طباعة هذه الصفحة

المدير الـعام للتلفزيون، أحمد بن صبان:

تحديـات كبيرة تنتظـر التلفزيـون الجزائـري

سارة بوسنة

 الانتقـال إلى مستوى البـث عــــالي الجـودة أولويــة

قال المدير العام لمؤسسة التلفزيون الجزائري أحمد بن صبان، إن مؤسسة التلفزيون العمومي أحرزت خطوات متقدّمة في الفضاء الإعلامي الوطني، مؤكدا أن التحديات ماتزال كثيرة لتحسين وتطوير الأداء المهني والتقني، خاصة فيما تعلق بنقل بث جميع القنوات بتقنية البث عالي الجودة.
قال بن صبان خلال حلوله، أمس، ضيفا على جريدة ‘’الشعب’’، إن التلفزيون الجزائري عرف منذ تأسيسه تحولات كبيرة نتيجة تأثير الشق السياسي، حيث كان له دور في أداء التلفزيون وعلى أداء المهنة بشكل عام.
وأوضح أن المنظومة السياسية السابقة تبنت الأحادية ووصلت إلى حد إنشاء إعلام بديل، من خلال منابر غير حكومية تؤدي ذات الغرض تقريبا، وبالتالي وجود البديل المناسب للإعلام الرسمي على المستوى المقروء أو المرئي، ضاعف إهماله طالما أن وجوده كعدمه.
اعتبر بن صبان أن أقوى ما يميز الإعلام العمومي الذي يبني عليه دائرة شبكاته البرامجية المعلومة الرسمية، ومع التطورات الأخيرة سحبت ورقة الإعلام المؤسساتي من الساحة واستوجب علينا تغيير آليات العمل، مؤكدا أن الانطلاقة لابد ان تكون بتغيير القوانين المؤسِّسة للتلفزيون الجزائري.
وأضاف، أن المؤسسات الرسمية أو العمومية مرت ولازالت تمر بظروف صعبة للغاية لمحاولة اللحاق بالتطور الدولي في وسائل الإعلام والاتصال، لأنها منشغلة بمشكلات مالية وإدارية، حتى انصرف المجتمع لمنابر حديثة وإلكترونية ووسائل تواصل اجتماعي لا تحكمها أي قواعد.
ولمواكبة هذا التغيير يقول الضيف: «أوليت أهمية كبيرة لوسائل التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني، الذي أخذ مكانة ضمن المشهد العام، وأصبحنا في فترة قصيرة مصدرا من مصادر المعلومة الموثوقة، ولم نعد في زمن الصفحات المروّجة للقنوات، بل كل موقع إلكتروني هو قناة بحد ذاته، ولا يمكن أن نتأخر عن هذا الركب، وسنطلق قريبا موقعنا باللغة الإنجليزية.
وذكّر بن صبان بالظروف الصعبة التي وجد عليها مؤسسة التلفزيون الجزائري قائلا، إن المؤسسة عرفت مشاكل مالية، نتيجة تراكم الديون والتي كانت موزعة ما بين شركات إنتاج خواص ومابين مؤسسات إدارية وديون خاصة برابطة كرة القدم والفيدرالية الجزائرية، فكان من الواجب -بحسبه - التشبث بكافة الحلول التي من شأنها إخراج المؤسسة من الأزمة، بدءاً باتباع سياسة ترشيد النفقات والبحث عن مصادر تمويل جديدة.
إضافة إلى المشاكل المالية، مر التلفزيون العمومي بمشاكل تنظيمية جراء إطلاق العديد من القنوات التي لم يتبعها، بحسبه، تغيير في النظام الأساسي المسير للتلفزيون، حيث تم إطلاق قناة «كنال ألجيري» سنة 1994، تبعتها في 2009 قناة الجزائرية الثالثة وأطلقت قنوات القرآن الكريم والأمازيغية والتاريخ والمعرفة مع الإبقاء على القناة الأولى.
 ومع كل هذه القنوات وجدت - يضيف المتحدث - المشهد متشابها، فقمت بإطلاق باقة قنوات جديدة على رأسها القناة الإخبارية، التي اعتبرها إنجازا مهما، خاصة في مجال نقل المعلومة الآنية، فمن غير المعقول أن يمتلك التلفزيون الجزائري أربع أو خمس قنوات دون أن تكون بينها قناة إخبارية تنقل الخبر في حينه وتتواجد في كل مكان، بعد أن ترك هذا الجانب للقطاع الخاص.
وأوضح بن صبان، بأن التلفزيون الجزائري سجل تقدما كبيرا على مستوى تقديم الأخبار والبرامج. ويبقى أكبر عائق، بحسبه، مشروع إنجاز دار للتلفزيون، فمن المحزن أن لا تكون لدينا دار للتلفزيون تجمع كل القنوات ومزودة بأحدث الاستوديوهات.