طباعة هذه الصفحة

محند شريف حناشي

«أسد جرجرة».. أعطى الكثير للجزائر وشبيبة القبائل

عمار حميسي

ألقاب وطنية وقارية كثيرة شاهدة على عمله الكبير

رحل رئيس شبيبة القبائل محند شريف حناشي عنا بعد معاناة مع المرض الذي ألم به منذ فترة قصيرة لتكون بذلك نهاية رجل خدم كثيرا الكرة الجزائرية كلاعب ومسير. لا يمكن نسيان الإنجازات والألقاب التي توج بها كلاعب في شبيبة القبائل أو مسير وبعد ذلك كرئيس للفريق الذي عرف معه سنوات المجد والتألق دامت لربع قرن ستبقى ذكراها منقوشة في ذاكرة كل محبي «الكناري».
نزل خبر وفاة حناشي كالصاعقة بالنظر إلى المكانة التي وصل إليها بفضل نظافته وحسن تعامله مع الناس خاصة البسطاء الذين يكنون له حبا كبيرا بعد أن وقف إلى جانب العديد منهم رغم أنه كان شخصية مرموقة إلا أن هذا الأمر لم يجعله ينسى شيئا مهما وهو التواضع.
تأثر الجميع بوفاة حناشي كان لأن الرجل ليس شخصية عادية بل هي شخصية عشنا معها أحلى فترة التألق والمجد لفريق الشبيبة خلال فترة صعبة مرت بها الجزائر كان فيها «الكناري» مصدر الفخر والسعادة لدى غالبية الشعب الجزائري خاصة عقب التتويج التاريخي بكأس «الكاف» لثلاث سنوات على التوالي وهي الإنجازات التي يصعب نسيانها.
ولد محند شريف حناشي في 02 أفريل 1950 بتيزي وزو حيث لعب في فريق شبيبة القبائل من الفئات الصغرى إلى أن  وصل إلى الفريق الأول وكان من أبرز اللاعبين في الفريق لفترات طويلة وساهم خلالها في العديد من الإنجازات ولم تتوقف مسيرة حناشي مع الشبيبة بعد أن اعتزل الكرة كلاعب حيث دخل كمسير في الفريق إلى أن وصل إلى منصب الرئاسة الذي مكث فيه ربع قرن.

شخصيات مرموقة تعبر عن تأثرها برحيله

قدم الوزير الأول عبد العزيز جراد تعازيه في وفاة رئيس شبيبة القبائل السابق محند شريف حناشي وكتب جراد عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك «رحل عنا وعن الأسرة الرياضية رئيس شبيبة القبائل سابقا محند شريف حناشي رحمه الله الذي ترك بصماته في تاريخ الكرة الجزائرية لاعبا ثم مسيرا للنادي القبائلي وقاده إلى إحراز العديد من البطولات والألقاب القارية.»
وتابع جراد قائلا «تعازينا الخالصة إلى أسرة الفقيد ولكل أنصار الشبيبة وأدعو الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه ويلهم ذويه جميل الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون».
من جهته، قال وزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي إنه متأثر لوفاة الرئيس السابق للشبيبة حناشي وقال على حسابه على فايسبوك: «تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ انتقال الرئيس الأسبق لفريق شبيبة القبائل العريق إلى جوار ربه أتقدم بخالص التعازي وأصدق مشاعر المواساة لأسرة الفقيد وأحبته وكل العائلة الكروية والرياضية برحيل محند شريف حناشي تفقد كرة القدم الجزائرية واحدا من أبرز أعمدتها الذي أفنى حياته في خدمتها وصنع العديد من الألقاب التي ستخلد اسمه في سجل انجازات الفريق» وأنهى حديثه: «وإذ أقاسم عائلة المرحوم وفريق شبيبة القبائل حزنهم على ما ألم بهم فإني أدعو العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويلهمهم جميل الصبر والسلوان إنه ولي ذلك والقادر عليه».
وعدد زطشي خصال المرحوم حيث أكد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن حناشي خدم كثيرا الكرة الجزائرية وقال على الموقع الرسمي للفاف: «ببالغ الحزن تلقينا خبر وفاة الرئيس السابق واللاعب محند شريف حناشي بعد صراع طويل مع المرض» مضيفا» لقد ترك الراحل الذي يعد رمزا للكرة الجزائرية لسنوات عديدة بصماته في تاريخ شبيبة القبائل الذي خدمه بشغف وتفان لأكثر من نصف قرن في هذا الظرف المؤلم يقدم رئيس الفاف خير الدين زطشي وأعضاء المكتب التنفيذي تعازيهم القلبية لأسرة الفقيد وأسرة شباب القبائل رحم الله
الفقيد وأسكنه واسع جناته».

ولم يفوت رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي الفرصة حيث أكد بأنه تربطه علاقة صداقة وطيدة بالراحل الذي أعطى الكثير للجزائر ولشبيبة القبائل موضحا «حناشي رحمة الله عليه ساندنا خلال تواجدنا في مصر كان في كل مرة يزور اللاعبين في غرف تغيير الملابس ويحثهم على الفوز ويرفع من معنوياتهم حقيقة الراحل رجل محنك وجب علي دائما تذكر ما قدمه للكرة الجزائرية»
وتأثر عبد الكريم مدوار بعد سماعه خبر وفاة الرئيس السابق لشبيية القبائل محند شريف حناشي لم يتمالك رئيس الرابطة نفسه. وقال في تصريح للإذاعة بتأثر كبير قائلا «إنا لله وإنا إليه راجعون محند شريف حناشي عرفته في عالم المستديرة وزارني منذ ـشهر في مقر الرابطة وكنت مجبرا على توقيف اجتماع رسمي لاستقباله والترحاب به». وأضاف «إنه رئيس محترم هو جزء لا يتجزأ من كرة القدم الجزائرية هو عميد رؤساء الأندية الجزائرية» وتابع» ربي يرزق عائلته الصبر والسلوان إن شاء الله وعظم الله أجرهم كثيرا ما كنت أختلف معه رياضيا لكنه صاحب مبادئ أتذكر سنة 2004 حين أراد أن يخطف اللاعبين طهراوي وزاوي ورغم اختلافي معه لكنه كان يحب فريقه حتى النخاع والنتائج التي تحصل عليها دليل على ذلك وختم كلامه حناشي هو الذي أفرح الشعب الجزائري في الأوقات الصعبة وهو رئيس ليس ككل الرؤساء».


لاعبو «الخضر» يعددون مناقب الراحل
وجه لاعبو المنتخب الوطني لكرة القدم الذي كان متواجدا بزيمبابوي بخالص تعازيهم ومواساتهم لرحيل الرئيس السابق لفريق شبيبة القبائل محند شريف حناشي.
ونقل الموقع الرسمي للفاف تعازي كل من الحارس عز الدين دوخة الذي سبق له حمل ألوان «الكناري» في عهد الراحل وقال « تعازينا إلى عائلة المرحوم حناشي نيابة عن زملائي كان معروفا بحبه لفريق الكبير للجزائر وللنادي شرف له ولأسرته بأن يكون أكثر رئيس جزائري متوج بالألقاب رفقة ناديه».
من جهته، المدافع جمال بن العمري اللاعب السابق في صفوف الشبيبة، أضاف «تلقينا خبر وفاة حناشي في العاصمة الكاميرونية « ياوندي « قبل استكمالنا للرحلة إلى هاراري الجميع حزن من أجله لعبت أربع سنوات في فترة رئاسته للفريق انه عميد الرؤساء كان شخصا رائعا ولن أنسى أنه ساعدني كثيرا في مشواري رحمة الله عليه وجعله من أهل الجنة».
ونشر عطال تغريدة على صفحته الرسمية على «انستغرام مؤكدا أنه تأثر كثيرا بوفاة حناشي حيث قال « رئيس الشبيبة حناشي من أبرز الرؤساء والشخصيات الرياضية المرموقة لقد صنع تاريخا لاعبا ومسيرا في الفريق رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان».


إنجازات مع فريق القلب
اكتسب الرئيس السابق لشبيبة القبائل محند شريف حناشي الكثير من الإشادة والتقدير والاحترام من الجميع سواء فاعلين أومتابعين للشأن الرياضي الجزائري وبصرف النظر عن الخلافات التي تكون قد حدثت له مع بعض اللاعبين والمسيرين القدامى من الشبيبة أو مسيرين ورؤساء أندية أخرى إلا أن ذلك لم يمنع الجميع من التأكيد على مكانة الرجل ودوره الهام في رفع راية الكرة الجزائرية.
ساهم حناشي مساهمة فعّالة في تتويجات «الكناري» على الصعيدين المحلي والقاري والحضور النوعي في مختلف المنافسات التي جعلت شبيبة القبائل بمثابة أبرز الممثلين للكرة الجزائرية في المحافل الكروية بدليل تتويجها بكأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكأس عام 1995 والتتويج 3 مرات متتالية بكأس «الكاف».
كما عرفت فترة رئاسته للفريق بروز الشبيبة اللافت في منافسة رابطة أبطال إفريقيا إضافة إلى التتويجات العديدة بلقبي البطولة والكأس دون نسيان المرحلة التي كان فيها مسيرا آخرها التتويج بكأس إفريقيا للأندية البطلة في زامبيا عام 1990.
ويعد محند شريف حناشي من الرؤساء القلائل الذين يملكون ماضيا كرويا مهما ومزدوجا في المستطيل الأخضر بحكم أنه كان لاعبا بارزا في تشكيلة شبيبة القبائل خاصة في فترة السبعينيات وذلك موازاة مع ارتقائها إلى حظيرة الكبار حيث يجمع الكثير على صلابته في الدفاع وهو ما كشفت عنه عديد الصور والفيديوهات التي بثها التلفزيون العمومي في وقت سابق.
 ظهرت حنكته في مجال التسيير الى العيان من خلال الانجازات المحققة بدليل قيادة الشبيبة نحو التألق لسنوات طويلة وفي الوقت الذي أنهى حناشي مشواره الكروي مع نهاية السبعينيات وعمره لا يتجاوز 30 سنة فإن تركيزه كان منصبا على مواصلة خدمة الفريق في الشق الإداري.
 شغل حناشي منصب مسير خلال فترة الثمانينيات وكان من المساهمين الفاعلين في التتويج الإفريقي عام 1990 في الأراضي الزامبية على حساب نادي نكانا ريد ديفيس بركلات الترجيح بعدما انتهى لقاء الذهاب بفوز الشبيبة بهدف لصفر وانتهت مباراة العودة بفوز الزامبيين في ملعب لوزاكا بنفس النتيجة مثلما كان دوره بارزا منذ توليه رئاسة النادي عام 1993.
 خلال فترة توليه رئاسة الفريق التي دامت ربع القرن ساهم في عديد التتويجات المحلية والقارية وفي مقدمة ذلك إحراز لقب كأس الكؤوس الإفريقية عام 1990 بشكل أعاد هيبة الكرة الجزائرية على الصعيد القاري في فترة صعبة وحساسة دون نسيان الظفر بلقب كأس «الكاف» 3 مرات متتالية مع مطلع الألفية الحالية وفي السياق ذاته فقد تركت الشبيبة في فترة حناشي انطباعا طيبا في منافسة رابطة أبطال إفريقيا التي ضيعتها في عدة مناسبات لأسباب مختلفة ولعل أبرزها عام 2010 عندما خرج الفريق من نصف النهائي على يد مازمبي الكونغولي.
وعرفت جنازة الراحل محند شريف حناشي حضورا جماهيريا غفيرا ولولا الظروف الصحية التي تمر بها بلادنا جراء تفشي جائحة كورونا لكان الحضور قياسيا بالنظر الى المحبة الكبيرة التي يعرفها الراحل من طرف العديد من اطياف المجتمع الجزائري حيث يعد حناشي من الشخصيات الرياضية التي تحظى باحترام كبير من طرف الجميع.
حب الناس لحناشي جسدته معاني التضامن والتأثر الذي عرفته مختلف مواقع التواصل الاجتماعي حيث تصدر خبر وفاته «الترند» وكانت صورته الأكثر تداولا خلال اليوم الذي عرف وفاته حيث تفاعل الجميع مع الامر بحزن كبير وتاثر بالغ يعكس قيمة الرجل ومكانته في المجتمع.
تأثر وحسرة الكثير على وفاة حناشي يعكسها حالة «التصحر « التي تعرفها الكرة الجزائرية بعد ان فقدت حناشي حيث يصعب الآن العثور على رئيس فريق يحظى بنفس المكانة لدى الجميع والكل يتفق على حبه وعدم القدرة على نسيانه وهذا بحكم أنه كان رئيسا «نظيفا» عكس الكثير من رؤساء الأندية الذي لا تهمهم لا سمعتهم ولا سمعة فريقهم حيث اختفت لديهم المبادئ والأخلاق التي تحلى بها الراحل وجعلته ينال هذه المكانة.