكذا ثورة التحرير الوطني، إنّه كتاب «نساء ميّزن تاريخ الجزائر»، آخر إصدار للباحث الدكتور مصطفى خياطي، الصادر هذه الصائفة، باللغة الفرنسية عن المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار.
 أسماء كثيرة ومسارات وإنجازات مختلفة لنساء عرفتهم الجزائر عبد مختلف الأحقاب الزمنية، تركن بصمتهن في مجال السياسة والمقاومة والتجارة والدين والفن والثقافة والعلوم...قصص وبطولات وسير ذاتية جمعها خياطي في 350 صفحة، ونسج حولها تسلسلا لأحداث ومحطات مهمة من تاريخ الجزائر.
يسافر خياطي بمتصفح كتابه، انطلاقا من العصور القديمة وتأثير الشخصيات الأسطورية مثل سيلاست ألهة المطر، أو الكاهنات أمثال فيراتا برونتولونيا وانيا ايليا رستيتوتا على معتقدات وحياة المجتمعات الوثنية، ووصولا إلى عصرنا الحالي، وبطلات الرياضة وايقونات الفن والمسرح، تتواصل الرحلة مع النساء المشهورات في حقبة ما قبل الميلاد أمثال الملكة سوفونيسبي وأونوي ملكة موريتانيا والملكة كليوباترا سليني وكذا المحاربات أمثال روبا وسيريا والكاهنة وتنهينان، وغيرهن من مثّلن قوة وصمود ودهاء المرأة آنداك.
في تركيزه على الأحداث خلال العصور الوسطى، سلّط خياطي الضوء على مكانة المرأة الإباضية وتأثيرها، خلال القرن الثامن ميلادي في مختلف مجالات سلطة الدولة في وادي ميزاب، من خلال المجلس الديني النسائي المتكون من عالمات وواعظات أدرن مدارس لتعليم وتثقيف الفتيات.
ويتطرق الكتاب إلى تألق النسوة أثناء الحقبة الإسلامية في مجال الفكر والدين والعطاء، وخلال الحقبة العثمانية وتأثيرهن في السياسة وتسيير أمور البلاد، وللمرأة الجزائرية باع طويل أثناء مرحلة التواجد الفرنسي في الجزائر، من خلال صمودها ومقاومتها للاستعمار الغاشم ومشاركتها في عديد المعارك، حتى انخراطها وتضحياتها وبطولاتها إبان ثورة نوفمبر المجيدة.
ويواصل الكاتب سرده التسلسلي للأحداث التاريخية، ومشاركة الجزائريات في معركة البناء والتشييد في عهد الجزائر المستقلة، حيت ركّز على الكثير من المثقفات والرياضيات والفنانات، ليبقى من الصعب اختزال كل القصص والبطولات والانجازات في كتاب واحد.