طباعة هذه الصفحة

مجلس الأمن يعتمد رسالة الرئيس غالي حول العدوان المغربي

الجيش الصحراوي يواصل استهداف الجدار العسكري بالكركرات

جلال بوطي

يتواصل الصّمت الأممي حيال التوتر القائم بين الجيش الصحراوي والمغربي على طول الجدار العسكري بالكركرات، الذي دخل اسبوعه الثالث، ويتواصل معه في نفس الوقت نضال الجالية الصحراوية بتنظيم مسيرات حاشدة في عواصم العالم. في حين اعتمد مجلس الأمن الدولي بشكل رسمي، رسالة الرئيس الصحراوي الى المجلس حول ظروف وخلفيات العدوان العسكري المغربي على منطقة الكركرات.

اعتمد مجلس الأمن الدولي بشكل رسمي، الرسالة التي بعث بها الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي الى رئيس مجلس الأمن الدولي، حول «ظروف وخلفيات العدوان العسكري المغربي على منطقة الكركرات في 13 نوفمبر من الشهر الجاري». وأكد الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي في رسالته الى مجلس الأمن الدولي، ان العملية العسكرية التي نفذها الجيش المغربي ضد المدنيين الصحراويين بمنطقة الكركرات «عمل عدواني وانتهاك صارخ لوقف إطلاق النار، والذي ينبغي على الأمم المتحدة ومجلس الأمن إدانته بأقوى عبارات الإدانة».
وأوضح الرئيس ابراهيم غالي، في رسالته، «أن قوات الجيش الصحراوي ردّت على هذا العدوان، من خلال الاشتباك مع القوات المغربية دفاعاً عن النفس وحماية المدنيين. ودعا الأمم المتحدة إلى التدخل العاجل لوضع حدّ للعدوان المغربي المبيّت والذي يرمي الى نسف الجهود الرامية إلى نزع فتيل التوتر بمنطقة الكركرات.
وعلى ضوء ما سلف ذكره، أكّد الرئيس الصحراوي، أن» دولة الاحتلال المغربي، قد قوّضت- من خلال هذه العملية العسكرية - بشكل خطير ليس فقط وقف إطلاق النار والاتفاقات العسكرية ذات الصلة، ولكن أيضا أي فرصة للتوصل إلى حل سلمي ودائم لمسألة إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية.
لا مبرّر للصمت الأممي
من جهته قال ممثل جبهة البوليساريو بالسويد والنرويج حدي الكنتاوي لـ «الشعب»، أن صمت الإمم المتحدة يعود الى ازدواجيتها في التعامل مع القضية الصحراوية وهو نهج ليس غريبا، بالنظر للدور الذي باتت تقوم به مؤخرا في الصحراء الغربية، لاسيما بعثة تنظيم استفتاء تقرير المصير «المينورسو» التي كانت شاهدة على العملية العسكرية التي قام بها المغرب في ثغرة الكركرات في 13 نوفمبر الجاري.
وأوضح الدبلوماسي، أن الجيش الصحراوي يتعزز يوميا بترسانة بشرية في إطار التحضير، وإعادة الهيكلة الفعلية لكل السيناريوهات المحتملة بعد انطلاقة الحرب فعليا، قائلا «إنه واهم من يعتقد تراجع الصحراويين عن إرادتهم في تحرير كامل الأرض، لأنها فرصة ثمينة أعطيت لهم ولا يمكن التفريط فيها نهائيا»، وتلك هي قناعة كل صحراوي في المخيمات او المناطق المحتلة او في الشتات.
مسيرات حاشدة
بالمقابل تحشد الجالية الصحراوية في العالم التأييد الشعبي، وتسعى الى تكسير الصمت الأممي حيال التوتر القائم. وفي هذا الصدد نددت الجالية الصحراوية بألمانيا، خلال مظاهرة ببرلين، بالعدوان العسكري المغربي على المدنيين الصحراويين السلميين بالمنطقة العازلة بالكركرات، مؤكدة تأييدها المطلق للقرارات التي اتخذتها السلطات، ردا على الخرق المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقد أجمع المتدخلون خلال هذه المظاهرة، على تأييد القرارات التي اتخذتها السلطات الصحراوية بخصوص هذا العدوان العسكري والرد الحازم لمقاتلي الجيش الصحراوي دفاعا عن النفس وحماية لمواطنيها من الهجوم الهمجي الغادر. وأعربت الجالية الصحراوية عن «تضامنها المطلق» مع مقاتلي جيش التحرير الشعبي في جبهات القتال.
تضامن سويسري
نظمت الهيئات المنضوية في حركة التضامن السويسرية مع الشعب الصحراوي، مظاهرة بساحة الأمم المتحدة بجنيف لتجديد الدعم للقضية الصحراوية والممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، جبهة البوليساريو في الكفاح الشرعي الذي تخوضه من أجل انتزاع حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وشهدت المظاهرة مداخلات هامة من قبل ممثلين عن أحزاب سياسية ونواب بالبرلمان إلى جانب منظمات غير حكومية سويسرية، جددت في مجملها التأكيد على موقفها الداعم للشعب الصحراوي، ومطالبة الأمم المتحدة العمل الجاد من أجل تمكين الصحراويين من حقوقهم الأساسية، على النحو المنصوص عليه في قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة.

تنديد بالخرق المغربي

من جهته جدد «اتحاد الشباب الديمقراطي» الهندي موقفه الثابت والداعم لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، مؤكدا أن الخرق العسكري الأخير لوقف إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال المغربي في منطقة الكركرات يمثل «آخر محاولة إمبريالية لتقويض حرية الشعب الصحراوي».
وبساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية باريس، إحتشد عدد كبير من أفراد الجالية الصحراوية المقيمة بفرنسا، بمعية المتضامنين مع القضية الصحراوية، للتظاهر من أجل إسماع صوت الشعب الصحراوي والمرافعة عن كفاحه ونضاله ضد همجية الإحتلال المغربي وأعوانه. وشارك في التظاهرة ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا محمد سيداتي، وممثلون عن جمعيات الجالية الصحراوية بفرنسا وشخصيات سياسية ونقابية فرنسية.
إعتداء على المناضل سالم التامك
وفي المناطق المحتلة، اعتدت قوات الإحتلال المغربي، ليلة السبت، على المناضل الصحراوي علي السالم التامك في منزله بمدينة العيون المحتلة، ما أسفر عن إصابة المناضلة جميلة الحسين المجاهيد على مستوى اليد. وأوضح التامك، أن عائلته قامت بتنظيم «حفل أسري صغير تخللته بعض الأغاني الصحراوية الثورية، قبل أن تقوم قوات الاحتلال المغربي في حدود التاسعة والنصف ليلا برشق المنزل بالحجارة، وانهالوا بالسب والشتم على النساء الموجودات في المنزل». ولفت الى أن «الهجوم تسبب في إصابة المناضلة الصحراوية، جميلة الحسين المجاهيد على مستوى اليد اليمنى».