طباعة هذه الصفحة

تفاوت ملحوظ في تطبيق البروتوكول الصحي

مؤسّسات عمومية ترفع درجة التأهب لمواجهة كورونا

زهراء - ب

رفعت هيئات ومؤسسات عمومية ومنظمات وطنية، درجة التأهب لمجابهة فيروس كورونا المستجد، بعد ارتفاع منحى الإصابات بشكل متسارع، يؤشّر على مدى خطورة تطور الوضع الوبائي بالنظر لتزامنه مع انتشار الانفلونزا الموسمية، ما بات ينذر بتسجيل أرقام قياسية أخرى للمرضى يمكن تجنبها عن طريق نشر الوعي ودفع المواطن للالتزام بتدابير البروتوكول الصحي، وقرار الحجر الصحي الجزئي.

يتّفق الجميع على أن «الوعي» يبقى أهم سلاح لمجابهة الأرقام الضخمة لعدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا، ما يستدعي تكثيف جهود مختلف الفاعلين في المجتمع من أطباء، مختصين نفسانيين، علماء اجتماع، أئمّة، وسائل الإعلام وجمعيات محلية ووطنية، لنشره عن طريق حوارات مباشرة مع المرضى وأهاليهم، وتنظيم حملات تحسيسية وتوعوية تستهدف مباشرة المواطن، في الشوارع، في المؤسسات، في المساجد وفي البيوت.
يفسّر الأطباء تزايد عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي بسبب تراخي المواطنين في تطبيق إجراءات الوقاية وتدابير الحماية أقلّها ارتداء الكمامة واحترام التباعد الإجتماعي، مقابل ارتفاع عدد الفيروسات في الهواء، ونقص مناعة الجسم في فترة الخريف بسبب الجو البارد وتغير النظام الغذائي.
ويصر العديد من المواطنين ضرب عرض الحائط توصيات وزارة الصحة واللجنة العلمية، وتعليمات الأطباء والمختصين، وهو ما يظهر جليا في الشوارع وفي وسائل النقل وحتى في أماكن العمل، حيث يرفض الكثير منهم ارتداء الكمامات أو الأقنعة الواقية، رغم أن منظمة الصحة العالمية وعدة بلدان أكدت نجاعة ارتدائها للتقليل من انتقال العدوى بنسبة كبيرة.
وبات ترامواي العاصمة وسيلة النقل الأكثر استعمالا بعد تقليص عدد الحافلات العاملة على عدة خطوط، يشهد يوميا حربا كلامية ومشادات بين أعوان الرقابة وزبائن «سيترام»، حيث يحرص الأعوان على ضمان تطبيق إجراءات الوقاية والتباعد الجسدي، ويرفض الزبائن خاصة الشباب على الامتثال للإجراءات المعمول بها، لينتهي الأمر بإنزالهم في أول محطة أو الاستنجاد بالشرطة لحسم الموقف وإنهاء الفوضى بالمكان.
والأخطر من هذا، عدم اقتناع بعض الفئات بمن فيهم الطبقة المثقفة بعدم وجود الفيروس أصلا ولم تتقبل الوضع القائم، مثلما حدث مع المحامية (ع.د)، أم لخمسة اولاد، حيث ظلّت تردّد أن المرض لا أساس له من الصحة، وأن الأمر مجرد «لعبة سياسية» إلى أن وقع زوجها ومن بعدها هي وأبناؤها ضحية تعنتهم وأصيبوا بالفيروس اللعين، وباتت تقلب كفيها ندما حينما نقلت العدوى لوالدتها المسنة والمصابة بمرض مزمن.
وتحذّر النقابة الوطنية للنفسانيين من خطر إخفاء الإصابة بالفيروس التاجي، وعدم التصريح بالمرض في حال ظهور أعراضه على أي شخص، لأن تقبل المرض يمهد الطريق لعلاجه، وإخفائه يوسع من رقعته انتشاره، وهو ما يجب وضع حد له لتفادي وقوع المزيد من الضحايا خاصة وسط أصحاب المرضى وكبار السن، الذين لا تسمح لهم مناعتهم بمجابهة وباء لم يعثر له لحد الآن عن دواء أو لقاح فعال.
وتضطلع وسائل الإعلام بدور مهم في نشر الوعي وسط المواطنين، باعتبارها الوسيلة الأكثر انتشار واستهدافا لعدد أكبر من الفئات، ولكن باعتماد خطاب واقعي سليم، خالٍ من المزايدات والمغالاة، يرتكز على أرقام حقيقية وتفسيرات مختصين ومسؤولين، ولا تفتح الباب لكل من هب ودب ليخوض في موضوع حسّاس، مرتبط بالأمن الصحي.
ويشكّل المسجد أو المؤسسة المسجدية منبرا هاما لنشر الوعي والتحسيس بمخاطر الفيروس التاجي، وأهمية الالتزام بإجراءات الوقاية، من باب حفظ النفس.
ووجّهت في هذا الإطار مديرية التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، تعليمة إلى مديري الشؤون الدينية والأوقاف، تطالبهم بالتنسيق مع السلطات المحلية لتنظيم خرجات ميدانية يقوم من خلالها الأئمة بنشر ثقافة الوقاية الصحية واحترام إجراءات التباعد الاجتماعي وتوزيع الأقنعة الواقية، وطالبتهم بالتركيز على موضوع وجوب حفظ النفس باحترام تدابير الوقاية الصحية والتباعد الجسدي في خطبة أمس الجمعة.