طباعة هذه الصفحة

غياب مسبباتها يمنع حدوثها

انتشار موجة جديدة من الوباء مرتبط بالتراخي والتهاون

فتيحة كلواز

اللقاح لا يعني القضاء كليا على الوباء... ولا العودة إلى الحياة الطبيعية

 ربط عضو اللجنة الوطنية لمتابعة فيروس كورونا البروفيسور محمد بقاط بركاني، انتشار موجة ثالثة من الوباء، بالتراخي والتهاون في الالتزام بالإجراءات الوقائية، وكذا الاعتقاد بأن توفر اللقاح يعني القضاء الكلي على الوباء. لذلك شدد على ضرورة البقاء على نفس مستوى الحذر والالتزام الكلي بتوصيات المختصين، حتى لا يقع المواطن في فخ العودة إلى الحياة الطبيعية.
كشف عضو اللجنة الوطنية لمتابعة ورصد فيروس كورونا البروفيسور محمد بقاط بركاني، لدى نزوله ضيفا على «الشعب»، أن الجزائر لن تعرف موجة ثالثة من وباء كورونا، إلا إذا تراخى الجزائريون في احترام إجراءات الوقاية، كالتباعد الاجتماعي والغسل المستمر لليدين، وأخذ كل الاحتياطات اللازمة لتفادي الإصابة بالعدوى، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الاستقرار الذي تعرفه الوضعية الوبائية في الجزائر، بعد الانخفاض الكبير في عدد الإصابات الجديدة.
فقد لاحظ المختصون، أنه غالبا ما يكون هذا الاستقرار مصحوبا بتهاون واضح في الالتزام بالإجراءات الوقائية، خاصة التباعد الاجتماعي.
وأكد ضيف «الشعب»، أن توفر اللقاح لا يعني أبدا القضاء الكلي على الوباء ولا العودة الكلية إلى الحياة الطبيعية، لذلك لابد من ترك «أمل» اللقاح جانبا حتى لا يكون سببا في تدهور الوضعية الوبائية، إضافة إلى أن طلبية الجزائر منه بلغت 500 ألف جرعة، لكن لا يعني ذلك التحصل عليها كلها مرة واحدة بل على دفعات، الأولى منها ستكون 20 ألف جرعة، لذلك كان لابد من الحذر من أي تراخي قد يجرنا إلى موجة ثالثة من الوباء.

خطوة عودة الرحلات الجوية الدولية لم تحن بعد

وأوضح بقاط، أن خطوة عودة الرحلات الجوية الدولية لم تحن بعد، لأن حدوث ذلك سيكون سببا إضافيا في الموجة الثالثة ودخول السلالة الجديدة المتحورة إلى الجزائر، خاصة تلك المتوجهة من وإلى البلدان التي تعرف انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا كوفيد-20، فعلى الجالية الجزائرية التي تحتج على غلق المجال الجوي أن تعي أن الوضع استثنائي، خاصة إذا أخذنا بالحسبان السبب الأول في انتشار كوفيد-19 الذي دخل الجزائر عن طريق امرأة مغتربة في فرنسا، ليتوطن بعد ذلك وينتشر في مختلف مناطق الوطن.
فبريطانيا اليوم، تسجل 60 ألف إصابة جديدة في اليوم الواحد، وحتى وإن قام المسافر باختبار «بي.سي.ار»، الحقيقة العلمية تؤكد أن نتيجته ليست حقيقية 100 بالمائة، لذلك كان الحذر والعودة التدريجية أو التعايش مع الوباء أهم عاملين لتفادي الأسوإ.
وأكد أن هذا لا ينفي حق الجالية الجزائرية المتواجدة بالخارج في زيارة أهلها، لكن الأهم والأولوية اليوم المحافظة على صحة المواطنين داخل أرض الوطن، مستثنيا في الوقت نفسه العالقين في دول أخرى بسبب الأزمة الصحية التي مست كل دول العالم.
وذكّر بقاط أن الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الجزائر عند ظهور الحالات الأولى من كوفيد-19، شهر مارس الفارط، كوقف الرحلات الجوية، غلق الحدود ومنع النقل ما بين الولايات، حمى الجزائر من الكارثة. فالعزل كان سببا مباشرا في عدم تفاقم الوضع وخروجه عن السيطرة، لذلك كان الالتزام بكل ما يوصي به الأطباء والخبراء أنجع طريقة للتعايش مع الوباء.