طباعة هذه الصفحة

كاتب السيناريو يوسف بعلوج لـ «الشعب» :

«يد مريم» فيلم شبابي بامتياز، ونُراهن على البطل الموهبة

حاوره: أسامة إفراح

تمّ الإعلان عن قرب انطلاق فيلم «يد مريم»، وسيكون ذلك في بحر الشهر الجاري.. لمزيد من التفاصيل، اتصلنا بكاتب سيناريو الفيلم وحامل المشروع، يوسف بعلوج، وسألناه عن قصّة الفيلم ورسالته، وأسباب تأخّر انطلاقه، ومدى إمكانية تصوير العمل في ظلّ الظروف الصحيّة الحالية، ومعايير اختيار الممثلين، وهي النقطة التي أثارت الكثير من الجدل..

«الشعب»: ما هو جديد فيلمك «يد مريم»؟
يوسف بعلوج: تتم التحضيرات بشكل دؤوب خلال هذه الأيام لانطلاقة تصوير الفيلم، الذي يجمع عددا من الشباب الذين أبانوا عن مواهب كوميدية عبر شبكات التواصل، ويقوم المخرج يحي موزاحم بالإشراف على اللمسات الفنية والتقنية الأخيرة. ومن بين الممثلين الذين تم الاتفاق معهم بشكل رسمي كل من فاروق بوجملين المعروف باسم «ريفكا»، محمد أبركان المعروف باسم «ستانلي»، نهلة، ليديا شبوط، أمين قروجة، المعروف باسم «أمين تفاحة» ورؤوف بلقاسمي.. لقد عبّر هؤلاء الشباب عن سعادتهم بالمشاركة في الفيلم، مثلا قالت نهلة إن حلم طفولتها تحقق، وأن الفيلم شبابي من النمط الذي تحب مشاهدته، وفي نفس الاتجاه ذهبت آراء ليديا شبوط ورؤوف بلقاسمي.. أما «ريفكا» فتساءل عن سبب مهاجمة الفيلم حتى قبل أن يبدأ التصوير، لكن ذلك، كما قال، يزيد من رغبته الشخصية في إنجاح العمل.
*هل من تفاصيل أكثر عن قصة الفيلم وخلفياته؟
** هو فيلم شبابي، حاولتُ أن أجمع فيه بين الكوميديا والمغامرة، يحكي قصّة طلبة جامعيين يقرّرون الذهاب في رحلة سياحية إلى الجنوب، وخلال هذه الرحلة يحدث  كثير من المواقف الطريفة والمفاجئة.. الفيلم المرتقب صدوره عام 2021 سيتم تصويره بين الجزائر العاصمة وتمنراست، وهو بدعم من المركز الجزائري لتطوير السينما، وتشرف شركة ميسان على الإنتاج التنفيذي المنفذ للعمل، بينما سيشرف فريق بودكاست آرابيا على الجانب الإعلامي له.
وأذكّر هنا بأن الفيلم كان مجرد فكرة بسيطة عام 2017، عرضتُها على وزارة الثقافة كواحدة من مبادرات مشروع «بودكاست آرابيا».. الموهبة هي الفكرة الرئيسية التي بُني عليها المشروع، الذي يهدف إلى إبراز شباب موهوب لم يجد فرصة في المجال الفني، فاتجه لشبكات التواصل ليبرز مواهبه. ويشاطرني مخرج العمل يحيى موزاحم الرأي حينما يقول إنه مقتنع أن الموهبة هي الأساس، وهناك جمهور جديد نشأ في زمن الانفتاح على الأعمال العالمية، يريد رؤية أعمال بأفكار جديدة، مع ذلك، يؤكد موزاحم أنه، منذ سلسلة «سعد القط» إلى «طيموشة»، كان يواجه مقاومة لفكرة البطل الشاب.
* ولكن.. كيف يمكن العمل على الفيلم في ظل الظروف التي تفرضها الأزمة الصحية الحالية؟
** حقيقة الظروف الحالية معقدة بالنسبة لجميع القطاعات المهنية. أظن أن بعد أشهر من مواجهة الجائحة أصبحنا نعرف كيف نتعامل معها بالحذر المطلوب. بالنسبة للمنتج المنفذ للعمل شركة ميسان فهي حريصة على سلامة الجميع، وستتعامل بحزم فيما يخص احترام إجراءات السلامة. سلامة الممثلين بخلاف أنها أمر هام نحرص عليه، هي أيضا تعني استمرار التصوير وانتهاءه في الوقت المحدد. ميزانية العمل لا تسمح لنا بأي عثرة. المواعيد محسوبة بدقة، وأيّ تأخر سيضع عبئا إضافيا علينا، لهذا سنتعاون جميعا لنضمن سير العمل في أفضل ظروف السلامة الصحية.
* قلت إن الأدوار لم توّزع كلها بعد.. هل هذا يعني أن التصوير سينطلق دون أن يتم توزيع جميع الأدوار؟
** بداية دعني أوضح نقطة مهمة: توزيع الأدوار من صلاحية المخرج وحده. شخصيا أو كمسؤول عن بودكاست آرابيا حاولت أن أكون الوسيط، لكن الكلمة النهائية تبقى للصديق يحيى موزاحم. ما أعرفه حاليا أنه يحاول الاستقرار على القائمة النهائية لأن الموهوبين كثر، والأدوار المتوفرة لا تسع مئات المتقدمين لها. بحسب آخر تواصل لي معه فإنه سيستقر قريبا على توزيع الأدوار المتبقية، وتجنبا لكل الحساسيات التي واجهناها سابقا، لن نعلن عن أي اسم في بودكاست آرابيا كمشرفين إعلاميين على الفيلم إلا بعد توقيع العقد رسميا.
* هنالك العديد من كتاب السيناريو الذين يحبذون متابعة التصوير بأنفسهم.. هل هذا يعني أنك ستعود إلى الجزائر من أجل التصوير، أم أنك تفضل وضع ثقتك كاملة في المخرج؟
** بخلاف كوني كاتب السيناريو، أنا حامل مشروع. هذا الفيلم انطلق بمبادرة مني من خلال بودكاست آرابيا، لهذا لا أعتبر نفسي كاتبا له فقط، ولا أعتبر الصديق موزاحم مخرجا فقط. نحن شريكان فعليان في حلم ناضلنا سنوات من أجل تحقيقه، ولحد الآن ما زلنا نناضل لإتمامه رغم كل المصاعب. الأمر الوحيد الذي منعني من المساعدة في التحضيرات هو عدم تمكني من السفر إلى الجزائر. بمجرّد فتح المجال الجوي سألتحق بالفريق، وسأقدم ما يمكنني تقديمه لإنجاح المشروع، وإلى ذلك الوقت أنا أشتغل على الجوانب الإعلامية من الدوحة، مع فريقي في الجزائر.
ثقتي في الصديق موزاحم كبيرة. تجمعنا صداقة خاصة منذ 8 سنوات، وسبق واشتغلنا سويا. كثيرون لا يعرفون أن الوزارة اقترحت علي مخرجا معروفا لإخراج العمل لكني رفضت وأكدت على أن المخرج الوحيد الذي أثق في ما يمكنه تقديمه لهذا المشروع هو موزاحم، وكان لي ما أردت.
* طبعا المتابعة ليست بالضرورة بغرض المراقبة، أحيانا هنالك تعديلات في السيناريو والحوارات يفرضها التصوير.. فكيف ستتعامل مع ذلك؟
** ليس هنالك من عمل ينفذ حرفيا كما هو مكتوب. المخرج تابع معي تطوير السيناريو، وساهم بخبرته في توجيهه نحو مناطق معينة في مرحلة إعادة الكتابة. سبق واشتغلت في الكتابة الإنتاجية، وأعرف أن ما يكتبه الكاتب يتعرض لتعديلات لعدة أسباب. لا أمانعُ ذلك، خاصة أننا نواجه مشكلة ميزانية تمنعنا من تنفيذ المشاهد الضخمة، كما كنا نحلم بها. وفي هذا الصدد، أجدّد سؤالي عن سبب تأخر الديوان الوطني لحقوق المؤلف في منحنا شطر الميزانية الذي وعدنا به بمجرد حصولنا على الموافقة على السيناريو. السيناريو موافق عليه منذ 2018، وسينطلق التصوير هذا الشهر، ولم نتحصل على ما اتفقنا عليه إلى حدّ الآن. أتمنى تدخلا عاجلا لحل هذه المشكلة حتى نطرح الفيلم في الموعد المحدد.
* هل اختيار هذه الأسماء كان تعويلا على قدرتها التمثيلية أو شهرتها؟ إذا كان السبب هو الثاني فهناك من الأسماء من تراجعت شهرتها على النت بشكل لافت؟
** سأحاول أن أختصر جوابي قدر الإمكان. أكبر مؤثرة في الجزائر هي أم وليد، ويتابعها تقريبا 8 مليون مشترك على يوتيوب. لو كان الأمر بالشهرة لسعيتُ لتكون بطلة الفيلم !