طباعة هذه الصفحة

رئيس تحرير المجلّة نبيل حاجي لـ»الشعب»:

«فنون»منصّة إعلامية تروّج للمواهب الشابة

حوار: أسامة إفراح

مطلع الأسبوع الجاري، أعلنت وزيرة الثقافة والفنون عن الإطلاق الرسمي لمجلّة «فنون»، التي تصدرها الوزارة ويشرف عليها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، وتعنى بإبداعات الشباب ومواهبهم في شتى أشكال التعبير الفني.
وللتعرّف أكثر على هذا المشروع الجديد، اتصلنا برئيس تحرير المجلّة، نبيل حاجّي، وسألناه عن رؤيتها ومراميها، والجمهور الذي تستهدفه، وخصوصا العوامل التي يجب توّفرها لتستمر في الصدور، فكان هذا الحوار..

 «الشعب»: باعتبارك المشرف على مجلة «فنون».. هل لك أن تقدّمها في عجالة لجمهور القراء؟

 نبيل حاجي: «فنون» هي مجلة شهرية تصدر عن وزارة الثقافة والفنون، وبإشراف من الديوان الوطني للثقافة والإعلام، تتوّزع على 64 صفحة وتعنى بالأساس بالمواهب الشابة والصاعدة في مختلف الفنون، من مسرح، وغناء، وسينما، وتلفزيون، ورسم وأدب، وتعمل على اكتشاف هذه المواهب المغمورة، وخاصة في المدن الداخلية التي تزخر بهذه الفئة ولا تجد التفاتة من قِبل الإعلام أو المشرفين على الشأن الثقافي المحلّي لمرافقتها ودعمها.

* كيف وُلدت فكرة المشروع؟ وما هي فلسفته والهدف منه؟

** أتت مبادرة إصدار مجلة «فنون» من لدن السيدة وزيرة الثقافة، التي وجدت أنه من الضروري الاعتناء بالمواهب الشابة في الجزائر، والمساهمة في رفع الضائقة الفنية من خلال التعريف بهذه الطاقات الإبداعية الشابة ودعمها، والتعريف بها من خلال إصدار ثقافي وفني، وخلق جسور بينها وبين المؤسسات تحت الوصاية أو الخاصة لتقديمها للجمهور، كما أن مجلة «فنون» تضاف إلى زميلاتها من إصدارات الوزارة كمجلتي»لجدار» و»انزياحات» الثقافية.

* ما هي معايير اختيار مواضيع المجلة؟ ومن هو المستهدف بها سواءً المبدعين الذين تتطرّق إليهم أو المتلقين؟

** المستهدف بإصدار مجلة «فنون» هو أولا مختلف المواهب الشابة والمبدعة والجمهور الشاب من القرّاء في مختلف المدن، وخلق جسور بينهم من خلال هذه المجلة الشبابية والفنية في آنٍ واحد، وفيما تعلق بمعايير اختيار المواضيع فهي تنسجم مع الفلسفة العامة للمجلة وأبوابها الأساسية الأربعة (فنون الأداء، الفنون البصرية، الفنون السمعية البصرية وفنون الكلام... بالإضافة إلى ملفات وحوارات..) هذا إلى جانب عملية بحث دائم عن المواهب، من خلال العلاقات التي تربط صحفيي ومساهمي المجلة مع هذه الأوساط، والتركيز أكثر على المدن الداخلية التي تعجّ بالمواهب، ولكنها إما مجهولة أو غير معروفة.

* تعرّفون «فنون» على أنها «مجلة الشباب المبدع».. هل يمكن للمبدعين الشباب التواصل مع مجلتكم للتعريف بمواهبهم؟ وكيف يكون ذلك؟ وهل هي موجّهة للشباب الجزائري داخل الوطن فقط أم خارجه أيضا؟

** طبعا المجلة مفتوحة لكل الشباب الموهوب والمبدع، والتواصل ضرورة لانتعاش وتطوّر المجلة ووصولها إلى أهدافها، ونحن نعمل مع فريق لتطوير آليات التواصل الإلكتروني، ليكون هذا الجمهور هو مرآة المجلة، وعاملا في تطوّرها شكلا ومضمونا، وهي تستهدف كل المبدعين الشباب الجزائريين في الداخل والخارج من خلال تواجد المجلة على المنصّات والمواقع الإلكترونية.

* هل سنرى المجلة توّزع على أكبر نطاق وطنيا؟ وهل سنراها تتجاوز الحدود الوطنية، سواء ورقيا أو إلكترونيا؟

** بعد صدور العدد الأول ـــ التجريبي ـــ هناك عمل كبير على المواضيع وتوزيعها والشكل الفني المرغوب في مثل هذه الإصدارات، وابتداءً من العدد الثاني ستعمل مؤسسة الديوان الوطني للثقافة والإعلام على تسويق مجلة «فنون» ضمن المسارات أو المسالك التجارية، حتى تكون متوفرة في الأكشاك والمكتبات مثلها مثل بقية المنشورات، ناهيك عن تواجدها في مختلف الفضاءات والمؤسسات الثقافية التي تستقبل الجمهور كقاعات المسرح والمكتبات... وهناك عمل نأمل أن نصل إليه هو الترويج لهذه المجلة في وسائل النقل وخاصة في الرحلات الجوّية الدولية والداخلية وفي ممثلياتنا الدبلوماسية في الخارج... وانطلاقا من العدد الربع سيكون لمجلة «فنون» تواجد إلكتروني سواء بشكل مستقل أو من خلال الصفحات الرسمية لوزارة الثقافة والفنون والديوان الوطني للثقافة والإعلام، وأيضا عن طريق مختلف وسائط التواصل الاجتماعي.

* ما هو تصوّركم لهذا المشروع على المستويين القريب والمتوسط؟

** أملنا في أن تصبح مجلة «فنون» منصّة حقيقية تجمع وتكتشف وتروّج لمواهبنا الشابة والصاعدة، وتكون مشتلة حقيقية لها، وتسهم في الرقي بهذه الطاقات وتقديمها للحياة المهنية والاحترافية (في المسرح والغناء، والأدب والسينما، والتشكيل...) وتكون مرافقة ومدعّمة لمختلف النشاطات الثقافية والفنية في الجزائر والترويج لها في الخارج.

* بصراحة.. رأينا العديد من المجلات يتم إطلاقها ثم تتوقف لأسباب مختلفة.. في رأيك ما الذي يجب توّفره حتى يكتب لـ»فنون» الاستمرارية والتواصل؟

** استمرارية وديمومة وتطوّر مجلة «فنون» مرهون أساسا بحيوية وتفاعل صحفيّي المجلة والمستكتبين فيها من جهة، وأيضا تفاعل القرّاء بشكل عام، الذين سيكون لهم دور مهمّ في البحث والتنقيب وتقديم هذه المواهب، بالإضافة إلى المناخ العام ووجود حياة ثقافية وفنية تتيح لهذا الإصدار التقرب واكتشاف هذه الطاقات الإبداعية، لكن هناك أيضا الرهانات المالية والتجارية التي سيكون لها دور في فاعلية ومردودية المجلة واستمراريتها، وأخيرا وجود إرادة حقيقية من القائمين عليها في المؤسسات الرسمية وعلى رأسها الوزارة الوصية.