طباعة هذه الصفحة

خديجة طاهر عباس، رئيسة تحرير بالتلفزيون الجزائري:

رجل التوازنات

«عرفته نهاية الثمانينيات في المقر السابق لجريدة «الشعب» بحسين داي، كان مكتبه يقابل مكتبي.. عرفته رجلا طيبا يشهر أفكاره ومواقفه دون تحفظ أو خوف، لا يقبل الوقوف في نقطة الوسط أو كما يقال إمساك العصا من الوسط. وعند إلحاق الجريدة بحزب جبهة التحرير الوطني، خاض مختار، رحمه الله، مجال الكتابة بقوة لإبراز مواقفه وأفكاره، وكتب أيامها عن الأغلبية الصامتة التي رجحت كفة الانتخابات آنذاك حسب رأيه..
مختار الصحفي كان قلمه متمرسا.. مختار المسؤول كان يصنع التوازنات حيث يعجز الآخرون.. أما مختار الإنسان، فقد كان الرجل الطيب أو الشجاع. أتذكر أيام الانفلات الأمني بقي يقيم في الشراربة في عز التدهور الأمني، كنت أرافقه ومجموعة أخرى من العمال مع السائق إلى بيته، فقد كانت الطريق محفوفة بالمخاطر، كنا نعبرها بشق الأنفس.. الرعب بعينه وآخر مرة مررنا بنفس الطريق، كان الوضع الأمني متأزما، فنصحته أن يترك المكان وفعل.. كان نعم الجار بسيدي فرج هو وعائلته الكريمة.. ربي يصبرهم.. وعندما نصب مسؤولا على رأس جريدة الجمهورية.. كنت على اتصال به، وكان يحكي لي عن رغبته في تطوير الجريدة ولا يخفي وجود بعض العراقيل التي واجهها.. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه».