طباعة هذه الصفحة

سيفتح أفاقا لتطوير الأدب الموجه للقارئ الصغير

إشكالات أدب الأطفال ورهاناته في ملتقى بالطارف

باتنة: حمزة لموشي

سيكون، «أدب الأطفال، الإشكالات ورهانات العصر» موضوع ملتقى دولي تحتضنه جامعة الشاذلي بن جديد بولاية الطارف، يناقش خلاله مجموعة من الأساتذة والمختصين من داخل الوطن وخارجه، واقع هذا الأدب الموجه للطفل ورهاناته المستقبلية، لما لهذه الفئة في المجتمع من أهمية كبيرة حاضرا ومستقبلا، حسب ما أفادت به رئيسة الملتقى الدكتورة بريزة بهلول.
أكدت الدكتورة بهلول في تصريح لجريدة «الشعب»، أن هذه التظاهرة الأكاديمية الدولية، بادر بها مخبر التراث والدراسات اللسانية بالاشتراك والتعاون مع مخبر التراث الأدبي الجزائري الرسمي والهامشي لجامعة 20 اوت بسكيكدة وكذا جمعية صناعة الغد لولاية الطارف والمركز الإسلامي الثقافي فرع الطارف، بغية تحقيق عدة أهداف أبرزها، تسليط الضوء على أدب الطفل وكذا لفت الانتباه إلى وجوب انجاز الأبحاث النقدية في أدب الطفل، إضافة إلى فتح أفاق حول تطوير هذا الفن الأدبي الموجه للقارئ الصغير.
كما أكدت بهلول، ان الهدف أيضا من هذا الملتقى هو السعي لمحاورة هذا الأدب في الساحة العربية أولا لأن الدراسات حوله وكذا الملتقيات فيه قليلة جدا، وكذا محاولة الغوص في أهم القضايا المستجدة في أدب الطفل خاصة وأن العصر يحمل الكثير من التطورات التي تجعل طفل اليوم ليس طفل الأمس. وكشف مدى مواكبة أدب الطفل لهذه التطورات.
وأشارت بهلول إلى أن الملتقى سيناقش عدة محاور هامة على غرار قضايا ادب الطفل وإشكالاتها، خاصة ما تعلق بأطفال الاحتياجات الخاصة والتأهيل المعرفي في الإبداعات الموجهة لهم، إضافة إلى ثقافة العصر ورهانات أدب الطفل وأخيرا التحديات المستقبلية لأدب الطفل خاصة تحديات العولمة، والثقافة الإلكترونية ودورها في التأثير على هذا الأدب وسبل تطويره في ظل التقنيات المعاصرة كفضاءات التواصل الاجتماعي.
وبخصوص مساهمة مثل هذه الملتقيات في تفعيل المشهد الثقافي الوطني، فأكدت الدكتورة بهلول أن مما لا شكّ أن التظاهرات الأدبية والعلمية لها أُكْلَها في تطور الظاهرة المدروسة، بل قد تلقي الضوء على الكثير من الإشكالات في الساحة الوطنية والعربية، وتحاول تذليلها للوقوف بالعلوم، ودفعها لمواكبة سيرورة التقدم في العالم ككل.
وعن تسجيل عزوف في الكتابة لهذه الفئة المهمة من المجتمع، فأوضحت محدثتنا أنه وإلى زمن غير بعيد، كان يعتبر أي منتوج للصغار هو أقل مستوى من حيث الفنية والجودة من ذاك الذي يوجّه للكبار، وهذا راجع للنظرة الدونية لأدب الأطفال واستصغار الكتابة فيه لمجرد توجيهه لفئة لم يكتمل نضوجها الفكري والجسمي بعد. وعليه تحرج العديد من الكتاب لخوض غمار التأليف للطفل إلى غاية القرنين الماضيين، بعدما أن أدركنا أن الطفل كيان فكري مستقل وحر وليس تابعا للكبار تضيف الدكتورة بكلية الآداب واللغات بجامعة الطارف بهلول بريزة.
وترفض محدثتنا تحميل أي جهة او طرف لمسؤولية تغييب أو تأخر ظهور أدب الطفل أو الاهتمام به، إنما يعود ذلك – حسبها - للنظرة الخاطئة التي كان يحملها الفكر الإنساني قبلًا، وتوارثته الأجيال. باعتبار مرحلة الطفولة فترة «الرجل الصغير»، يعني هو صورة رجل مازال قيد التربية والتهيئة وتحت الوصاية، ومنه فكره تابع للراشدين، وعند تغيّر هذه النظرة والتسليم بأن الطفل كيان موجود حر مستقل فكرا ووجدانا له عالم خاص ولا يمثل إلا عالمه من هنا بدأ العالم يبحث له عن كل ملتزماته منها الأدب.
من جهته مدير مخبر التراث والدراسات اللسانية الدكتور حني عبد اللطيف، أكد لـ»الشعب»، أن هذه التظاهرة تندرج في إطار الخطط العلمية للمخبر وأهدافه ومشاريعه البحثية، حيث يتكون المخبر من 4 فرق بحث، تقوم بإنجاز دراسات وبحوث في حقلي الدراسات الأدبية المختصة بالتراث الادبي والشعبي والحقل الثاني في الدراسات اللغوية واللسانيات وما يتعلق بها من مناهج وابحاث.
والجدير بالذكر، أن المخبر يعد حاليا لملتقى دولي اخر حول «أبعاد الفكر الحضاري عند مالك بني نبي، والذي تشرف عليه وزارة الثقافة والفنون، وبمساهمة فعالية ونوعية لدار الثقافة لولاية الطارف، وذلك بمشاركة اكثر من 20 باحث من الجامعات الاجنبية على غرار إندونيسيا، قطر، تركيا، ليبيا، مصر، العراق الأردن.
ونشير في الاخير أن جامعة الشاذلي بن جديد، تعتبر من بين أكثر الجامعات على المستوى الوطني، نشاطا في مجال البحث العلمي والدراسات في مختلف التخصصات، حيث تحرص كلياتها سنويا على عقد الملتقيات الوطنية والدولية لتحريك عجلة البحث العلمي وتفعيلها وربط الجامعة بمحيطها الخارجي والانفتاح عليه.