طباعة هذه الصفحة

تستقبل أعدادا كبيرة من المواطنين

الأسواق الجوارية بؤر حقيقية بتيبازة

تيبازة: علي ملزي

لا تزال وسائل النقل والأعراس والفضاءات العمومية المفتوحة كالأسواق الجوارية والساحات العمومية تشكل خطرا محدقا على مساعي الحد من انتشار فيروس كورونا بمختلف بلديات تيبازة، وهي فضاءات تتخلى فيها شريحة هامة من المواطنين عن واجباتها المرتبطة بالتقيّد بأقصى درجات الوقاية من انتشار العدوى بين الأفراد.
بالرغم من إشارة قرارات الحجر الصحي الصادرة عن السلطات العليا الى منع التجمعات العائلية كالأعراس والمآتم، إلا أنّ العديد من العائلات لا تزال تقيم أفراحها سرّا بعيدا عن أعين المصالح الأمنية بحيث يلتزم العديد من الأفراد بالتقبيل والمصافحة أحيانا، ناهيك عن تناول الوجبات بصحن واحد الأمر الذي وقفنا عليه عن كثب نهاية الأسبوع الفارط بكل من فوكة والأرهاط..مع الإشارة الى أنّ ذلك يبقى مجرّد عينات ليس إلا، ولا تزال المآتم تستقطب المدعوين وغيرهم من منطلق صلة الرحم والحفاظ على التقاليد دون أيّ اعتبار للخطر الداهم الذي يشكله فيروس كورونا العائد للانتشار بقوة وعلى نطاق واسع منذ نهاية أكتوبر المنصرم.
ولا تختلف الأسواق الجوارية والساحات العمومية من جهتها عن اللقاءات العائلية من حيث تجاهل التدابير الوقائية الخاصة بكوفيد 19 كارتداء الأقنعة الواقية والتباعد الجسدي، بحيث تستقطب مختلف الأسواق والساحات أعدادا كبيرة من المتسوقين والفضوليين خلال فترات محددة يتجاهل خلالها المواطن لمجمل الإجراءات الوقائية مما يفتح المجال واسعا أما انتقال العدوى، بحيث لا تزال الساحات المركزية والأسواق الجوارية بكل من فوكة وبوسماعيل والقليعة وحجوط شاهدة على هذه الظواهر السلبية التي تساهم بفعالية في انتشار العدوى.
كما تشهد مواقف ومحطات النقل عبر إقليم الولاية توافدا لافتا للمسافرين بخلفية التنقل لغرض العمل أو التسوق مما يساهم في توسع رقعة انتقال العدوى، فيما يصبح التباعد الجسدي داخل وسائل النقل نفسها مفهوما لا معنى له على أرض الواقع ولاسيما حينما يتعلق الأمر بسيارات الأجرة التي يفضلها المسافرون عادة من منطلق ربح الوقت، الأمر الذي ساهم في بروز ظاهرة «كلاندستان» التي فرضت نفسها تماشيا ومقتضيات المرحلة، وتزداد هذه الظاهرة انتشارا خلال عطل نهايات الأسبوع تزامنا وفترة منع خدمات النقل الحضري عن طريق الحافلات.
وما يلفت الانتباه في هذه الظاهرة لجوء التجار والحرفيين الى نصب أحزمة إشهارية عند مداخل محلاتهم لإعلام الزبائن بمنع دخول غير الحاملين للأقنعة الواقية فيما لجأ آخرون الى نصب حواجز مادية عند المداخل لتجنب أيّ تسلّل لغير الحاملين للأقنعة الى داخل المحلات امتثالا لقرار الوزارة الأولى المتعلق بكيفية ممارسة النشاط التجاري في ظلّ انتشار فيروس كورونا، لتبقى بذلك المحلات التجارية فضاءات مستقبلة للجمهور تلتزم ولو نسبيا بمقتضيات الوقاية من الفيروس القاتل، إلا أنّ العديد من التجار الذين تحدثنا اليهم حول هذا الموضوع أشاروا صراحة الى أنّهم أضحوا مجبرين على تطبيق التعليمات المكتوبة والشفهية التي وردت إليهم من مصالح المراقبة التجارية ومصالح الأمن والمتعلقة بضرورة التجاوب مع مسعى كسر سلاسل انتشار فيروس كوفيد19، فيما تبقى المبادرات الفردية والجماعية للمساهمة في نشر ثقافة الوقاية محدودة نسبيا لأسباب تبقى مجهولة.