طباعة هذه الصفحة

الكشف عن درع المهرجان وآخر تحضيراته

الملكة ديهيا تعود في مهرجان امدغاسن الدولي

باتنة: حمزة لموشي

استكملت محافظة مهرجان «ايمدغاسن» السينمائي الدولي، تحضيراتها بخصوص تنظيم هذه التظاهرة الثقافية في طبعتها الاولى، بعاصمة الأوراس باتنة، حيث يرتقب مشاركة العشرات من الأفلام القصيرة، بعد تأكيد محافظ المهرجان المخرج الشاب عصام تعشيت استقبال أكثر من 300 فيلم من كل أنحاء العالم.

قال محافظ المهرجان عصام تعشيت في تصريح لـ «الشعب « ان المحافظة جاهزة لإنجاح الحدث الثقافي الذي يرتقب ان يكون الابرز منذ سنوات بولاية باتنة، نظرا للتحضيرات الكبيرة التي سبقته، ولم يبق سوى تحديد تاريخ انطلاق الفعاليات من طرف وزارة الثقافة والفنون، في نهاية شهر ديسمبر من العام الجاري أو مطلع العام الجديد، وهي تواريخ أولية مرتبطة بتطور الوضعية الوبائية لفيروس كورونا، خاصة بعد الإعلان عن الفيديو الترويجي للدرع الرسمي للمهرجان، والذي اختيرت الملكة الشاوية ديهيا كرمز لهذه التحفة الفنية، من تصميم الفنان النحات ابن الأوراس وبوسكار عبد الرزاق والذي قام بصنعها الدرع بمادة الطين ثم قام بإخراجها على شكل مجسم بالأريزين، وهو مادة صلبة مخصصة لصناعة المجسمات والدروع.
وسيسلم الدرع للفائزين في مختلف المنافسات التي ينظمها المهرجان الدولي امدغاسن، وهو تحفة تمثل عراقة المنطقة وشهرة الملكة ديهيا، التي كانت رمزا للنضال ولقوة وشجاعة وجمال المرأة الأوراسية من خلال ارتدائها لزي «الملحفة» المرصع بحلي شاوية أصيلة وعريقة، يزينها أيضا برنوس على كتفيها ويلفها في أسفل رجليها، مع حرصها على وضعه عمامة على رأسها، كرمز للحرمة، زادها جمالا حمل الضريح الملك النوميدي «إيمدغاسن» في يدها اليمنى ورفعه إلى السماء، أما اليد اليسرى، فيزينها سيف بتّار شاوي للذود عن حرمة المنطقة والدفاع عن تاريخها المجيد، وعن سبب اختارها فأرجعها محدثنا إلى رغبته في تكريم هذه الشخصية التاريخية الفذة التي لم تنل حقها الوافر من التكريم ولم يتطرق لتاريخها الحافل الكثير من الناس، رغم أنها كانت امرأة بقوّة المئات من الرجال، يضيف محافظ المهرجان.

إيلاء تاريخ بمنطقة الأوراس المكانة التي تستحق

ويظهر من شكل الدرع، حرص القائمين عليه على ايلاء تاريخ منطقة الأوراس المكانة التي تستحق، من خلال فكرة الدرع، حيث اختار تعشيت رفقة محافظة المهرجان ان يكون لون الدرع ذهبي ناصع، منتصبا فوق قاعدة اسطوانية سوداء مكتوب فيها اسم المهرجان، تتوسطها الملكة ديهيا.
كما اعتبر مؤسس المهرجان أن احتضان باتنة للمهرجان السينمائي الأول من نوعه للأفلام القصيرة في الأوراس، هو رغبة مثقفيها ومبدعيها من الممثلين والمخرجين والمسرحيين خاصة فئة الشباب يتقدمهم  تعشيت، لتحويل المنطقة إلى قطب سينمائي وطني ودولي بامتياز رغم العديد من العراقيل التي تواجه هذا الطموح خاصة ما تعلق بغياب التمويل والدعم من طرف مختلف الجهات العمومية والخاصة، حيث يرفض رجال المال والاعمال الاستثمار في قطاع الفن والثقافة والسينما بالتحديد، الامر الذي يستلزم تدخل الوزارة لدعم هذه التظاهرة وإنجاحها.
وتضم محافظة المهرجان نخبة من الفنانين والمسيرين الشباب من المنطقة، تتخلل المهرجان عدة مسابقات هادفة ونوعية على غرار تنظيم مسابقة دولية وأخرى وطنية للمخرجين الوطنيين، وثالثة محلية تشجيعية لشباب المنطقة، علاوة على فتح ورشات تكوين في مهن السينما، وندوات فنية مع مختصين في المجال لفائدة الشباب، كما سيكون المشاركون في المهرجان وضيوفه على موعد مع عدة جولات ميدانية سياحية لكل المناطق السياحة بالأوراس، كزيارة الضريح إيمدغاسن وتيمقاد وشرفات غوفي، وغيرها مع برمجة خرجة سياحية جبلية لجبال الاوراس الشامخة.
الجدير بالذكر، ان تعشيت كان قد انهى مؤخرا، من تصوير فيلمه الجديد القصير «وايت نايت»، بتقنية «ستوب موشن»، حيث تدور أحداثه بأعالي جبال الأوراس الشامخة، وبالضبط وسط أشجار الأرز الأطلسي النادرة، تزامنا وفصل الشتاء القاسي، حيث يغطي الثلج كل المكان، ومع هبوب رياح خفيفة، تساقطت كتل الثلج المتراكمة على الشجرة، لتتدحرج على الجبل وتصل إلى أسفله، أمام منزل دافئ، لتنقسم بعدها إلى ثلاث كرات مشكّلة رجل ثلج، وهنا تقع بعض الأحداث الجميلة مع رجل الثلج وإحدى الفتيات بذلك المنزل، لتفعل الطبيعة فعلتها.