طباعة هذه الصفحة

الناطق باسم “كناس” ورئيس المنظمة الطلابية الحرة:

الدراسة الجامعية متواصلة بالرغم من الوضع الاستثنائي

فتيحة كلواز

التحاضر عن بعد.. كشف التأخر في الرقمنة

الماستر ليست مسابقة والدكتوراه منفذ إلى عالم الشغل

أكد ممثل نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي «كناس» الدكتور الشاذلي سعدودي ورئيس المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة فاتح سريبلي أن الدراسة الجامعية تجري في ظروف عادية في ظل الإجراءات الاستثنائية المرتبطة بالجائحة العالمية كوفيد-19، فرغم الاختلالات التي عرفتها خاصة في تطبيق تعليمة رئيس الجمهورية المتعلقة بالماستر والدكتوراه، اعتبرا الرقمنة أكبر تحدٍ ي تواجهه الجامعة الجزائرية للانتقال إلى الدروس التفاعلية عن طريق التحاضر عن بعد.

وصف ممثل نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي «كناس» عند نزوله ضيفا على «الشعب» الدراسة الجامعية بعد مرور حوالي شهر من انطلاقها بالعادية نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها الجزائر على غرار باقي دول العالم بسبب جائحة كوفيد-19، مقدما تقييما عرض فيه الظروف التي يجري فيها سير الدروس الجامعية حتى الآن، حيث اعتمدت الجامعة نظام الدفعات بعد وضع بروتوكول صحي خاص بالمؤسسات الجامعية.

باب التعليم عن بعد.. غير واضح

وقال سعدودي إن الوباء العالمي أبان عن تأخر الجزائر في اعتماد التعليم عن بعد، خاصة تقنيات التحاضر عن بعد كوسيلة تعليمية ناجعة مقارنة بالدول الأخرى، فالتوجه نحو الرقمنة يطرح من طرف الجميع كحتمية وخطوة ضرورية لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدا أن التعليم عن بعد كان مجرد كلام دون إجراءات عملية من قبل.
 في ذات السياق كشف ممثل «الكناس» أن وزارة التعليم العالي وضعت في قانونها التوجيهي الجديد الذي اعتبره نفسه مع إضافة باب للتعليم عن بعد، مشيرا إلى أنه غامض في انتظار مراسيم تنفيذية توضح ما جاء فيه، وصرح أن فيروس كورونا اعطى الجميع درسا قويا في ضرورة الانتقال الى الرقمنة لربط الطالب بالجامعة، مثمنا في الوقت نفسه الجهود التي بذلت لإبعاد شبح السنة البيضاء عن الموسم الجامعي السابق، مع مواصلة العمل لتحقيق موسم جامعي عادي في حدود المعقول هذه السنة.
ولاحظ المتحدث، أن التعليم عن بعد ليس مجرد تنزيل دروس  بنسخ مصورة «بي دي اف» على المنصات الكترونية لأنه موجود أصلا سابقا، فبإمكان أي طالب الولوج إلى المنصات الالكترونية للدكاترة والمنصات العلمية والمكتبات للاطلاع على الدروس والبحوث الجامعية وكذا للاستعانة بالمصادر والمراجع.
وثمّن في نفس الوقت تحميل الأستاذ الجامعي مسؤولية الدروس والمادة العلمية التي يقدمها وينشرها على المنصة الالكترونية، لكن من جهة أخرى طالبت «الكناس» في ذات السياق الوزارة الوصية بتوفير استوديوهات على مستوى الجامعات من اجل إعطاء الطالب دروسا تفاعلية عن طريق تقنية التحاضر عن بعد.
وكشف ضيف «الشعب» ان استاذ الجامعة يعاني مشكلا تقنيا لعدم توفير الجامعات استديوهات وقاعات تمكّنه من التواصل مع الطلبة، مع الأخذ بعين الاعتبار مشكل تدفق الانترنيت خاصة في مناطق الظل تلك التي تعاني غياب الربط بشبكة الكهرباء والغاز فما بالك بالأنترنيت، وهنا تساءل عن سبب عدم امضاء الوزارة الوصية اتفاقية مع شركة اتصالات الجزائر تتعلق بتخفيض سعر خدمات الانترنيت للطلبة والأساتذة خارج المؤسسة الجامعية.

التسيير الذاتي للارتقاء بالبحث العلمي

تساءل المتحدث عن إمكانية تكفّل ديوان المطبوعات الجامعية بنشر وبيع مطبوعات الدروس للطلبة بثمن رمزي خارج المؤسسة الجامعية، مطالبا في هذا الصدد بضرورة مراجعة قانون الصفقات بالنسبة للجامعة، لأن العملية ستدر دخلا للجامعة والأستاذ ولو بنسبة قليلة، معتبرا الخطوة مهمة لتحّقق الجامعة استقلاليتها بالتوجه نحو التسيير الذاتي.
وفي هذا الصدد، ذكّر بما دعا اليه رئيس الجمهورية حول هذا الامر في اجتماع مجلس الوزراء الأخير، موضحا أنها خطوة ضرورية للارتقاء بالبحث العلمي، لأن الأستاذ عندما يقدم البحث او مطبوعات الدروس ويعلم انها ستخرج على شكل كتاب يباع خارج اسوار المؤسسة الجامعية، سيجتهد ويعمل عملا جيّدا، ما يجعله يتجاوز النظرة السائدة في كونها مجرد ورقة يقدمها للترقية.
وأوضح ممثل نقابة «الكناس» حول ما طرح حول الماستر والدكتوراه أنه في العالم كله ليس هناك مسابقة بدون شروط، لكن من الضروري الأخذ بعين الاعتبار إمكانية تجاوز الشروط المجحفة وتلك التي يمكن الاستغناء عنها، مشيرا الى ان توجيهات رئيس الجمهورية لم تفهم جيّدا، لأن الوضع الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر فرض تخفيف بعض شروط مسابقة الدكتوراه.
 وتساءل سعدودي في خضم النقاش عن قدرة الجامعة الجزائرية على استقبال العدد الهائل للطلبة وتنظيم مسابقة دكتوراه، موضحا ان العملية ستكون صعبة جدا فـ 500 ألف طالب مسجل في مسابقة الدكتوراه ليس بالعدد الهين، خاصة وأن الطالب يعتبر الدكتوراه المنفذ الوحيد لطموحاته في عالم الشغل، أما الماستر فليست مسابقة بل دراسة ملف، لكنه طرح في ذات السياق إشكالية اعادة النظر في نظام «ال ام دي» وطبيعة التكوين المقصود منه في الجامعة الجزائرية.

البعض لم يلتزم بتعليمة رئيس الجمهورية

اتفق رئيس المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة فاتح سريبلي مع ممثل نقابة المجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي في تقييمه لظروف استئناف الدراسة الجامعية، حيث وصفها بالعادية، لكنه كشف عدم تطبيق بعض المؤسسات الجامعية لتعليمة رئيس الجمهورية المتعلقة بالماستر التي جاءت نتيجة الوضع الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر بسبب جائحة كوفيد-19، حيث أمر بفتح الماستر للجميع لكن بعض المؤسسات الجامعات لم تطبق التعليمة في المقابل لم تطبق نهائيا ما ينص عليه نظام «أل أم دي».
وقدم سريبلي جامعة بوزريعة مثالا على ذلك فطلبة قسم اللغات لم يقبل من 800 طالب متخرّج سوى 100 طالب فقط، فبالنظر الى نظام «أل أم دي» الذي ينص على قبول 80 بالمائة من الطلبة النظاميين و20 بالمائة من الطلبة الخارجيين في طور الماستر، وتعليمة رئيس جمهورية تنصّ على قبول جميع المتخرجين، نجد إلا واحدة منهما كانت أساس انتقاء الطلبة المقبولين في الماستر، ما يطرح أكثر من سؤال حول الطريقة التي تم اعتمادها لاختيار الـ100 طالب، لذلك كان ـ حسبه ـ على الوزارة الوصية أخذ هذه الانشغالات بعين الاعتبار لأنها أدخلت الطالب في حيرة كبيرة.
واقترح المتحدث الاستعانة بمؤسسة جامعية أخرى، لتحقيق الأريحية، ان لم تتوفر مقاعد بيداغوجية في مؤسسة جامعية، اما ان كان الأمر متعلقا بنقص في المؤطرين والأساتذة فيمكن الاستعانة بالأساتذة او الدكاترة البطالين، مثمنا في الوقت نفسه التخلي عن الملحق الوصفي في المادة السابعة المتعلق بالدكتوراه، حيث وضعت تدابير جديدة لمسها طلبة الدكتوراه، مطالبا الوزارة الوصية بالوقوف عند قرار رئيس الجمهورية بفتح الدكتوراه لكل الطلبة، لأن المشكل الأعمق هو التوظيف.