طباعة هذه الصفحة

وسط تطور أمني لافت بعد مقتل جنود فرنسيين

القيادة العسكرية في مالي تبحث ملامح المرحلة الانتقالية

جلال بوطي/الوكالات

تواصل القيادة العسكرية في مالي مشارواتها مع مختلف الفاعلين في المشهد السياسي، بعد الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس ابراهيم ابو بكر كيتا. وخصصت، أمس، اجتماعا لاستماع آراء المجتمع المدني حول المرحلة الانتقالية في البلاد، حيث تزامن ذلك مع تطورات أمنية لافتة إثر اغتيال جنود فرنسيين. ويسعى قادة الانقلاب الى إشراك كل الماليين لفتح صفحة جديدة من تاريخ مالي، بحسب ما أكدته اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب.

بعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع على الانقلاب العسكري في مالي، تتواصل المشاورات بين المجلس العسكري الحاكم والمجتمع المدني بمشاركة أحزاب المعارضة في المناقشات لتحديد طرائق الانتقال السياسي.
وتستمر هذه المشاورات من 10 إلى 12 سبتمبر مع المندوبين الإقليميين وأعضاء الشتات، بحسب ما نقلته «جريدة مالي» المحلية، أمس، على لسان نائب رئيس اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب العقيد مالك دياو، التي شكلها المجلس العسكري.
وتسعى لجنة إنقاذ الشعب الى طمأنة الماليين بظروف الانتقال الديمقراطي، بحسب تصريح دياو، قائلا: «اسمحوا لي أن أؤكد لكم أن هذه الخطوة في المصادقة على الاختصاصات تشكل المرحلة الأولى من إرساء الأساس لمستقبل أمتنا»، مؤكدا ان المرحلة الانتقالية سيشارك فيها كل الماليين المواطنيين لفتح صفحة جديدة من تاريخ البلاد، رغم ان الأزمة الأمنية مستمرة في البلاد.
ويعتبر شكل المرحلة الانتقالية ومدتها، أبرز نقطتين على جدول أعمال اكثر من ألف مشارك بهذه المشاورات، كما أنهما أبرز أوجه الخلاف مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا «الإيكواس»، التي فرضت عقوبات على انقلابيي مالي. وينتظر أن تعقد «الإيكواس»، التي تطالب بانتقال مدني في غضون 12 شهرا، اجتماعا، اليوم، عن بعد، يتصدر الوضع المالي جدول أعماله.
وقد اقترح العسكريون في البدء 3 سنوات كمرحلة انتقالية بقيادة عسكري، وخفضوا السقف لاحقا إلى عامين، مؤكدين انفتاحهم على مسألة القيادة.
فيما اقترح حراك 5 جويلية، الذي قاد تظاهرات حاشدة تطالب باستقالة كيتا، أن تكون مدة المرحلة المدنية، ما بين 18 و24 شهرا وأن تكون المؤسسات بأيدي المدنيين.
وفي تطور لافت لقي جنديان في قوة برخان الفرنسية، المنتشرة في الساحل، مصرعهما، اول امس السبت، في شمال مالي، إثر انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع خلال مرور آليتهما المدرعة، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية. وقالت الرئاسة، في بيان، إن الجنديين الفرنسيين لقيا مصرعهما «بعد تدمير آليتهما المدرعة بعبوة ناسفة محلية الصنع خلال عملية في منطقة تيساليت في مالي»، لافتة الى إصابة جندي ثالث.     
وأضاف المصدر، أن الرئيس إيمانويل ماكرون «ينحني باحترام بالغ أمام تضحية هذين الجنديين المنتميين الى فوج المظليين الأول في تأرب (جنوب غرب) واللذين قضيا من أجل فرنسا في إطار انجاز مهمتهما ضد الارهاب في الساحل». وجدد ماكرون بالمناسبة دعوته «الى الاسراع في تنفيذ مرحلة انتقالية مدنية في مالي، انسجاما مع تطلعات شعبها ومجمل الدول التي تدعمها».
وبحسب هيئة الأركان، يرتفع هذا التقرير إلى 45 عدد الجنود الفرنسيين الذين قُتلوا في سياق عمليتي سيرفال «2013» وبرخان «منذ اوت 2014»، التي تضم نحو 5000 جندي. وفي نوفمبر 2019، فقدت فرنسا 13 جنديا في حادث بين طائرتي هليكوبتر تعملان في مالي. وفي الأشهر الأخيرة، كثف الجيش الفرنسي وجيش دول الساحل الإفريقي، هجماتهم، لا سيما في المنطقة المعروفة باسم «الحدود الثلاثة» بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وطالبوا بـ «تحييد» عشرات الجهاديين، بمن فيهم أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
من جانب آخر، قال مستشار لرئيس مالي المخلوع إبراهيم أبوبكر كيتا، إن كيتا غادر البلاد اول أمس للخضوع للعلاج في أبوظبي، وقال مامادو كمارا: «لقد غادر متوجها إلى أبوظبي... إنها زيارة طبية تستغرق ما بين 10 و15 يوما»، ويعاني كيتا -75 عاما- من ضعف في عضلة القلب، وسبق أن تعرض لعدة نوبات قلبية.