طباعة هذه الصفحة

طاقم متكامل لتجاوز الضغط والتأقلم مع الوضعية

ما لا تعرفونه عن المركز الوطني للطب الرياضي وتأهيل الرياضيين

نبيلة بوقرين

يلعب المركز الوطني للطب الرياضي بالعاصمة دورا فعالا بالنظر للحمل الثقيل الذي ورثه جراء الأزمة الصحية التي مست الجزائر منذ مارس الماضي والتي أدّت إلى توقف كل الأنشطة الرياضية لحماية الرياضيين والجمهور في نفس الوقت، حيث يسهر طاقم متكامل من عناصر الجيش الأبيض على إعادة تأهيل الرياضيين من كل الجوانب وفي كل الإختصاصات في مُهمة شبه مستحيلة بالنظر للوضعية الصعبة التي أنشأتها جائحة كورونا بدنيا ومعنويا، هذا ما وقفت عنده «الشعب ويكاند» في هذه القراءة المتعلقة بطريقة سير العملية منذ إعطاء الضوء الأخضر بعودة فرق النخبة للتحضيرات شهر أوت الماضي.

الإنطلاقة كانت من خلال إنجاز دليل خاص بكل الرياضيات يتضمن كل التفاصيل التي تنص عليها إجراءات البروتوكول الصحي سُلّم للإتحاديات من أجل توضيح الرؤية للرياضيين والطواقم الفينة القائمين عليهم، كما كانت حصص نظرية من إشراف الأطباء التابعين للجنة الطبية للمركز الوطني للطب الرياضي التي كُلفت بإعداد هذا المرصد تضمنت شرح مُفصل لكل النقاط والخطوات التي يجب إتبعاها لتفادي الإصابة بفيروس كوفيد 19 وسط الرياضيين، بعدها تم تحديد برمجة شاملة تتعلق بتوزيع التواريخ التي يتم خلالها إستقبال العناصر المعنيين بضرورة إجتياز الفحص الطبي حتى لا يكون إكتظاظ في المركز لكي تجري العملية وفق الشروط التي يفرضها الوضع الصحي الراهن خاصة في ظل عدم تفعيل نشاط الملاحق التابعة له المتوجدة في الشرق، الغرب والجنوب.
تكفل المركز الوطني بالعاصمة بسير العملية منذ تلقي الضوء الأخضر بعودة التدريبات بالنسبة لعناصر النخبة المقبلة على إجتياز دورات مؤهلة للألعاب الأولمبية أوالتي سبق لها أن حققت التأهل من قبل من أجل ضمان أفضل إستعداد لتحقيق نتائج إيجابية تليق بمكانة الرياضة الجزائرية، وبالرغم من الضغط الكبير الممارس عليه بسبب كثرة عدد الرياضيين والطواقم المرافقة لهم بتعداد من الأطباء يملكون الخبرة والتجربة في مثل هذه المواعيد الإستثنائية إستطاعوا قطع شوط كبير من هذه المهمة من خلال تحديد برمجة تتماشى مع الظرف الحالي بتعداد يتكون من 10 أطباء مختصين في الطب الرياضي مع دعم المقدم من طرف أطباء عامين ومعهد باستور الذي وفر خدمة الكشف بالبسيار، بالتنسيق مع رؤساء الإتحاديات والطواقم الفنية والطبية والأطباء المشرفين على المنتخبات الوطنية في كل الإختصاصات لتسهيل المأمورية من أجل ضمان عودة صحيحة للرياضيين للحفاظ على سلامتهم.

طارق بوسعيد: استراتيجية تعتمد ثلاث خطوات لضمان نجاحها
إستعرض الطبيب المختص في الرياضة والمشرف على المنتخب الوطني لكرة السلة وعضواللجنة الطبية المكلفة بالسهر على سير عملية الكشوفات بالنسبة لرياضيي النخبة طارق بوسعيد في تصريح خاص لجريدة «الشعب» كل التفاصيل التي تتعلق بخطوات تجسيد بنود البروتوكول الصحي منذ شهر أوت الماضي في قوله «شرعنا في التحضير للبرمجة الخاصة بمتابعة الرياضيين من الناحية الطبية بهدف الوقوف على وضعيتهم الصحية والنفسية بعد التوقف الطويل عن المنافسة جراء جائحة كورنا منذ إعطاء التعليمات من طرف وزارة الشباب والرياضة القاضية بعودة عناصر النخبة التي تأهلت للألعاب الأولمبية وشبه الأولمبية أوالتي تنتظرها دورات مؤهلة للموعد الهامين، حرصا على سلامتهم ولضمان أفضل جاهزية لهم لتحقيق الأهداف المسطرة وتشريف الرياضة الجزائرية وحرصنا على تجسيد كل الإجراءات الوقاية خلال إجتيازهم للفحوصات من خلال تقسييمهم إلى دفعات».
واصل طارق بوسعيد قائلا في ذات السياق «البداية كانت مع إعداد دليل البرتوكول الصحي الذي سُلّم للإتحاديات كخطوة أولى ثم شرعنا في برمجة حصص نظرية جمعتنا مع الرياضيين المعنيين بالعودة لجوالتدريبات بالنسبة لكل الإختصاصات المعنية بالألعاب الأولمبية وشبه الأولمبية، شرحنا لهم خلالها كل الأمور التي تقتضيها الإجراءات الوقائية قبل الشروع في المرحلة الثانية التي طالبنا من خلالها الجميع بضرورة القيام بتحاليل الدم، التحاليل العامة، الكشف بالأشعة وإحضارها معهم للمركز من أجل الإطلاع عليها لضمان مواصلة سير الأمور في أفضل الظروف حيث تكون معاينة شاملة للرياضي من خلال المرور على طبيب رياضي، طبيب أسنان، أخصائية نفسانية وبعدها مباشرة تكون حصة نقوم خلالها بشرح كل الأعراض الناجمة عن فيروس كوفيد 19 وطُرق الوقاية منه خاصة أنهم عناصر النخبة وهم قدوة المجتمع الجزائري، والمرحلة الثالثة والأخيرة تكون من خلال إجراء الفحص ب «البيسيار» الذي وفّره لنا معهد باستور الذي ساعدنا في معرفة كل التفاصيل بدقة بدليل أننا إكتشفنا بعض الحالات الإيجابية بالرغم من أن المعنيين لا يعانون من أعراض هذا المرض حيث فرضنا عليه الحجر لمدة 15 يوما وبعدما أعدنا العملية تحسنت الأمور حتى لا تنتقل العودى للأولياء والمحيط الذي يتواجدون فيه».

«عمل متكامل بالتنسيق مع كل الأطراف المعنية»
أما بالنسبة للضغط الذي يعيشه الطاقم الطبي الذي يسهر على مرافقة الرياضيين قال محدثنا في هذا الصدد «لحد الآن المركز الطبي الموجود بالعاصمة يتكفل بالعملية لوحده بما أن الملاحق التابعة له في الشرق، الغرب والجنوب لم تنتطلق في العمل لحد الآن هذا ما خلق نوعا من الضغط، لكن من خلال الجدية والإحترافية التي يمتاز الطاقم الطبي المُكون من 10 أطباء مختصين في مجال الرياضة وهناك دعم من أطباء عامين يساندوننا رفقة أخصائيين نفسانيين وتسهيل المهمة من طرف معهد باستور الذي قدم لنا خدمة الكشف بالبسيار التي إختصرت علينا الأمور لأنها سمحت لنا بكشف عن الوضعية الحقيقية للرياضيين بدليل أننا وجدنا بعض الحالات الإيجابية، كما قمنا باستغلال الملحق الطبي الموجود بالمركز الوطني لتحضير فرق النخبة بالسويدانية بالنظر لإحتواء هذا الأخير على الأجهزة الضرورية والمساحة التي تجعلنا نعمل في ظروف أفضل والقاعات الخاصة بالتدريب كما أننا عمدنا للتنقل بالنظر لتواجد بعض المنتخبات في عين المكان من أجل الشروع في التدريبات».
كما تطرق عضواللجنة الطبية للمركز الوطني للطب الرياضي للفوارق المتعلقة بأعراض الإلفلونزا الموسمية وكوفيد 19 في قوله «هناك فرق كبير بين أعراض الإصابة بكوفيد 19 والإلفلونزا الموسمية وبما أننا في فترة نشهد فيها تغير في الأجواء المناخية لا يجب الخلط بين الأولى والثانية لأن الشخص المصاب بالكورونا يكون لديه سعال حاد وجاف، ضيق في التنفس، فقدان حاسة الشم والذوق، القيء، التعب، والعكس بالنسبة للحالة العادية يكون هناك سيلان الأنف، صداع، سعال، وفي سياق متصل نسجل تحسن كبير في الوضعية الوبائية في الجزائر في الأسابيع الأخيرة بدليل تراجع عدد الإصابات على المستوى الوطني إضافة لتراجع نسبة الخطورة بالنسبة لهذا الفيروس بالمقارنة مع الأشهر الماضية».
في الأخير وجه بوسعيد رسالة لكل الرياضيين لكي لا تكون إصابات مستقبلا حفاظا على سلامتهم لأنهم شعلة الرياضة الجزائرية قائلا «نحن على مستوى المركز الوطني للطب الرياضي نسهر على ضمان سلامة الرياضيين من خلال إستغلال كل الإمكانيات الموجودة تحت تصرُّفنا من طاقم بشري وعتاد لأننا على دراية بمدى صعوبة المأمورية في ظل الجائحة الصحية التي تعيشها الجزائر منذ أشهر، وفي نفس الوقت أطالب الرياضيين بضرورة التقيُّد بكل النصائح والتعليمات التي تتماشى مع إجراءات الوقاية من هذا الفيروس لأنه الحل الأنسب وكلنا أمل في أن تعود الأمور إلى طبيعتها ويزول الفيروس نهائيا في القريب بحول الله، لأنهم مستقبل الرياضة الجزائرية وهم الشعلة التي ننتظر منها رفع الراية الوطنية عاليا في قادم التظاهرات الدولية والقارية التي تنتظرهم، وهناك نقطة جد مهمة يجب أن نتطرق لها حيث يوجد تواصل مستمر مع الإتحاديات الأفريقية في كل الإختصاصات وتم فرض ضرورة القيام بفحص البسيار قبل التنقل للمشاركة في التظاهرات القادمة مع تكرار العملية قبل الدخول في المنافسات لتفادي إنتقال العودة جراء الإحتكاك».

إيمان خليف: تسهيلات ومتابعة الرياضيين لضمان سلامتهم
تطرقت ملاكمة المنتخب الوطني إيمان خليف في تصريح خاص لجريدة «الشعب» إلى كل التفاصيل التي رافقتهم خلال القيام بعملية المتابعة الطبية التي يُشرف عليها المركز الوطني للطب الرياضي قائلة «الحمد لله الأمور التي سبقت العودة للتدريبات عرفت تنظيما محكما حيث كانت من خلال القيام بعملية الكشف الطبي بما أننا نعيش في ظل الأزمة الصحية جراء جائحة كورونا، حيث وجدنا كل التسهيلات والظروف الملائمة من طرف الأطباء بالمركز الوطني للطب الرياضي الذين أخضعونا لكل المراحل للوقوف على سلامتنا ومن هنا انا أحيّ وأثمن المجهودات التي يقوم بها كل المشُرفين على هذه العملية».

وداد دراعو: إجراء الفحص الطبي في ظروف ممتازة
المصارعة الجزائرية في إختصاص الكاراتي دو وداد دراعو هي الأخرى ثمن المجهودات التي يقوم بها الأطباء من أجل ضمان سلامة الرياضيين بعد الإبتعاد عن المنافسة لفترة طويلة في قولها «في البداية كنت متخوفة من القيام بعملية الفحص الطبي لكن فيما بعد جرت الأمور عادية جدا حيث كانت أول عملية بالإتحادية وبعدها كان لنا لقاء مع كل الأطباء في إختصاص القلب، الأسنان، الصدر، أخصائية نفسانية وكنا مصحوبين بالتحاليل التي طُلبت منا، وفي المرحلة الأخيرة قمنا بإجراء اختبار «البيسيار»، ونحن من جهتنا نثمن العمل الكبير الذي يقوم به الجيش الأبيض في مرافقة الرياضيين لحمايتهم وفي نفس الوقت مهمة من الجانب النفسي».

أنيس جاب الله: الشكر لكل الأطباء على إحترافيتهم منذ بداية الجائحة
ثمن السباح الجزائري أنيس جاب الله في تصريح خاص لجريدة «الشعب» الدور الذي يقوم به المركز الوطني للطب الرياضي من أجل الحفاظ على سلامتهم من خطر الإصابة بفيروس كوفيد 19 وقال في هذا الشأن «أجرينا الفحص الطبي بكل مراحله قبل العودة لجوالتدريبات التي كانت في شهر أوت الماضي، حيث كان الإستقبال رائع من طرف الأطباء الذين وفروا الظروف الملائمة لنا، وكانت متابعة من طرف أخصائية نفسانية إضافة إلى الشروحات التي قُدمت لنا حول هذا الوباء وطرق التعامل مع الوضع لتفادي الإصابة بهذا الوباء الخطير وفي نفس الوقت سمحت لنا بالعودة للتدريبات في أجواء جيدة».


بطاقة فنية للمركز الوطني للطب الرياضي:
يعتبر المركز الوطني للطب الرياضي المتواجد بالعاصمة من أهم المرافق التي تتدعم بها الحضيرة الرياضية في الجزائر تأسس سنة 2006 بموجب المرسوم التنفيذي رقم 06ـ 371 وبعدها تم إنجاز ملاحق بين سنتين 2008 و2010 في الشرق والغرب والجنوب يخضع لإدارة مدير عام بمساعدة نائب المدير الطبي المنسق وأمين عام.
يشمل المركز عدة مرافق تتمثل في وحدة لجراحة العظام، وحدة المرافقة الطبية للرياضيين يعمل بها أطباء نفسانيين وأطباء أسنان، وحدة طبية للأنشطة البدنية، وحدة للكشف الطبي والعناية، مصلحة التكوين المتواصل والبحث بها، وحدة تنسيق برامج التكوين الطبي المتواصل والرسكلة والتي تكفلت بتكوين أطباء عامين تابعين للقطاع من أجل دعم المراكز الجهوية الأربعة التابعة له، قسم الإدارة العامة، قسم الوسائل العامة، يسهر على ضمان الرقابة الطبية للرياضيين.