طباعة هذه الصفحة

تقي الدين بوسكين لـ «الشعب»:

نأمل في «نقل» أجود الأعمال الشابة إلى الخارج

أمينة جابالله

كان لانتماء والديه إلى الجاحظية دور كبير في صقل مواهبه رفقة الأديب الكبير الراحل الطاهر وطار، الذي أثنى عليه كقلم واعد، درس إلى جانب الأدب، الكيمياء الصناعية بجامعة باجي مختار ثم انتقل إلى جامعة غاليلي بباريس، وحاز على الكثير من الجوائز الوطنية والمحلية، أشهرها جائزة «علي معاشي».
للتعرف على شخصية الكاتب تقي الدين بوسكين أكثر، كان لنا معه هذا الحوار..


- الشعب: كيف تعرّف نفسك للقرّاء؟
 الكاتب تقي الدين بوسكين: ولد الكاتب تقي الدين بوسكين في 15 جوان 1985 في عائلة اشتهرت بالكتابة، فجده عبد القادر بورشاق كان مدرّسا للقرآن الكريم ووالدته الكاتبة والمفكرة عائشة بورشاق، صاحبة المؤلفات في «الأدب، اللغات والتاريخ»، بدأ مزاولة موهبته الإبداعية في سن الحادي عشر.

- كمشرف على تأسيس الكثير من الجمعيات والنوادي الأدبية،  ما الشيء الذي ينقص هذه الأخيرة للدفع بالمشهد الثقافي إلى الأمام؟
 إن غياب الخواص عن الاستثمار في هذا المجال أثّر كثيرا على الأداء والجودة، وأثقل كاهل الدولة التي تواجه ملفات كثيرة في آن واحد.
وهنا أرى أن تعديل القوانين المالية والجبائية أصبح أمرا لا مفر منه بصورة تجعل من نسب الاقتطاعات من ضرائب الشركات توجه مباشرة لدعم القطاع الثقافي، وكذا إشراك المبدعين في الحملات الدعائية لمنتوج هذه الشركات.

- هل استطاعت الكتابة أن تساهم في تشكيل الوعي العربي عموما؟
 كلّما التقيت بالمعجبين كلّما ازدادت نسبة مقروئية كتبي، وهذا يدل على أن ترجل المبدع من على صهوة أحاسيسه المرهفة وتلاقحه مع العامة يساهم بقوة في رفع نسب المقروئية. لذا كنت قد نصحت الكثير من المبدعين على هامش مهرجان النقابة بأن يتقربوا أكثر فأكثر من الجماهير، وأن يغادروا من حين لآخر القاعات المكيفة لتستمتع الجماهير التي دفع بها «النت» بعيدا بتواجدهم في الأزقة الضيقة التي تصنع الواقع.
وعن دور الكتابة في صناعة الوعي العربي، فأقول بأن الكتابة هي النقطة الأولى التي تنطلق منها الأعمال السينمائية التي ترسم مسار الشعوب.

- هل بإمكانك ذكر نموذج حقّق بفضل الإبداع الثقافي الصدارة؟ وما هو السبب في ذلك؟
 في دول كثيرة يتحول الإبداع إلى مورد مالي يدر على خزائن الدول أموالا باهظة. يمكن القول إن النموذج السينمائي التركي حقق الكثير من النجاحات، وهذا راجع إلى الاهتمام بالمبدع كنواة أولى ومنطلق أعماله الجيدة، وأظنه الأقرب إلى المبدع العربي كأنموذج يمكن الإقتداء به.

- ما هي أهم إصدارات تقي الدين؟
 رواية معادلات الحلم «ثلاثة أجزاء» ورواية «تواتر النضال» عن دار الهدى سنة 2010. وعن قصص الأطفال فقد تكفلت دار النقوش العربية بتونس بطبع سلسلتي القصصية الموجهة للأطفال بعنوان  «قصة وموعظة»، والتي حققت رواجا كبيرا في تونس. أما مؤخرا فقد تم طبع رواية «سوبار فوحا» المثقلة بالاشتباكات الاجتماعية والسياسية والأحاسيس المرهفة، والتي حملت ربما لأول مرة لمسة فنية عن تجربتي رفقة وزراء سابقين، وقد تم نشرها عبر موقعي  «الأمازون» وموقع «باي هيب» والتسويق الإلكتروني ممتع حقا..

- وماذا عن المساهمات التي قمتم بها وساهمت في إثراء المشهد الأدبي؟
 قمنا بتأسيس مجموعة ثقافية عبر الفايسبوك تحت عنوان «الثقافة تجمعنا»، تعمل على مساعدة الكتاب الشباب في تحويل الكتب إلى تطبيقات إلكترونية وتقديم ورشات أدبية وفكرية، وكذا تجارب كتاب شباب غيّرت الكتابة حياتهم، وتمّ إدراج هذه الفقرة مؤخرا التي فتحت بدورها نقاشات رائعة بين  للمبدعين في شتى المجالات.  ونأمل في نقل أجود الأعمال الشابة خارج الجزائر لتتلاقح مع باقي الأعمال الجيدة.

- كلمة تريد أن تقدّمها للشباب المبدع وللجهات الوصية حول الاستثمار الثقافي؟
 أدعو المبدعين الشباب والشركاء في صناعة المشهد الثقافي على حد سواء إلى الجلوس على طاولة الإبداع والاستثمار لإنشاء توازن في السوق بين العرض والطلب دون المساس بالعملية الإبداعية.