طباعة هذه الصفحة

أحمد كروش لـ«الشعب» :

بايدن يراهن على أفــــق استراتيجــي جديـــد

عزيز.ب

استبعد الخبير الأمني والمحلل السياسي أحمد كروش، تغيير السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية عقب فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، مقارنة بالتي كانت عليها في زمن دونالد ترامب، معلّلا ذلك بأن السياسة الخارجية الأمريكية لن يضعها الرئيس بمفرده فحسب، بل تكون من منطلق التشاور بين الرئيس والمؤسسات ومراكز الدراسات إلى جانب الدور الفعال لللوبيات النافدة في الإدارة الأمريكيّة وهي سياسات في غالب الأحيان ثابتة وتحددها المصالح لعشرات السنين.
قال أحمد كروش، أن السياسة الخارجية لأمريكا لا يبنيها الرئيس لوحده بل تكون من منطلق تشاور بين الرئيس والمؤسسات ومراكز الدراسات إلى جانب الدور الفعال للوبيات النافدة في الإدارة الأمريكيّة وهي سياسات في غالب الأحيان ثابتة وتحدّدها المصالح لعشرات السنين، مؤكدا في نفس الوقت أن الرئيس يضع عليها فقط بعض اللمسات ليظهر مدى تحكّمه في هذه السياسة الخارجية، وهو ما يجعل الرئيس بايدن طيلة عهدته أمام راهن الخطاب السياسي المكرس والأفق الاستراتيجي الأمريكي.
وأضاف كروش في اتصال مع «الشعب»، أن السياسة الخارجية الأمريكية تتميز بالاستمرارية قائلا :» مثلا الصين، نجد أنه من نقل القوات الأمريكيّة من الشرق الأوسط إلى البحر ومن أكّد بأن الصين منافس قوي لأمريكا في العقود القادمة، هو الرئيس الأسبق باراك أوباما المحسوب على الحزب الديمقراطي»، غير أنه حسب ذات المتحدث فإن بايدن سيراجع ذلك لاسيما فيما يخص العقوبات المفروضة على الصين مع الاستمرار في نفس السياسة، ولكن بإستراتجية جديدة لما يمثله هذا البلد من تحد بالنسبة لأمريكا في قيادته للعالم، خاصة على المستوى الاقتصادي، نفس الأمر تقريبا ينطبق على روسيا التي ترى فيها أمريكا العدو التقليدي الدائم الذي يملك نفس القوة النووية التي تمتلكها وهو ما يجعلها تحافظ على نفس السياسة المنتهجة ويقصد بذلك سياسة الجمهوريين مع هذا البلد، أما بخصوص الشرق الأوسط، قال كروش «إن الرئيس بايدن ممكن أن يعود إلى الاتفاق النووي الذي وقعه أوباما سابقا مع إيران والذي يرى فيه الحل لعدم امتلاك طهران القنبلة النوويّة، وليس في العقوبات التي فرضها ترامب عليها إلى جانب خروجه من هذا الاتفاق والذي حرر إيران بدليل عودتها مجدداً إلى تخصيب اليورانيوم « أما على الصعيد العربي وكذا الشرق الأوسط، قال الخبير الأمني أنه احتمال كبير أن يواصل الرئيس الجديد نفس سياسة أوباما وهيلاري كلينتون فيما يخص إحياء ما يسمى ب «الربيع العربي»، مشيرا إلى أن الجميع شاهد كيف تم تدعيم الإرهاب في بعض الدول العربية من خلال المساهمة في إسقاط بعض الأنظمة العربية.
وعن علاقة أمريكا بدول شمال إفريقيا، ردّ ذات المتحدث أن اهتمام أمريكا بالمنطقة يعود لعهد الرئيسين السابقين ويقصد بذلك جورج بوش وأوباما اللذان قاما بإنشاء «الافريكوم» في ظل تصاعد التوسع الروسي والصيني في القارة السمراء. وأمام التدهور الأمني الذي ميّز المنطقة خاصة في ليبيا من المرجح جدّا أن يواصل بايدن على نفس المناهج وهو ما يعني أن السياسة الخارجية الأمريكيّة لن تتغير، لاسيما فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي وكذا بالنسبة للقضية الفلسطينية بدليل أن أغلب الرؤساء الأمريكيين يفتخرون في نهاية عهداتهم بما قدّموه للكيان الصهيوني من خدمات جليلة على حساب الشعب الفلسطيني وتبقى أمريكا دائما هي ضامن لأمن الاحتلال الإسرائيلي وضد القضايا العربية.
وفي الختام، قال كروش أنه بخسارة دونالد ترامب الإنتخابات الرئاسية الأمريكيّة وفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، تكون الولايات المتحدة الأمريكيّة قد تنفست الصعداء سواء داخليا وكذا عالميا وهذا بالنظر للسياسة المنتهجة لترامب خلال الأربع سنوات التي قضاها في سدة الحكم، إنطلاقا من إحياء العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكيّة وكذا بالنسبة للعالم الإسلامي إلى أقصى درجة وحتى أمريكا اللاتينية، أين أقام جدار العزل بين أمريكا والمكسيك إلى جانب منع رعايا بعض الدول من الدخول إلى أمريكا، دون أن ننسى دوره كعرّاب للتطبيع مع الكيان الصهيوني.