طباعة هذه الصفحة

الإرهاب يكثّف جرائمه في الساحل

«بوكو حرام « تذبح 110 مزارع في نيجيريا

أكد وزير الدفاع النيجري، إيسوفو كاتامبي، أمام البرلمان في نيامي، على ضرورة مضاعفة عدد جنود جيش النيجر، الذي يُقاتل الجماعات الارهابية منذ سنوات، من 25 ألف عنصر في الوقت الحالي إلى «خمسين ألفا على الأقل» خلال السنوات الخمس المقبلة.

قال كاتامبي خلال جلسة مخصصة لتبني قانون يهدف إلى تحسين ظروف معيشة القوات المسلحة وعملها، إن «الجيش يتطلب على الأقل 50 إلى 100 أو 150 ألف عنصر، ونحن لدينا 25 ألفا فقط، لذلك أخذ رئيس الجمهورية تعهدا بأنه في غضون خمس سنوات يجب أن نُضاعف هذا الرقم. يجب أن يكون لدينا 50 ألف عنصر على الأقل في هذا الجيش».
وأوضح أن «قرار زيادة عدد أفراد الجيش إلى خمسين ألفا يدخل في إطار الحرب على الإرهاب، وهو كفاح طويل الأمد».
وأكد أن «الترتيبات جارية لتحقيق هذا الهدف»، مشيرا في هذا السياق إلى «مضاعفة عدد مراكز التدريب» العسكري في مناطق البلاد لتدريب المجندين الجدد، وإلى «زيادة عدد» المشرفين العسكريين و»إنشاء مدارس تدريب» للضباط وضباط الصف.
وتقع النيجر في منطقة الساحل الشاسعة حيث تنشط جماعات ارهابية تنفذ عمليات أودت بالألاف ودفعت مئات الالاف إلى الفرار من منازلهم.
 تركيز النيجر على الرفع من أعداد قواته لمواجهة المجموعات الارهابية التي تتجاوز قدراتها من الرجال والسلاح  مجموع جيوش المنطقة قاطبة، جاء بينما صعّدت جماعة بوكوحرام الارهابية النيجيرية عنفها ضدّ المدنيين، حيث قتلت قبل يومين 110 مزارع في قرية كوشوبي بشمال شرق نيجيريا، في حصيلة مرشحة للارتفاع، إذ لا تزال قوات الأمن تبحث عن عشرات المفقودين. وبحسب المنسق الإنساني للأمم المتحدة في نيجيريا فقد أتى الدمويون على دراجات نارية وهاجموا رجالا ونساء كانوا يعملون في حقول كوشوبي. ولم يشر بيان الأمم المتحدة إلى جماعة بوكو حرام الارهابية لكن الهجوم وقع في منطقة تنشط فيها هذه الجماعة الدموية بحسب متخصصين. وتزامن الهجوم الدموي مع يوم انتخابات ممثلين ومستشارين إقليميين للدوائر الـ27 في ولاية بورنو النيجيرية.
وقال المنسق الإنساني للأمم المتحدة في نيجيريا إدوارد كالون «بعيد ظهر 28 نوفمبر، وصل ارهابيون مدجّجون بالسلاح على دراجات نارية وشنوا هجوما عنيفا على رجال ونساء كانوا يعملون في حقول كوشوبي. قتل 110 مدنيين على الأقل بوحشية وأصيب عدد كبير آخر في هذا الهجوم».
كلهم ذبحوا
وقع الهجوم في حقل لزراعة الأرز على بعد نحو 10 كيلومترات من مايدوغوري، المدينة الرئيسية في ولاية بورنو. وقتل الشهر الماضي 22 مزارعا في حقولهم في منطقة غير بعيدة عن تلك المدينة.
وكان باباكورا كولو، القيادي في فصيل مسلّح مناهض للارهابيين، قال السبت «لقد عثرنا على 43 جثة، كلهم ذبحوا، وكان ستة جرحى يعانون من إصابات خطرة»، متهما جماعة بوكو حرام الارهابية «التي تنشط في المنطقة وغالبا ما تهاجم المزارعين».
وأكد بولاما بوكارتي، المحلل في معهد توني بلير، عبر تويتر أن الجماعة المرتبطة بتنظيم «الدولة الإسلامية» الارهابي تنشط في المنطقة حيث القرية المستهدفة في شكل أكبر.
إدانة واستنكار
وأدان الرئيس النيجيري محمد بخاري الهجوم وكتب على تويتر أن «قتل العمال الزراعيين مأسوي ومدان. لقد أعطت الحكومة ولا تزال كل الدعم الضروري للجيش ليبذل ما في وسعه لحماية سكان بلادنا وأرضنا».
وكتب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل «أشعر بصدمة كبيرة لهذا الهجوم الفظيع الجديد الذي استهدف مدنيين أبرياء في شمال شرق نيجيريا».
وكانت السلطات قد شجعت النازحين منذ عدّة أشهر على العودة إلى قراهم، مشيرة إلى صعوبة تقديم الرعاية وسط العجز المادي. ويعتمد النازحون الذين صاروا غير قادرين على الوصول إلى حقولهم على المساعدات الإنسانية بشكل شبه كامل.
ونتيجة لذلك، عاد عدد كبير من النازحين إلى قراهم التي دمرها العنف.
وتسبب الصراع المستمر منذ أكثر من 10 سنوات بأزمة إنسانية مأسوية، تفاقمت مؤخرا بسبب قلة المحاصيل والقيود المفروضة لمكافحة تفشي وباء كوفيد-19.
وعانى نحو 4,3 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في جوان 2020 خلال موسم القحط. وتتوقع الأمم المتحدة ارتفاع الرقم بنسبة 20% العام المقبل خلال الموسم نفسه.