طباعة هذه الصفحة

الباحث في الاقتصاد السياسي حسان القبي لـ «الشعب»:

تبــون وسعيّـد ينسّقان دوريّا حول الملــف اللّيبـي

عزيز ــ ب

كشف الباحث في الاقتصاد السياسي بالجامعات الفرنسية التونسي حسان القبي وجود تنسيق بين الجزائر وتونس على أعلى مستوى في كافة القضايا التي تمّ التباحث بشأنها، في مقدمتها الملف الليبي بدليل تطابق الرؤى وتقارب وجهات النظر بين الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره قيس سعيد والتي تصب في خانة واحدة، مستبعدا فكرة تفعيل اتحاد المغاربي في الوقت الراهن بالنظر للأوضاع التي تشهدها المنطقة إلى جانب التراكمات وكذا الإشكاليات الموجودة بين بعض الدول، والتي تعد من بين أحد أبرز عراقيل تفعيل هياكل الاتحاد وتحقيق الوحدة المغاربية.
أكّد الباحث حسان القبي وجود تنسيق وتشاور قائم بين الجزائر وتونس على أعلى مستوى في عدة قضايا جهوية ودولية بينها الملف الليبي، الذي يعتبر مسألة أمن قومي للبلدين، وأضاف القبي في اتصال هاتفي مع «الشعب»، أنّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره التونسي قيس سعيد يملكان نفس وجهات النظر خاصة فيما يخص الأزمة الليبية، وهو من شأنه أن يشكّل بداية الحل للأزمة الليبية، من خلال عقد لقاءات مع كل الليبيين وكل القبائل الليبية، إما في تونس أو في الجزائر.
في رده على سؤال بخصوص إمكانية إيجاد حل للأزمة الليبية من خلال إعادة تفعيل الاتحاد المغاربي، قال الباحث التونسي إنّه في ظل الوضع الإقليمي التي تشهده المنطقة يصعب جدا تفعيل الاتحاد الذي تأخر كثيرا مقارنة بمجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى وجود بعض التراكمات والإشكاليات التي يجب الوقوف عليها، وإيجاد حلّ جذري لها حتى يعود تفعيل الاتحاد، الذي لايجب أن يقتصر فقط على الضفة الجنوبية للمتوسط بل يمكن تفعيله وتمديده الى غاية الضفة الشمالية من البجر المتوسط، التي تعرف تواجد جالية مغاربية بقوة يمكن من خلالها تشكيل لوبي مغاربي يعمل بتوازي مع ما هو موجود في دول المغرب العربي، وتفعيل الاتحاد وحتى إعطائه دفع اقتصادي ربما يكون متوسطي أورو متوسطي، وهو مشروع يمكن تجسيده على أرض الواقع إذا توفّرت الإرادة السياسية لدى الدول المعنية.
وأوضح القبي أنّ اتحاد المغرب العربي بإمكانه أن يلعب دورا كبيرا خاصة في المرحلة القادمة لاسيما مع التشكل العالمي الجديد، وهو ما يعني أن جميع الدول على غرار الدول المغرب العربي مقبلة على تحديات كبيرة عليها مواجهتها.
من جهة أخرى، تمنّى ذات المتحدّث أن يواصل الأمين العام للاتحاد المغاربي، الطيب البكوش، الذي كانت له في البداية مساعي سياسية لتقريب وجهات النظر بين جميع الفرقاء الليبيين، وأن يتحقق السلم والاستقرار لهذا البلد الشقيق تحت غطاء الاتحاد المغاربي.