طباعة هذه الصفحة

انتدابات صنعت الحدث في اتحاد العاصمة     

عنتر يحيى يصحّح أخطاء الميركاتو الصّيفي بتدعيمات نوعية

محمد فوزي بقاص

عرفت السّاعات الأخيرة من عمر الميركاتو الاستثنائي الذي أقرّته «الفاف» لفرق الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم حركة كبيرة وتدعيمات نوعية لفريق اتحاد العاصمة، الذي تمكّن من ضم ثلاثة لاعبين دفعة واحدة، يتعلق الأمر بكل من خِرِّيجَيْ نادي بارادو هدّاف البطولة الأسبق زكريا نعيجي والظهير الأيمن هيثم لوصيف، بالإضافة إلى اللاعب البوركينابي حامد بالوم. ميركاتو استغلته إدارة الاتحاد جيدا، وتمكّنت من استدراك أخطاء الكاستينغ المقام خلال سوق التحويلات الصيفية، حيث تدعّم الفريق بأسماء مميزة قادرة على قيادة الفريق لمعانقة الألقاب من جديد، خصوصا بعد عودة أبناء سوسطارة بقوة في الجولات الأخيرة من عمر المحترف الأول.

كشفت إدارة اتحاد العاصمة نصف ساعة قبل غلق الميركاتو الاستثنائي، عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن حسمها لصفقات جد مهمة، تحسّبا لباقي مشوار الموسم الكروي (2020 – 2021).
وكما انفردت به «الشعب» في عدد الأربعاء 20 جانفي 2021، تمكّنت إدارة الاتحاد بقيادة مديرها الرياضي عنتر يحيى من حسم صفقة هداف البطولة لموسم (2018 - 2019) بعشرين هدفا، زكريا نعيجي، الذي فسخ عقد إعارته مع النادي الإفريقي التونسي، بعدما عجز الأخير عن تأهيله منذ انطلاق الموسم الكروي (2020 - 2021)، بسبب الديون التي يعاني منها فريق العاصمة التونسية، وعقوبة منع انتداب اللاعبين التي سلطتها عليه الاتحادية الدولية لكرة القدم.
وأعارت إدارة سوسطارة ابن مدينة برج بوعريرج إلى غاية نهاية الموسم الجاري مع أحقية شراء العقد، لكن صاحب الـ 26 ربيعا سيتم تأهيله بعد فتح سوق التحويلات الشتوية المقرر شهر مارس المقبل، بما أن اللاعب مسجل لدى الرابطة لاعبا لنادي بارادو.
ومعلوم أن نعيجي خاض الموسم المنصرم أول تجربة احترافية في مسيرته الكروية من البطولة البرتغالية، رفقة نادي جيل فيسينتي الذي أعاره لمدة موسم وحيد، لكنه لم يفعل بند شراء عقده نهاية الموسم المنقضي.
هذا، وفاجأ صانع ملحمة أم درمان كل المتتبعين بانتداب الظهير الأيمن هيثم لوصيف بعقد مدته سنتين ونصف، هو الذي فسخ ارتباطه مع فريق أونجي الفرنسي مع بداية السنة الجديدة، بعدما رفضت المديرية الفنية ومدرب الفريق الاعتماد على ابن مدينة باتنة مع الأكابر.
وجاء انتداب لوصيف بعد فشل صفقة الظهير الأيمن السابق لفريق اتحاد بلعباس فاتح عاشور، الذي لم يتمكن من فرض نفسه في النهج التكتيكي للمدرب تيري فروجي، بالإضافة إلى إصابة اللاعب الذي صنع ضجة كبيرة خلال فترة التحويلات الصيفية المنصرمة سعدي رضواني على مستوى الكاحل، والتي حرمته من خوض عشر مباريات مع الفريق في كل المنافسات، وكذا بعدما اعترف عنتر يحيى بندمه لتسريح المخضرم ربيع مفتاح الذي لازال يصنع الحدث هذا الموسم مع فريق نصر حسين داي، وأهدى الملاحين فوزا ثمينا في الدقائق الأخيرة من عمر مباراة الجولة الماضية بالبرج أمام الأهلي المحلي.
في ذات السياق، دعم الفريق صفوفه بلاعب أجنبي شاب، يتعلق الأمر بالبوركينابي متوسط الميدان حامد بالوم صاحب الـ 21 ربيعا، الذي تألّق مع المنتخب المحلي لبلاده خلال المواجهات الثلاثة التي خاضها في الدور الأول من نهائيات «الشان» الجارية وقائعها بالكاميرون.

أنصار الترجي حرموا الاتحاد من مزيان

 كما أكّدته جريدة «الشعب» في أعدادها السابقة، دخلت إدارة اتحاد العاصمة في اتصالات جد متقدمة مع إدارة الترجي الرياضي التونسي من أجل استعادة نجمها السابق عبد الرحمن مزيان، وهو الأمر الذي وافق عليه ابن مدينة المدية وحتى إدارة «المكشخة»، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب في الدقائق الأخيرة لعملية تحويله، بعدما شنّت جماهير الترجي حملة انتقاد شرسة على إدارة فريقها التي كانت قاب قوسين أو أدنى من تسريح أحد أفضل لاعبيها منذ انطلاق الموسم الكروي، والذي يشارك بانتظام جناحا أيسر. وجاء رفض أنصار الترجي بعدما تيقّنوا أن إدارة الفريق قامت بخطأ جسيم بإعارة الجزائري الآخر بلال بن ساحة إلى مولودية الجزائر بداية الموسم الجاري، خصوصا بعدما أضحى أفضل لاعبيها هذا الموسم محليا وقاريا بتقديمه 7 تمريرات حاسمة وتسجيله هدفا واحدا ضد أولمبي المدية.
 
فرصة لوصيف للعودة إلى المنتخب
من جهة أخرى، فإنّ عودة ثنائي نادي بارادو إلى البطولة المحلية سيمنحهم فرصة استعادة امكانياتهم وبعث مشوارهم الكروي، وطرق أبواب المنتخب الوطني من جديد، خصوصا الظهير الأيمن لوصيف الذي كان يعلق عليه الناخب الوطني جمال بلماضي آمالا كبيرة في مشروعه الرياضي بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث أكّد في أحد تصريحاته الصحفية قائلا «لوصيف لاعب ممتاز، كنت أعلّق عليه آمالا كبيرة ليكون معنا في مشروعنا الرياضي، خصوصا أنه لاعب صغير في السن، لكنه يبدو أنه فشل في اختيار وجهة صحيحة في مسيرته الكروية».
تصريح كان بمثابة الرّسالة المباشرة من مهندس التتويج القاري لملك الرواق الأيمن لتغيير الأجواء وإيجاد فريق يمنح له فرصة اللعب، وهو ما حدث خلال الميركاتو الاستثنائي الحالي، حيث سيعمل اللاعب على العودة إلى المنافسة الرسمية مع الأكابر التي يغيب عنها منذ تقمصه ألوان نادي أونجي الذي حوّله للعمل مع الفريق الرديف، ومنذ ذلك اليوم لم تتم ترقيته إلى الأكابر.
وسيكون لوصيف أمام فرصة لا تعوّض لخلافة الثنائي عطال وزفان بمنصب الظهير الأيمن للمنتخب الوطني، اللّذين تلاحقهما الإصابات في الأشهر الأخيرة، خصوصا أن حلايمية يعاني من نقص المنافسة على منصب اللاعب الأساسي في ظل تواجد حسين بن عيادة بعيدا عن المنافسة مع النادي الإفريقي بسبب عدم تأهيله، لكن عودة لوصيف إلى مستواه رفقة لاعب شباب بلوزداد مختار بلخيثر سيلهب المنافسة من جديد على من يضمن ورقة المشاركة في تربصات الخضر، بداية من تربص شهر مارس المقبل تحضيرا لمواجهتي زامبيا وبوتسوانا.
يذكر، أنّ انتدابات فريق اتحاد العاصمة ليلة الأحد صنعت الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي على كل صفحات الفريق ومحبي النادي، الذين تفاءلوا بمشاهدة فريقهم يعانق الألقاب من جديد في نهاية الموسم الجاري، خصوصا أن الموسم طويل وشاق ولعب منه 11 جولة من أصل 38، ما يجعل كل الاحتمالات واردة.