طباعة هذه الصفحة

الجزائر وفّرت كل الإمكانيات لإنجاح العملية

لا خطر على الأشخاص الخاضعين للتلقيح

فتيحة كلواز

أوضح عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، البروفيسور رياض مهياوي، أن الجزائر دخلت آخر مرحلة لإطلاق عملية التلقيح ضد فيروس كورونا، مؤكدا أنها وفّرت كل الإمكانيات المادية والبشرية من أجل إنجاح هذه العملية، التي ستبدأ في أقرب وقت ممكن.

اعتبر البروفيسور رياض مهياوي، اللقاح الحل الوحيد للخروج من حالة الطوارئ الصحية التي يعيشها العالم نتيجة انتشار وباء كوفيد-19، خاصة في ظل غياب دواء ناجع ضد فيروس كورونا، فالمخابر العالمية عجزت عن صنع دواء شافي من المرض، لذلك سيكون اللقاح الوسيلة الوحيدة والأكثر فعالية في الحد من انتشار العدوى بين الأشخاص.
في السياق ذاته، كشف مهياوي أن أكثر من 98 مليون شخص في العالم أصيبوا بفيروس كوفيد-19، بالإضافة إلى أكثر من 2 مليون شخص توفوا بعد إصابتهم بهذا الوباء، مؤكدا أن الجائحة العالمية كانت سببا في كارثة إنسانية تسببت في انهيار المنظومة الصحية لكثير من الدول، حيث وجدت نفسها عاجزة أمامه لعدم قدرة مؤسساتها الاستشفائية على استيعاب عدد الإصابات الكبيرة التي سجلتها، دون نسيان التداعيات الاقتصادية والاجتماعية العنيفة للأزمة الصحية.
وأكّد عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، ضرورة العودة إلى الحياة الطبيعية ليسترجع العالم عافيته تدريجيا، حتى وان لم يتم القضاء على الوباء بصفة كاملة، لكن اللقاح هو أول خطوة لكسر سلسلة العدوى، خاصة وأن الدراسات والأبحاث أثبت أن نهاية فيروس كورونا ليست بالقريبة، لذلك كان التعايش أفضل الحلول المتوفرة إلى الآن.
وأشار مهياوي إلى أن الجزائر ومن خلال اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، انطلقت منذ فترة في دراسة كل اللقاحات التي بلغت المرحلة الثالثة أو التجارب السريرية، وكذا تلك المعتمدة وتملك تصريحا للتسويق من منظمة الصحة العالمية، مع وضع معايير محددة يتم على أساسها اختيار اللقاح الذي ستقتنيه الجزائر.
في هذا الصدد، قال البروفيسور مهياوي إنها تنحصر بصفة أساسية في النجاعة أو الفعالية، السلامة والأمن، وأن لا تكون له آثار جانبية خطيرة على الجسم، بعد التصنيف تم ترتيب اللقاحات فكان اللقاح الروسي «سبوتنيك» في المرتبة الأولى واللقاح الصيني في المرتبة الثانية، أما لقاح «أوكسفورد» المشترك بين السويد وانجلترا فجاء ثالثا.
وأوضح ضيف «منتدى الشعب» أنّ اللقاحات التي اختارتها الجزائر، لقاحات كلاسيكية معمول بها في العالم منذ سنوات، هي مركبة من فيروسات حية لكنها موهنة وغير نشطة تعمل على ترويض المناعة من خلال صنع أجسام مضادة تحمي الجسم من فيروس كورونا في حالة نشاط، في الوقت نفسه، أكد أن خبرة الجزائر مهمة وكبيرة في التلقيحات.
وكشف البروفيسور أنّ اللقاحات التي تم اختيارها ليست لها آثار جانبية، بالإضافة إلى امتلاكها نجاعة جيدة وتعطي مناعة للجسم ضد الفيروس، موضّحا أنّ عملية التلقيح ستتم على جرعتين الجرعة الأولى في اليوم الأول، والجرعة الثانية بعد ثلاثة أسابيع بعد الجرعة الأولى، حيث تم تجهيز أكثر من 8 آلاف مركز لانطلاق عملية التلقيح.
في الإطار نفسه، قال مهياوي إن الأولوية في التلقيح ستكون للأشخاص المسنين الذين يعانون أمراضا مزمنة لأنهم لا يتمتعون بمناعة قوية تحميهم من آثّ الجزائر دخلت المرحلة الأخيرة من التحضير لاقتناء اللقاح وبداية عملية التلقيح في أقرب وقت ممكن، مع تأكيده على أن العملية مؤمّنة بصفة كاملة سواء بتوفير الإمكانيات المادية، وكذا التأطير الطبي والشبه الطبي المشرف على العملية.