طباعة هذه الصفحة

البروفيسور في علم الاجتماع السياسي، محمد طيبي:

الجزائر تستعد لاستحقاقات يصنع المواطن فيها التغيير

حياة كبياش

يعتبر المختص في علم الاجتماع السياسي البروفيسور محمد طايبي، المحطة القادمة منعرجا في غاية الأهمية، لأنه سيلحّم الدولة بانتخابات ديمقراطية نزيهة، مؤكدا ان الفعل الانتخابي الصادق كفيل بإعادة ثقة المواطن في الدولة ويساهم في تجديد المؤسسات السياسية والانتقال إلى دولة المشروعية.
قال طايبي في سياق تحليله للوضع السياسي الاجتماعي، إن الجزائر تستعد لاستحقاقات، يراد فيها أن يكون المواطن صانع التغيير. وذكر في حديثه لـ «الشعب»، أن «الانتخابات تعد في كل الدول محكا جديدا، في ما يسمى بتجديد مفهوم الدولة والسلطة، من رهانات الانتخابات، وكيف تجري، ومدى مصداقيتها، وكيف تعيد صياغة العلاقة بين المواطن والدولة؟.
كل الجغرافيا السياسية ـ يضيف طايبي ـ نضع ونؤسس عليها الانتخابات، على اعتبار أن الأخيرة محك هندسة الدولة وظهور السلطة السياسية.
وبرأيه لم تعد الاستحقاقات عملية إجرائية روتينية، بل تحولت إلى مسألة في غاية الأهمية في الأمن القومي للبلدان، ويعتقد أنها عملية في غاية التعقيد.
هذا التعقيد ـ يوضح ـ يجعل الاهتمام بها اهتماما مسؤولا، من حيث احترام صوت المواطن، ومن حيث السلوك الانتخابي، وكذا من حيث احترام قانون الانتخابات، وهذا ليسود الرضا على الانتخابات، ما يعطي للدولة وجهها وقيمتها في المشهد الانتخابي.

الانتخابات تضمن الانتقال إلى دولة المشروعية

ينطلق طايبي في قراءته من مسألة الانتخابات وأهميتها في هندسة الدول، من تجارب لا تجري فيها الانتخابات بصفة مقنعة، وينتج عن ذلك «دول منبوذة»، ويقول إنها جزء وعامل في تجديد المؤسسات السياسية والانتقال إلى دولة المشروعية، وكل ما يتعلق بفعل الدولة الذي لا يمكن أن يكون شرعيا إلا بمصداقية الفعل الانتخابي الوطني.
ويعتقد أستاذ علم الاجتماع السياسي، أنه من هذا الباب تؤسس الديمقراطية، مشيرا ان الأحزاب لا تشرّع وتشرعن للديمقراطية، بل الفعل الانتخابي الصادق. ويستشعر أن هناك حالة هشاشة في المستوى السياسي الحزبي والمدني، وعليه يجب الاعتماد على قانون الانتخابات، يجعلها بين أيدي المواطن، كما تمثل نوعا من المساهمة للطاقة الحكيمة وطاقات المجتمع المدني.
ويطرح بروفيسور علم الاجتماع السياسي الثقة والمصداقية كأساس مصداقية الفعل الانتخابي، الذي يصاحبه أخلقة العمل السياسي، لأن الفوضى لا تضمن انتخابات نزيهة أبدا، كما عبّر عن قلقه من هشاشة الخطاب السياسي، الذي قد لا يقنع المواطن، خاصة وأن استحقاقات هامة قادمة.

صناعة وعي إنتخابي من أجل تقوية الدولة

ويركز المتحدث كثيرا على دور الإعلام العمومي والقيادات السياسية في البلاد. ويعتبر هذا الدور فاعلا في ترسيخ الانتخاب الديمقراطي بكيفية حضارية في الدولة الوطنية، غير أنه يرى ذلك صعب المنال الآن، إنما ليس مستحيلا.
وحينما يقرر رئيس الجمهورية موعد الانتخابات التشريعية والمحلية، «يجب الاعتماد على الطاقات الفكرية والسياسية التي تتكفل بصناعة وعي انتخابي، من أجل تقوية دولتنا وجعلها تتفاعل مع المواطنين، لصون أمن البلد والإبتعاد عن المشاريع المشبوهة».
وأكد طايبي، أن الشعب عنده رغبة في أن تكون له علاقة ثقة مع الدولة، «ويريدها كما يحلم بها وليس كما هي في بعض الأحيان». ولفت إلى أن الثقة تبنى بفكر مقنع وفاعلين عموميين، أصحاب أخلاق يحرصون على المصلحة العامة، والمسألة هنا كيف نقضي على الفساد، الرداءة والعصبية المذهبية».
ويرى طايبي، أن المحطة القادمة منعرج في غاية الأهمية، لأنها «ستلحّم الدولة بانتخابات ديمقراطية نزيهة، لأن غايتها تقوية مفهوم المواطنة وترسيخ مسؤولية المواطن».