طباعة هذه الصفحة

الصحراويون متمسّكون بالكفاح حتى تقرير المصير

الاحتـلال الإسرائيلـي والمغربي يعلنان تطبيع العلاقات

الأمم المتحدة مع الحل على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي

أصبح المغرب سادس دولة عربية تطبّع علاقاتها مع إسرائيل، بعد إعلان ترامب، أمس الأول، الأمر وتأكيد الرباط ذلك. الخطوة المغربية حظيت حتى الآن بترحيب ثلاث من الدول «المطبِّعة» علاقاتها مع الكيان الصهيوني والأنظار تتجه نحو دول عربية أخرى.
  أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، أن المغرب أصبح الدولة العربية الرابعة التي طبعت في 2020 علاقاتها مع إسرائيل. فبعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، يشكل المغرب اليوم الدولة الرابعة التي توافق بوساطة ترامب على إقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة العبرية، والدولة العربية السادسة. وكانت مصر أول دولة عربية وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل (عام 1979)، تلاها الأردن (عام 1994).

المطبِّعون يرحّبون

وقد سارعت ثلاث من هذه الدول حتى الآن إلى الترحيب بالخطوة المغربية، بالاضافة إلى سلطنة عُمان. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في تغريدة على موقع تويتر: «أثمّن هذه الخطوة الهامة باعتبارها تحقق مزيدا من الاستقرار والتعاون الإقليمي في منطقتنا».
الإمارات، التي كانت أول دولة عربية توقع اتفاق تطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل خلال العام الجاري بوساطة ترامب، رحبت بقرار المغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية والاتصالات مع إسرائيل.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في تغريدة على تويتر: «نرحب بإعلان الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب الشقيق على الصحراء المغربية، وبقرار الرباط استئناف الاتصالات والعلاقات الدبلوماسية مع دولة إسرائيل... خطوة سيادية تساهم في تعزيز سعينا المشترك نحو الاستقرار والازدهار والسلام العادل والدائم في المنطقة».
وفي البحرين ذكرت وكالة أنباء البحرين، أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، أشاد بقرار العاهل المغربي الملك محمد السادس بإقامة علاقات دبلوماسية واتصالات رسمية مع إسرائيل. كما ورحب البيان أيضا باعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.

الحكومة الصحراوية تستنكر

أكدت حكومة الجمهورية العربية الصحراوية وجبهة البوليساريو، أن الموقف المعلن عنه من طرف ترامب يشكل خرقا سافرا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ـ منظمات ومحاكم ـ ويعرقل جهود المجتمع الدولي الرامية لإيجاد حل سلمي للنزاع الدائر بين الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية.
 وأشارت حكومة الجمهورية العربية الصحراوية وجبهة البوليساريو، في بيان لهما، أن هذا الموقف يأتي في وقت نسف فيه المحتل المغربي وقف إطلاق النار بعدوانه السافر يوم 13 نوفمبر 2020.
واعتبرتا أن الموقف سالف الذكر يعتبر تعديا على الإتحاد الإفريقي وقانونه التأسيسي وقراراته التي كان آخرها قرار القمة الاستثنائية الرابعة عشرة حول إسكات البنادق، الذي أكد على ضرورة الحل العادل والسلمي بين الدولتين العضوين في الإتحاد الإفريقي.

أبي بشرايا: قرار ترامب لن يغيّر من واقع النزاع

نقلت الأنباء عن ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا قوله، إن «الجبهة تأسف لقرار واشنطن الاعتراف باحتلال المغرب للصحراء الغربية، لكن هذا القرار لن يغير موقف الجبهة»، بحسب قوله.
ووصف ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا، أبي بشرايا البشير، قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه «غريب لكنه ليس مفاجئا».
وأضاف، أن هذا القرار «لن يغير من واقع النزاع وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره»، مضيفا أن الجبهة ستواصل كفاحها.

آخر الاتفـاقـات التي يبرمها فريق ترامب

وكان ترامب، الذي يغادر البيت الأبيض في العشرين جانفي من العام القادم، قد أعلن أنه وقع، الخميس، إعلاناً يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
وقد يكون الاتفاق مع المغرب، آخر الاتفاقات التي يبرمها فريق ترامب بقيادة المستشار البارز للبيت الأبيض جاريد كوشنر والمبعوث الأمريكي أفي بيركوفيتش، قبل تسليم السلطة للإدارة المقبلة بقيادة الرئيس المنتخب بايدن.
وحاول فريق ترامب إقناع السعودية بتوقيع اتفاق لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، إنطلاقا من أن توقيع السعودية سيدفع دولا عربية أخرى لتحذو حذوها، لكن السعوديين أبدوا عدم استعدادهم للخطوة.

الأمم المتحدة: موقفنا لم يتغير

أكد الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الخميس، أن موقف أنطونيو غوتيريش لم يتغير حيال الصحراء الغربية.
وقال ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمره الصحافي اليومي، إن غوتيريش «يرى أنه لا يزال بالإمكان التوصل إلى حل على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي».