طباعة هذه الصفحة

الوضع في أثيوبيا يزداد توترا

جبهة تيغراي تصعّد وتلجأ للصواريخ

قال مكتب الاتصالات في إقليم أمهرا الإثيوبي المجاور لتيغراي شمال البلاد، أمس السبت، إن انفجارين وقعا في مدينتين بالإقليم. وأكد مكتب الاتصالات أن الانفجاريين وقعا في بحر دار وجوندار، في وقت متأخر ليلة أول أمس الجمعة.
أوضح فريق الطوارئ أن جبهة تحرير تيغراي أطلقت صاروخين باتجاه مدينتي بحردار وجوندار، في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الجمعة، مما ألحق أضرارا بمطاري المدينتين.وفي وقت سابق كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد دعا قوات ومليشيات جبهة تحرير تيغراي إلى الاستسلام خلال يومين لقوات الجيش الوطني، «إنقاذا لأرواحهم» على حدّ وصفه.
هجمات مضادة
وكسرت قوات من الجيش الإثيوبي الحصار الذي فرضته عليها قوات إقليم تيغراي المتمرد، وشرعت في استرداد مواقع خسرتها بعد هجمات مضادة، في وقت أسقط البرلمان الإثيوبي الاتحادي الحصانة عن 39 مسؤولا في جبهة تحرير تيغراي المتمردة.
وأفاد رئيس أركان الجيش الإثيوبي، الجنرال برهانو جولا، بأن القيادة الشمالية التي كانت تحت الحصار لمدة خمسة أيام باتت تهاجم على جميع الجبهات وتستعيد العديد من المواقع التي خسرتها. وأضاف برهانو أن الكتائب السابعة والثامنة و23 و11 و31 و20 والرابعة والآلية الخامسة تمكنت من كسر الحصار وإعادة تجميع صفوفها لشن هجمات على جبهات مختلفة.
واعتبر أن مهمة الجيش المتبقية صغيرة مقارنة بما تم إنجازه حتى الآن، لافتا إلى أن الجيش أعاد تنظيم نفسه واستولى على مناطق من دانشا ومطار حميرة إلى باكر في تيغراي. ويبلغ عدد سكان إقليم تيغراي، الذي يحده من الشمال إريتريا ومن الغرب السودان، حوالي خمسة ملايين نسمة، ويتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن النظام الفيدرالي المتبع في إثيوبيا، ويحكم الإقليم جبهة تحرير تغراي، ورئيسها جبرا ميكائيل.
الاضطهاد والتهميش
وتعاني إثيوبيا أصلا من انقسامات عرقية وأزمات اقتصادية كبيرة عندما تسلم آبي أحمد السلطة فبل نحو عامين، ففي العام 2017 أجبر أكثر من مليون إثيوبي على النزوح لأسباب تتعلق بصراعات عرقية وأخرى ترتبط بموجات جفاف ونقص كبير في الغذاء والخدمات في بعض المناطق.
لكن آبي واجه اختبارا كبيرا، عندما سقط قرابة 240 قتيل في أعمال العنف والاحتجاجات التي اندلعت في إثيوبيا في جويلية الماضي عندما اشتعلت اشتباكات عرقية على خلفية مقتل المغني الشعبي هاشالو هونديسا، الذي يعتبره الكثير من أفراد إثنية «الأورومو» التي ينتمي إليها آبي صوتا لمعاناتهم من التهميش.
واندلعت تلك الاحتجاجات في العاصمة أديس أبابا وفي منطقة أوروميا المحيطة التي تتحدر منها أكبر قومية في البلاد والتي لطالما شعرت بأنها مهمشة ومضطهدة في البلد متعدد الأعراق، لكن الكثير من المراقبين يعتبرون أن الأزمة الحالية في إقليم تيغراي ربما تشكل اختبارا أكبر بالنسبة لآبي نظرا لتعقيداتها المحلية والإقليمية خصوصا لجهة تداخلاتها في العلاقة بين الجارتين السودان وإريتريا.