طباعة هذه الصفحة

نص حر

بادر سيف

أعدّي لي الشاي لأستريح من صخب القوافي
أو سحابة من نداءات الشواطئ
ليقطن القطيع غرف الكسل
يغرق الأثافي
أزيلي عنّي زرقة الكآبة
زمليني بهجة وسادة
فلن أحن بعد اليوم إلى المراثي
فلقد حلت مع النوء الباكر
سبقت أجيال المشاعر والخوابي الحنيذة
ولكي أن تطردي النسر عن زنبقاتك الحمراء
ورياحي الآسنة
نتقاسم البؤس وصفحة الحظ
نامي غدا تشرق الشمس
غدا يهطل الشتاء يا ليلى
وتقفز الأسماك عارية من دهشتها
أما عيناك نبيذ وعصارة الفوضى التي أحب
كصوتي الشريد يجتاح ساحاتك العذراء
حاملا رغبة العزف
ولست وحدي
ظلي يرافقني والشمس ذابلة كوردة الماضي المحمل في الضمير
ادخل أرض العصف
طفل يعانق راية الفصول
وهذا الخراب تشكل من قبضة الغثيان والهطول
فلما نكتشف كا يوم جثة ولما الأفول
هو الشاي والزنجبيل الثمين
يسيران جنبا إلى جنب ونفض العقول
يتعانقان كساعة السنط المسجى من الرماد
إلى الحقول
وأسقط من ضوء النجم إلى جليلية الهبوط والحضور
لم يبق في هذه الدورة العمرية إلا لغة الأسرار
أما جذور الكوكب و بخور النشور
فهما يتناغمان مع الصوت و الصدى و السرور
افتحي الباب إذن
كي اسكن مباهج الريح يا نجمة تطاع من مدينتي
...المسحورة
اذبح الكمان بهدوء الغرور
أيّتها الشوارع المؤنثة المؤثثة بريش النعام
في هذه الساعة الطالعة من رائحة الجيوب المثقوبة
أطوف بقرارات صنعتها من خميرة الفكرة المهجورة
لتجئ حمامات من عصور حنيذة و السلام
سأذهب مع جفن الدروب الموحلة
أوصد مداخل اللحن
لينتهي بي النخل المصفف إلى الصخور الصامدة
إلى ملكوت الحضور والغياب
ابحث عن مائدة نزلت ذات خليقة من السماء
يا أيّها الرحم الوديع كم أنت آمن
كم انسابت منك وجوه
يا موطن الملائكة
قالت كلمة وداهمها المخاض
وأمطار الصيف عادة تأتي تائبة من الغدر
قلت للرفض ارقص كبجع الموج لتضيء سفن الضوء
وشواطئ تتسع للمواقد والمجافل
أرى جثتي بصمت لافت
تبكي نوء الغربة وذكريات الوطن