طباعة هذه الصفحة

مع تسجيل أعلى إصابات بالجزائر

المحـترف الأول علــــى كف كـــــورونا!

محمد فوزي بقاص

غيّر فيروس كورونا المستجد، حياة البشر وعانت بلدان كثيرة من الجائحة رغم تطورها التكنولوجي والطبي. وتوقفت قطاعات حيوية منذ تفشي الفيروس، الذي لم يستثن الرياضة العالمية، بعد تأجيل أكثر من منافسة دولية، تتقدمها الألعاب الأولمبية وكأس أمم أوروبا وكوبا أمريكا وألعاب البحر الأبيض المتوسط التي كانت ستحتضنها الجزائر صيف 2021... وعلى بطولة وطنية ستنطلق ولا أحد يعرف إن كانت ستُكمل مشوارها، أم تعتريها أعراض عطس في البرمجة وآلام في الجولات وبطاقات حمراء عن البروتوكولي الصحي وغيره...
أثّر كوفيد-19 سلبا على اللعبة الأكثر شعبية في العالم، كرة القدم، التي توقفت إجباريا لأشهر قبل أن تعود في ظروف استثنائية، لعبة فقدت الكثير من بريقها بسبب استئناف مختلف المنافسات الكروية، دون جمهور ووسط غياب العديد من النجوم المصابين بالفيروس.
هي عوامل جعلت عشاق الساحرة المستديرة في بلادنا، يتخوفون على مستقبل الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، التي من المقرر انطلاقها يوم 28 نوفمبر المقبل، بعد توقف دام 34 أسبوعا. استئناف سيتزامن مع الموجة الثانية من الفيروس الذي يضرب الجزائر، هو الذي يسجل أعلى مستوياته منذ تسجيل أول حالة إيجابية يوم الفاتح مارس المنصرم بولاية البليدة، وهو ما جعل العارفين يؤكدون أن بطولة الموسم الكروي (2020 -2021)، بطولة على كف كورونا.
تتزايد مخاوف القائمين على شؤون كرة القدم الجزائرية من تأجيل شبه حتمي لمنافسة البطولة المحلية، بسبب الارتفاع الرهيب في عدد الإصابات بفيروس (كوفيد-19) على المستوى الوطني، ووسط لاعبي المحترف الأول حتى قبل انطلاق الموسم بإصابات إيجابية بالفيروس بلغت 83 عضوا، منهم لاعبون وأعضاء الأطقم الفنية والطبية.
إصابات عطلت السير الحسن لتحضيرات انطلاق الموسم الكروي (2020 – 2021)، لكثير من الأندية يتقدمها بطل الموسم المنصرم شباب بلوزداد الذي بتر تحضيراته 15 يوما كاملا، وهو نفس الأمر الذي عانت منه فرق إتحاد العاصمة وشباب قسنطينة، الأخير كان آخر فريق يصاب لاعبوه بالفيروس، السبت الماضي، بـ12 حالة مؤكدة، دفعت الطاقم الفني لإلغاء آخر تربص إعدادي للفريق بالعاصمة، وهو ما أخلط حسابات المدرب القدير عبد القادر عمراني 22 يوما قبل انطلاق الموسم.
مؤشرات سلبية ستشكل معضلة حقيقية للقائمين على شؤون الساحرة المستديرة في الجزائر، لبرمجة مباريات الموسم الكروي الأطول في عهد الجزائر المستقلة بـ38 جولة.

بقاط بركاني: علينا انتظار تطور الوضع الصحي لنتمكن من اتخاذ قرار استئناف الموسم

هذا وامتعض الدكتور، بقاط بركاني، عضو اللجنة الوطنية لمتابعة فيروس كورونا، من استئناف الموسم الكروي في الظرف الحالي، وسط الارتفاع المحسوس في عدد الإصابات، حيث قال في تدخله لحصة أستوديو الكرة على أمواج الإذاعة الأولى «الوضعية الصحية الحالية مقلقة جدا، وهذا ما جعل السلطات المحلية تتخذ قرارات هامة لمواجهة تفشي فيروس كورونا». وأضاف، «بصراحة نحن نحب كرة القدم، وهي الرياضة رقم واحد بالجزائر، لكن لا نعلم ماذا سيحدث إلى غاية 28 نوفمبر».
وتابع حديثه، «المستشفيات مكتظة ويوجد العديد من المرضى في حالة حرجة، وإذا لم تتحسن الوضعية الصحية، أعتقد أنه لا يجب المغامرة باستئناف البطولة’’.
تصريحات عمادة الأطباء الجزائريين، جاءت بعد الإصابات التي زعزعت تحضيرات الموسم الجديد لفرق نصر حسين داي وأولمبي الشلف ومولودية الجزائر، الأسبوع الماضي، وأكدت مرة أخرى أن الفرق عاجزة عن السيطرة على هذا الفيروس، لغياب الانضباط وسط اللاعبين خارج التربصات.
بركاني، ذهب إلى أبعد من ذلك حين قال ‘’نعيش موجة ثانية من الفيروس التي تواجهنا وتبقى جد مقلقة، علينا أن نكون مدركين للحالة التي نعيشها».
وختم حديثه قائلا، «حاليا، تم تحديد موعد استئناف البطولة، ولكن علينا انتظار تطور الوضع لكي نتمكن من اتخاذ القرار’’.

بيشاري: «ملعب عين مليلة الوحيد الذي يتوفر على شروط تطبيق البروتوكول الصحي»

من جهة أخرى، أعطى طبيب الرابطة الوطنية المحترفة، محمد بيشاري، ضمانات بإقامة مباريات الموسم دون الإصابة بالفيروس، حين كشف بأن كل المتواجدين فوق الميدان من لاعبين وحكام وأطقم طبية وفنية، مجبرون على القيام بفحص الكشف عن كورونا، قبل 48 ساعة عن أي مباراة رسمية.
الحكم الدولي السابق، حل ضيفا، على حصة 60 دقيقة كرة، تطرق خلالها للحديث عن لجنة تأهيل الملاعب التي يعمل عضوا بها، وقال بشأن تأهيل الملاعب الجديدة «زرنا 20 ملعبا، ولحد الآن إلا ملعب عين مليلة يتوفر على كامل الظروف لإنجاح البروتوكول الصحي، حيث تحتوي غرفة تغيير الملابس على غرفتين منفصلتين، وهو ما سيمكن من فصل المجموعة واحترام البروتوكول الصحي».
بيشاري أكد أن بقية الملاعب ستخضع لزيارة ثانية قبل انطلاق الموسم، من أجل رفع التحفظات عنها، كون أغلبية الملاعب كانت تجرى بها أشغال الترميم.
رئيس اللجنة الطبية بالرابطة الوطنية، تحدث عن جديد لجنة تأهيل الملاعب قائلا «هذه السنة الأمر المهم في لجنة تأهيل الملاعب هو تعيين طبيب إجباري، لكي يضع السبل الكفيلة باحترام البروتوكول الصحي قبل، أثناء وبعد المباريات». وأضاف، «كما يوجد ممثل للتلفزيون العمومي من أجل المطالبة بتحسين ظروف التصوير والتعليق، خدمة للجمهور العريض الذي سيكون الغائب الأكبر عن مباريات الموسم الكروي».

«كوفيد مناجير» جديد الموسم الكروي (2020 -2021)

بخصوص، كيفية التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي من قبل الفرق والمنظمين، أوضح طبيب الرابطة أن كل فريق يملك ما يسمى بـ «كوفيد مناجير»، وهو طبيب تعينه الرابطة في الفرق. كما أن هناك يوم المباراة «كوفيد مناجير» تعينه الرابطة، لتحضير المباريات بطريقة جيدة، والعمل على تطبيق البروتوكول الصحي يوم المواجهة. وقال بهذا الشأن «أطباء الفرق يقومون بدور فعال جدا، حيث يقفون بتحضير كل صغيرة وكبيرة من الفندق إلى الميدان».
وقال أيضا، «كوفيد مناجير يقوم بفحص «بي.سي.أر» إجباري لكل اللاعبين وكل المتواجدين على دكّة البدلاء يوم اللقاء، ودون كشف الفحص السلبي لكورونا، لا يمكن لأي لاعب خوض أي مباراة في البطولة».
بيشاري، أوضح أنه يمكن لكوفيد مناجير الرابطة، منع أي لاعب لم يقم بفحص الكشف عن كورونا من خوض اللقاء، موضحا أنه يملك صلاحية إلغاء المواجهة كليا.

إلغاء المباراة في حال ثبوت إصابة  3 لاعبين من فريق واحد

المسؤول الأول على تطبيق البروتوكول الصحي في المحترف الأول، أوضح أن المشكل ليس مطروحا في تطبيق البروتوكول، بل عند الفرق المطالبة بتطبيقه بصرامة قصد حماية صحة اللاعبين، وقال «هناك 38 جولة، وإذا لم تطبق الفرق البروتوكول وتحدث إصابات بالعدوى سيتم إيقاف الفريق على الأقل 10 أيام، وهو ما سيضع القائمين على البرمجة في ورطة حقيقية لإنهاء الموسم».
من جهة أخرى، ستكون الفرق مطالبة بإرسال التحاليل الطبية بصندوق بريد الرابطة قبل إجراء أي مباراة، حيث أن أي فريق لديه ثلاث إصابات إيجابية ستكون عنوانا لإلغاء المباراة.
كما أوضح رئيس اللجنة الطبية بالرابطة الوطنية، أن الحكام معنيون بذات الإجراء، مؤكدا أن رجال الإعلام لا يمكنهم تغطية المباريات في حال عدم حصولهم على الاعتماد من قبل الرابطة لتقليل مخاوف العدوى، مشيرا أنه سيتم تنظيم منطقة مختلطة إجبارية لكل الفرق وفي كل ملاعب الجمهورية لمنح المواطن الحق في المعلومة.
هذا وأشاد بيشاري باحترافية طبيب وفاق سطيف، بعدما ساهم بشكل كبير في عدم إصابة أي لاعب من النسر الأسود بعدوى فيروس كورونا، منذ انطلاق فترة التحضيرات للموسم الكروي الجديد.

لجنة تفتيش للضغط على الفرق

في سياق آخر، ولإنجاح البروتوكول الصحي، نصبت وزارة الشباب والرياضة لجنة مفتشين مكونة من أطباء، انطلقت في العمل يوم الخميس 05 نوفمبر الماضي، مهمتهم الانتقال عبر القطر الوطني لمراقبة الفرق ومدى تطبيقهم للبروتوكول الصحي، وذلك دون علمهم قصد الضغط عليهم، لضرورة تقليل الإصابات للسير الحسن للبطولة.
وكان عدد من المحللين قد طالب بفرض عقوبات على الفرق التي يصاب عدد كبير من لاعبيها بفيروس كورونا، في مقدمتهم الدولي السابق المهاجم حاج عدلان الذي قال «في حالة ما إذا كان عدد كبير من اللاعبين في نفس الفريق يصابون في كل مرة، ويضطر كوفيد مناجير إلى إلغاء المباراة، فيجب اتخاذ عقوبات صارمة في حق هذه الفرق التي لا تطبق تعليمات الوقاية، كونها تعرقل السير الحسن للبطولة».