طباعة هذه الصفحة

بطولة العالم لكرة اليد ـ مصر 2021

المنتخب الوطني يفتتح مشواره بمواجهة المغرب اليوم

عمار حميسي

 انطلاق المنافسة وسط إجراءات صحية مشدّدة

انطلقت بطولة العالم لكرة اليد بمصر، أمس، بمشاركة 32 منتخبا منهم المنتخب الوطني الساعي إلى الظهور بوجه مشرّف رغم الصعوبات التي واجهها خلال عملية التحضير، إلا أن التواجد في هذا المحفل الكبير يعد مكسبا كبيرا لكرة اليد الجزائرية التي تسعى للعودة من جديد إلى الواجهة من بوابة «الفراعنة» وإعادة سيناريو «الخضر» الذين تألقوا في «كان» مصر واستطاعوا تحقيق اللقب القاري.
تحتضن مصر بطولة العالم لكرة اليد التي إنطلقت أمس في أجواء خاصة بسبب تداعيات فيروس كورونا، حيث سطّرت اللجنة المنظمة برنامجا صحيا خاصا لضمان صحة الوفود المشاركة بالنظر إلى خطورة الوباء ولتفادي تأثيره السلبي على السير الحسن للدورة، إلا أن الحكم على الجانب التنظيمي يعد أمرا سابقا لأوانه.
تمتلك مصر مؤهلات كبيرة ونجاحات سابقة في تنظيم أحداث مماثلة وهو ما سيساهم في إنجاح الدورة الحالية في ظلّ تواجد كل المنتخبات الكبيرة والعديد من المنتخبات التي تطورت كثيرا من الناحية الفنية، وهو الأمر الذي سيزيد من الإثارة والتشويق خلال المباريات.
تعرف البطولة الحالية مشاركة الكثير من المنتخبات القوية التي تسعى لنيل اللقب وخلافة الدانمارك فيما يسعى هذا الأخير للحفاظ على لقبه رغم أن المأمورية لن تكون بالسهولة المتوقعة بالنظر إلى تطور مستوى العديد من المنتخبات التي أصبحت تضع التتويج باللقب العالمي ضمن أهدافها.

 بداية المنافسة بانتصار هدف المنتخب الوطني

يفتتح المنتخب الوطني اليوم مشواره في بطولة العالم من خلال مواجهة نظيره المغربي في مواجهة يسعى من خلالها أشبال المدرب ألان بورت الى تحقيق أول إنتصار لهم في البطولة ودخول المنافسة بقوة لتسهيل المأمورية خلال المباريات المتبقية، خاصة أن تحقيق نتيجة سلبية في المباراة الأولى سيكون له إنعكاس سلبي على اللاعبين.
من الناحية الفنية مستوى المنتخب المغربي تطور كثيرا لكن الفوز عليه يبقى أمرا في المتناول في حال كان المنتخب الوطني في يومه، علما أن أشبال ألان بورت كان لهم في أكثر من مرة فرصة مواجهة منتخب المغرب والفوز عليه.
العامل السلبي الوحيد الذي قد يعيق أداء زملاء بركوس هو نقص التحضير، حيث كانت التحضيرات متذبذبة بسبب تداعيات فيروس كورونا كما أنها إنطلقت بصفة متأخرة في حين أن منتخبات أخرى كانت قد قطعت أشواطا كبيرة في عملية التحضير للمشاركة في المونديال.
أجرى المنتخب الوطني تربصا في عنابة، حيث ركز الجهاز الفني في هذا التربص على الجانب البدني بما أن معظم اللاعبين كانوا بعيدين عن المنافسة وهو ما أثر على مستواهم البدني والفني لهذا تمّ التركيز في البداية على الجانب البدني قبل الإنتقال إلى الجانب الفني فيما بعد.
شارك المنتخب الوطني في دورة دولية ببولونيا، حيث لعب مع بعض المنتخبات القوية ومن الناحية الفنية خسر أشبال ألان بورت في كل المباريات، إلا أن المكاسب كانت كبيرة من ناحية الاحتكاك وتحضير اللاعبين بدنيا وفنيا لبطولة العالم واللعب أمام منتخبات كبيرة يمنحهم فكرة عما ينتظرهم في القاهرة.
وفرت الإتحادية كافة الظروف الملائمة لإنجاح عملية التحضير إلا أن هناك العديد من العوامل التي كانت خارج إرادتها مثل إلغاء تربص البحرين بسبب عدم توفر النقل الجوي من الجزائر إلى البحرين بالنظر إلى الإنعكاسات السلبية لفيروس كورونا على النقل الجوي وهو ما جعل المنتخب يكتفي بتربص بولونيا فقط.

 بروتوكول صحي صارم لكل المنتخبات

وضعت لجنة التنظيم إجراءات صحية صارمة دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد وصول أول منتخب إلى مصر وهو منتخب اليابان، حيث تمّ تخصيص فنادق معينة لكل البعثات وحتى داخل الفنادق هناك إجراءات صحية صارمة الهدف، الأول منها هو حماية اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية للمنتخبات المشاركة من خطر الإصابة بفيروس كورونا.
المنتخبات المشاركة ستخضع إلى مسحات للكشف عن فيروس كورونا بصفة دورية وفي حال إصابة أعضاء من أي بعثة وضعت اللجنة المنظمة تحت تصرف البعثات المشاركة أماكن عزل المصابين تتوفر على جميع المستلزمات التي تقلل من الضغط النفسي على المصاب.
كما سخّرت اللجنة المنظمة مجموعة كبيرة من الأطباء النفسانيين لمرافقة البعثات المشاركة من أجل التقليل من الضغط التي يحس به من يصاب بفيروس كورونا ويغيب عن المباريات خلال فترة بقائه في الأماكن المخصصة للعزل لتفادي إنتشار العدوى بين البعثات المشاركة وهو الأمر الذي سيساهم لا محالة في إنجاح الجانب التنظيمي للدورة.

 الدانمارك ،فرنسا وإسبانيا أبرز المرشحين للفوز باللقب العالمي

يتصدّر الثلاثي الدانمارك، فرنسا وإسبانيا إضافة إلى ألمانيا قائمة المرشحين للتتويج باللقب القاري بالنظر إلى الإمكانيات الفنية والبشرية التي يتوفرون عليها وهو ما يسمح لهم بالتواجد في المربع الذهبي على الأقل رغم أن عامل المفاجأة ممكن أن يحدث بالنظر إلى التطوّر الكبير الذي عرفته العديد من المنتخبات.
صاحب الأرض منتخب مصر يسعى إلى صنع المفاجأة وتأكيد قدرته على التواجد في أدوار متقدمة من البطولة بحكم أنه بطل إفريقيا ويستطيع المنافسة على المراتب الأولى رغم أن المختصين في كرة اليد المصرية أكدوا أن وصول منتخب مصر إلى ربع النهائي سيكون أمرا جيدا.
على مستوى القارة الافريقية تبقى الترشيحات تصب في صالح مصر وتونس اللذان تناوبا على التتويج باللقب القاري منذ سنة 1998 قبل أن يكسر المنتخب الوطني هذا التناوب بعد أن فاز باللقب في 2014 ليعود التناوب مرة أخرى بين مصر وتونس على التتويج باللقب القاري لغاية آخر دورة التي عرفت تتويج «الفراعنة».

 مباريات بدون جمهور ووسائل الإعلام

تجري مباريات كأس العالم بمصر بدون حضور الجمهور وأيضا في غياب وسائل الإعلام التي لن تكون حاضرة في القاعات المخصصة للمباريات وحتى في القاعات المخصصة للتدريبات وهذا تطبيقا للبروتوكول الصحي الذي وضعته اللجنة المنظمة حيز التطبيق تفاديا لانتشار فيروس كورونا.
غياب وسائل الإعلام عن المباريات عوضته اللجنة المنظمة من خلال بث المباريات على وسائل التواصل الاجتماعي ونفس الأمر يتعلّق بالندوات الصحفية وتصريحات اللاعبين بعد المباريات لضمان توفر الأخبار، وكل ما يتعلّق بالمنتخبات المشاركة في البطولة بما أن المعلومة يجب أن تكون متاحة للجميع.
الخسارة الكبرى لهذه البطولة هي غياب الجماهير عن المباريات حيث لن يتم السماح لأي أحد بحضور المباريات ما عدا المدعوين من الرسميين وممثلي الوفود المشاركة وهو الأمر الذي سيفقد البطولة الكثير من بريقها.
غياب الجمهور عن المباريات له اسبابه بسبب الانتشار الكبير الذي يعرفه فيروس كورونا في مصر بعد أن تجاوز عدد المصابين 1000 حالة يوميا وهو ما يستدعي القلق حول امكانية انتشار العدوى في حال تمّ السماح بدخول الجماهير الى القاعات لمتابعة المباريات، خاصة البلد المستضيف الذي سيفقد دعما معنويا كبيرا.