طباعة هذه الصفحة

رئيس مصلحة طب الأوبئة بمستشفى مصطفى باشا لـ «الشعب»:

فتح فضاءات أخرى للتكفل بمرضى كوفيد-19 غير كاف

صونيا طبة

 الاكتظاظ سببــه عدم التزام نصف الجزائريين بقواعد الوقاية

 استمـرار الاستهتــار سينتـج عنه سيناريــو كارثـي

أكد رئيس مصلحة طب الأوبئة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا البروفيسور نورالدين إسماعيل، أن فتح فضاءات أخرى داخل المستشفيات وخارجها للتكفل بمرضى كوفيد-19 أمر غير كاف، بسبب نقص عدد مستخدمي الصحة من أطباء وممرضين، مرجعا الاكتظاظ في المستشفيات في الأيام الأخيرة إلى عدم التزام أزيد من 50٪ من الجزائريين بإجراءات الوقاية اللازمة.
قال البروفيسور إسماعيل في تصريح خص به «الشعب»، إن المشكل لا يتعلق بعدم وجود أماكن في المستشفيات لاستقبال جميع مرضى كورونا، وإنما في نقص عدد الأطباء وشبه الطبيين، لأنهم مجندون للتكفل بالمرضى على مستوى المصالح الطبية المخصصة لعلاج حالات كوفيد-19 التي تتطلب عناية ورعاية جيدة على مستوى قاعات الإنعاش.
ويرى رئيس مصلحة طب الأوبئة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، أن التحكم في الوضعية الوبائية مرهون بالتزام 70٪ أو أكثر من الجزائريين بإجراءات الوقاية اللازمة، كارتداء الكمامة والتباعد الجسدي والتقيد بالنظافة اليومية، محذرا من استمرار التهاون والاستهتار، الأمر الذي سينتج عنه سيناريو كارثي في الأيام المقبلة، خاصة مع دخول موسم البرد.

لا يمكن إجبار الأطباء المتقاعدين على الالتحاق بالمستشفيات

أكد البروفيسور إسماعيل، أن الاستعانة بخدمات الأطباء والممرضين المتقاعدين أمر مهم ولكن لا يمكن إجبارهم على العمل التطوعي في المستشفيات، خاصة وأن أغلبيتهم من كبار السن ويعانون من أمراض مزمنة، ما قد يعرضهم إلى مخاطر صحية، مشيرا أن طلبة الطب يفتقدون الى الخبرة الميدانية التي تمكنهم من التكفل بمرضى كوفيد-19.
وبحسب محدثنا، فإن الطواقم الطبية وشبه الطبية ومختلف مستخدمي الصحة، يعيشون ضغطا كبيرا منذ بداية الجائحة. لكن مع تسجيل ارتفاع قياسي في عدد الاصابات اليومية، أصبحت المهمة أكثر صعوبة من السابق، خاصة وأنهم يشعرون بإرهاق شديد بسبب العمل المستمر دون توقف في سبيل التكفل بالمرضى وإنقاذ الأرواح، بالرغم من تعرض العديد منهم الى الاصابة بالفيروس.

الوضع الوبائي الخطير يتطلب تضافر جهود الجميع

قال البروفيسور إسماعيل، إن الوضع الوبائي خطير بعد تجاوز الإصابات عتبة 1000 حالة يوميا ويقتضي تضافر جهود الجميع أكثر من أي وقت سابق، لتجنب تفشي الفيروس ونقله إلى الفئات الهشة الأكثر عرضة للمضاعفات، على غرار المصابين بأمراض تنفسية مزمنة وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة، داعيا الشباب إلى تحمل المسؤولية والتقيد الصارم بإجراءات الوقاية وتطبيقها في كل مكان، باعتباره الحل الأمثل والوحيد للتقليل من عدد الإصابات اليومية وتخفيض الضغط والاكتظاظ على المستشفيات.
وكشف رئيس مصلحة طب الأوبئة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، أن أزيد من 50٪ من المواطنين لا يتقيدون بإجراءات الوقاية اللازمة، بالرغم من خطورة الوضع الوبائي الحالي، ما تسبب في اكتظاظ المستشفيات بالمصابين بفيروس كورونا، مشيرا إلى أن تسجيل انخفاض في عدد الحالات المؤكدة لا يعني زوال الفيروس والقضاء عليه وإنما الخطر يبقى قائما، بما أن الإصابات موجودة.

فيروس كورونا زاد نشاطه مع برودة الطقس

في رأي البروفيسور إسماعيل، فإن الفيروس زاد نشاطه مع برودة الطقس وانخفاض درجة الحرارة أقل من 20 درجة، فيصبح المواطنون أكثر عرضة للإصابة به وانتقاله من شخص إلى آخر مقارنة بموسم الحر الذي سجل انخفاضا في عدد الإصابات المسجلة يوميا، مشيرا إلى أن الوباء أخذ منحنى تصاعديا لعدة عوامل، من بينها العنصر المناخي وكذا الدخول الاجتماعي الذي سمح بزيادة التجمعات والاكتظاظ وتسبب في تفشي الوباء أكثر بعد أشهر من الغلق.
وأوضح في ذات السياق، قائلا: «التعايش مع الوضع الوبائي أمر حتمي لابد منه لتفادي الدخول في أزمة اقتصادية، لكن شريطة الالتزام بالتدابير الوقائية، لأن عدم احترمها والتقيد بها أرجعنا لنقطة الصفر بعد أشهر من العمل الجاد والمستمر من قبل الطاقم الطبي وشبه الطبي، زيادة على الإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات العمومية منذ بداية الجائحة».

الاختلاط بين كورونا والأنفلونزا الموسمية أمر وارد

من جهة أخرى، أشار رئيس مصلحة طب الأوبئة إلى أن حصيلة الإصابات اليومية المصرح بها من قبل اللجنة العلمية المكلفة برصد ومتابعة الوضع الوبائي، تعتمد على نتائج فحوصات «بي.سي.أر»، ولا تأخذ بعين الاعتبار تشخيص الفيروس باستخدام «جهاز سكانير»، لأنه غير دقيق في كشف طبيعة الفيروس ولكنه يساهم في تسريع العلاج في ظل.