طباعة هذه الصفحة

غلام الله يشيد بـ «معجم ألفاظ الحياة العامة» ويؤكّد:

«لغتنا الدارجة أقرب العاميات إلى الفصحى نطقا واشتقاقا»

أسامة ـ إ

أشاد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، د - بوعبد الله غلام الله، بـ «معجم ألفاظ الحياة العامّة في الجزائر»، الذي أصدره المجلس الأعلى للغة العربية مؤخرا. وأشار غلام الله إلى أهمية المعجم الكبيرة في التعريف بلغة التخاطب (الدارجة) في المجتمع الجزائري. ويُنتظر أن يحتفي المجلس الأعلى للغة العربية بهذا المعجم، إلى جانب الجزء الأول من «الموسوعة الجزائرية»، وذلك بمناسبة 18 ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية.
أثنى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، د - بوعبد الله غلام الله، على المجهود الذي بذله المجلس الأعلى للغة العربية لإتمام وإصدار الجزء الأول من «معجم ألفاظ الحياة العامة في الجزائر». وقال غلام الله، في بيان نشرته صفحة التواصل الاجتماعي «أصدقاء المجلس الإسلامي الأعلى» الأسبوع المنصرم، إن المجلس الأعلى للغة العربية قد «أضاف وأثرى المجال الثقافي في الجزائر بإصدار جديد لم يسبق له مثيل في العالم العربي، إلا مرة واحدة في المملكة الأردنية الهاشمية»، ويقصد هنا معجما يحمل عنوانا مماثلا خاصا بالأردن، وذلك منذ ثلاثينيات القرن الماضي في مصر، حينما قام المفكر المصري د - أحمد أمين بإخراج كتاب حول اللغة العامية في مصر، يلاحظ غلام الله، مضيفا: «أما المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر فقد أخرج مشكورا الجزء الأول من «معجم ألفاظ الحياة العامة في الجزائر»، وهو معجم ذو أهمية كبيرة، للتعريف بلغة التخاطب في المجتمع الجزائري، أو ما يدعى باللغة العربية الدارجة».
واعتبر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن من يطلع على المعجم يجد أن هذه الدارجة هي «أقرب العاميات إلى الفصحى نطقا واشتقاقا، وإنما هي فصحى خالية من الإعراب»، كما أن المطلع عليه «يستنتج أن هذا السفر الضخم قد تطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا وعناء مضنيا واستقصاء متأنيا»، في إشارة إلى العمل المضني والجهد الذي يتطلبه إنجاز مثل هذه المعاجم، ولعلّ ما ساعد على ذلك «كفاءة المحررين ومنهجيتهم المضبوطة، وترتيب الكلمات ترتيبا معجميا يسهّل على القارئ أن يجد الكلمة المستعملة في مختلف المجالات بواسطة الحرف الأطول من حروفها»، يؤكد غلام الله.
وخلص رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إلى أن هذا الإصدار الجديد «عمل منظم وإضافة جليلة لعالم الثقافة في الجزائر»، متوجّها بالشكر إلى المجلس الأعلى للغة العربية على التفكير فيه كمشروع، وإلى الأساتذة من ذوي الاختصاص الذين «بذلوا جهدا معتبرا لإنجاز هذا المعجم ووضعه بين أيدي الباحثين»، لما في هذا العمل من تمكين للباحثين و»الشغوفين بلغتنا الجميلة من التعرف على مدى العمق والسعة اللذين تتميز بهما».
للإشارة، فإنّ «معجم ألفاظ الحياة العامة في الجزائر» قد تناول ميادين كثيرة من مجالات التواصل الاجتماعي، بلغت لحد الآن 39 مجالا، من المجالات العتيقة مثل البيت والأسرة، إلى المجالات الحديثة مثل الطاقة والصيرفة الإسلامية وغيرها.

إصدارات بالجملة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

 كان رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، البروفيسور صالح بلعيد، قد كشف شهر نوفمبر الماضي عن إصدار بالجزء الأول من «معجم ألفاظ الحياة العامة في الجزائر»، وكذا الانتهاء من إعداد «الموسوعة الجزائرية»، التي تناول الجزء الأول منها الأعلام، مشيرا إلى أنه سيتم الاحتفاء بهما في الثامن عشر من ديسمبر الجاري بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية. ووصف بلعيد حينها إنجاز الموسوعة بأنه «حلم تحقق، حيث تم وضع منصة مستفيدين من الموسوعات المنجزة بما فيها المعجم التاريخي للغة العربية».
وجاء هذا في خضمّ حديث بلعيد عن إصدار المجلدات الثمانية للمعجم التاريخي للغة العربية، الذي قال عنه إنه «حلم تم انتظاره مند سنة 1934، أي منذ أن بدأت المحاولات الأولى فيشر من 1937 إلى 1940، واستكمال حروف الألف والباء والجيم والدال، وغطى فقط العصر الأموي والعباسي، أي قرنين من الزمان، في أرضية أولية لهذا المعجم الذي أنجزه اتحاد المجامع اللغوية، بمعية ثلاث مؤسسات عربية من بينها مجمع اللغة العربية بالشارقة والمجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر»، مشيرا إلى أن «هذه المجلدات التي صدرت كنسخ تجريبية سنحتفي بها بالجزائر بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف 18 ديسمبر» من كل سنة.
وأوضح بلعيد أن المجمع التاريخي لألفاظ اللغة العربية يغطي 17 قرنا، من عصر الساميات إلى واقعنا الحالي، ويتناول جذور الكلمات «من خلال إبراز الكلمة والشواهد الدالة عليها والقائل الأول وفي أي عصر، وتعريفا شاملا للكلمة خلال العصور هذه»، مشيرا إلى أن «العصر العباسي والعصر الحديث أكثر العصور ثراءً للكلمات، على عكس عصري الساميات والجاهلي اللّذيْن عرفا قلة قليلة من الألفاظ والشواهد».