طباعة هذه الصفحة

المدرب والمحلّل محمد ميهوبي:

لقاء نيجيريا يشبه وديّة البنين التي أعقبت «كان 2019»

حوار: محمد فوزي بقاص

 بعد عودة الخضر إلى أجواء التربصات والمنافسة الرسمية، اتصلنا بالمدرب والمحلل الرياضي، محمد ميهوبي، الذي حدّثنا عن قائمة جمال بلماضي وعن وديتي نيجيريا والمكسيك، في هذا الحوار:

«الشعب»: تربص النمسا هو الأول لـ»الخضر» في سنة 2020، بعد أكثر من 10 أشهر لم يلتق فيها بلماضي لاعبيه بسبب فيروس كورونا؟
محمد ميهوبي: تربص النمسا سيسمح للناخب الوطني الوقوف على جاهزية لاعبيه، خاصة بعد التوقف عن المنافسات الرسمية لكرة القدم العالمية جراء الفيروس الذي انتشر عبر كل أنحاء العالم، تربص هذا الشهر سيتيح الفرصة كذلك لمعاينة لاعبين جدد يمكنه الاتكال عليهم في الاستحقاقات المقبلة التي تنتظر الفريق الوطني خصوصا في سنة 2022، كما أنه سيعطي الفرصة لبعض اللاعبين لرفع عدد دقائق اللعب بما أن الغالبية لم يشاركوا كثيرا مع فرقهم، منذ انطلاق الموسم الكروي (2020 – 2021)، أعتقد أن تربص شهر أكتوبر جاء في وقته لجمع كل المعلومات عن الحالة البدنية والفنية والتقنية للاعبين فرديا وجماعيا وخاصة من الناحية النفسية.
^ بعد غياب بعض «الكوادر» بسبب نقص المنافسة، استدعى بلماضي وجوه جديدة، يتعلق الأمر بالثنائي مديوب وزركان، إضافة إلى عودة الكثيرين يتقدمهم بولحية وفرحات؟
^^ في الحالة التي يتواجد فيها المنتخب، كان يتوّجب على الناخب الوطني استدعاء وجوه جديدة لتدعيم صفوف الخضر، وذلك لضخّ روح تنافسية وتحسيس اللاعبين بضرورة إعطاء أفضل ما لديهم للعب يوم المباراة، خصوصا مع غياب بعض الكوادر الذين يعلق عليهم المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية آمالا كبيرة في نهجه التكتيكي، على غرار الثلاثي (بلايلي، سليماني وبن العمري)، لكي يدفعهم لبذل جهد مضاعف لتدارك التوّقف الطويل عن المنافسة الرسمية والتدريبات الجماعية الذي بلغ مدة 7 أشهر كاملة.
وضعية الكوادر تعتبر نقمة بالنسبة إليهم، كونهم يعشقون المنتخب ويعملون للبروز معه، لكنها قد تكون نعمة على الفريق الوطني والطاقم الفني الذي قد يجد عناصر إضافية يمكنه الاتكال عليها في الأشهر المقبلة، خصوصا أن أشبال بلماضي مقبلين على الكثير من المباريات التأهيلية لمنافستي «كان» الكاميرون وكأس العالم لسنة 2022.
أبطال إفريقيا كسبوا الكثير من الخبرة مع المنتخب سواء من ناحية تسيير المباريات وكيفية خوضها، والأكثر من ذلك أنهم قضوا على مشكل التأقلم مع الأجواء الإفريقية التي كانت في زمن ليس بالبعيد عائقا كبيرا، وهذه كلها عوامل تجعل من استدعاء لاعبين جدُد في التعداد الخضر أمرا مهما ومفيدا لفريقنا الوطني، وذلك كي يندمجوا مع النواة التي شكلها بلماضي، الأمر الذي سيجعلهم يستفيدون كثيرا من خبرة المخضرمين، أعتقد أن هذه هي السياسة المنتهجة من قبل الناخب الوطني الذي يعمل دائما على وضع نفسه في أفضل الظروف لتفادي المفاجآت غير السارة، وهذا هو العمل المحترف الدقيق الذي لا يترك أي مجال للخطأ.
 ^ بعد تأجيل «الكان» شرع بلماضي في عملية التشبيب؟
^^ التشبيب لديه وقته وظروفه، الظرف الحالي يسمح لزرقان ومديوب وبولحية والآخرين من الاندماج مع المنتخب ومحاولة فرض أنفسهم، 10 أشهر دون منافسة على مستوى المنتخبات هناك الكثير من اللاعبين الذين بلغوا خلالها عقدهم الثالث، ومع تقدّمهم في السن وفي حالة عدم تدرّبهم بالشكل الجيد خلال هذه الفترة سيفقدون الكثير من إمكانياتهم، وهو ما قد يرهن حظوظهم في مواصلة مشوارهم الكروي، خصوصا أننا نعرف بأن التدريب الخاطئ وقلة حجم العمل قد تعرضهم إلى إصابات خطيرة، مع استئناف المنافسة الرسمية وقد تبعدهم عن الميادين إلى الأبد، ولهذا الأمر بالذات المدرب الذكي هو الذي يملك قائمة موّسعة مشكلة من 40 لاعبا على الأقل بينهم لاعبين شباب وذوي الخبرة وكلهم تنافسيين، وهو ما يقوم به بلماضي، منذ تقلده مهمة قيادة الخضر، الكل يتذكر حين أفصح الأخير عن القائمة النهائية المتنقلة إلى كأس أمم إفريقيا بمصر، الكل انتقد خيارين على الأقل هما قديورة وسليماني، بسبب تقدمهما في السن وعدم كسبهما وقت لعب، لكنهما خلال «كان» وبعدها أبانا عن إمكانيات كبيرة، وكانت أمم إفريقيا محطة مهمة في مشوارهما الكروي الذي بُعث من جديد بعد تلك المنافسة، أحيانا وضع الثقة في المخضرمين أمر مهم للغاية خصوصا إذا تميزوا بالجدية في العمل، كما أن اندماج الشباب مع القدامى أمر جد مهم قصد تحضيرهم للسنوات المقبلة.
^ «الخضر» يواجهون الجمعة نيجيريا الذي سيخوض اللّقاء بطابع ثأري، بعد إقصاء نصف نهائي «كان»، ألا تعتقد أن هذه النقطة كانت حافزا لبلماضي لوضع لاعبيه مجددا في امتحان صعب؟
^^ بلماضي اختار نيجيريا، كونها في الظرف الحالي أفضل منتخب إفريقي رفقة السنغال، ومن بين أفضل عشر منتخبات في العالم، الناخب اختار منافسا قويا من الناحية البدنية والفنية، وكون مجموعة السوبر إيغلز مشكلة من شبان يلعبون في كبرى البطولات الأوروبية والآسياوية وحتى الإفريقية، ولهذا نيجيريا ستكون امتحانا جيدا للخضر الذي سيحضر لهذا اللقاء بجدية كبيرة، ما يجعلهم مركزين على موضوعهم للعودة إلى المنافسة في أحسن صورة، هذا اللقاء يشبه كثيرا مباراة البنين الودية التي لعبناها بعد كأس أمم إفريقيا، بملعب 5 جويلية الأولمبي، لإعادة اللاعبين في أجواء العمل الجدي.
^ بعد أمم إفريقيا الاتحادية والطاقم الفني، باتوا يختارون منافسين أقوياء، عكس الماضي الذي كنا نلعب فيه القليل من المباريات الودّية، وإن وجدت تكون ضد منتخبات مغمورة؟
^^ صحيح، هذه حقيقة مُرّة كنا نعيشها في السابق، كل الفرق والمنتخبات المحترمة يتسابق الجميع للعب ضدها، كأس أمم إفريقيا وضعت المنتخب في الواجهة وأعطته بعدا جديدا، اليوم الخضر أضحوا أفضل فريق في القارة السمراء، وأفضل فريق عربي وبين الأفضل في العالم، خصوصا بعد الفوز الأخير في ودية كولومبيا بثلاثية نظيفة وبأداء رائع، ذلك زاد من قيمة اللاعبين والمنتخب وجعل المنتخبات العالمية تبحث عن اللعب ضدنا، بعدما فرضنا أنفسنا من جانب النتائج ومن ناحية تطبيق التعليمات التكتيكية للاعبين فوق أرضية الميدان التي حوّلت آدائهم إلى إيجابي في أغلب فترات اللّعب، كل هذه المعطيات في صالح كتيبة بلماضي التي توجد أمام إلزامية التأكيد ضد منتخبات نيجريا والمكسيك، لاختيار مواجهة الأفضل في الودّيات المقبلة.