طباعة هذه الصفحة

طالبوا بتفعيل دور لجنة التفكيرلإصلاح الخدمات

تنظيمات طلابية ترافع لخدمات جامعية نوعية

خالدة بن تركي

 «كنـاس» تدعـو إلى صياغـة استراتجيــة تشاركيـة

  دعـم مـالي مباشر للطالـــب بديــل يضفـي الشفافيــة 

الحديث عن ملف الخدمات الجامعية بشقيه البيداغوجي والاجتماعي يفتح المجال لمناقشة تسيير هذا القطاع ودور المديرية المركزية للخدمات في تحسين ظروف الطالب الذي يعاني سوء تسيير مختلف الخدمات ببعض الاقامات، خاصة ما يتعلق بالمطاعم والإيواء الذي زادته جائحة كورونا تعقيدا.
إصلاح منظومة الخدمات الجامعية والتوجه نحو الدعم المباشر للطالب، أهم مطالب التّنظيمات الطلابية التي تطالب اليوم بتدارك جملة النقائص المسجلة في مرافق المؤسسات الجامعية سواء ما تعلق بالتهيئة، النظافة، الصيانة وعدم تطبيق التعليمات الخاصة بالأمن والوقاية في الفضاءات الجامعية.

مطالب بتحسين الخدمات الجامعية

تعالت الأصوات على خلفية وفاة الطالبة الجامعية بإقامة أولاد فايت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الطلبة لإعادة النظر في ملف الخدمات الجامعية، الذي يرصد له سنويا مبالغ ضخمة دون أن ينتفع منها الطالب الجامعي.
الحادثة التي وقعت في إقامة أولاد فايت، دفعت الطلبة عبر مختلف الأحياء الجامعية للمطالبة بتحسين أوضاعهم بالنظر إلى الميزانية المعتبرة، التي يستفيد منها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي المقدرة بـ 112 مليار دينار، إلا أنهم في المقابل يعانون جملة من النقائص على رأسها التدفئة التي تغيب مع فصل الشتاء، ناهيك عن باقي الخدمات المقدمة، بداية من الوجبات الغذائية إلى المخاطر التي تهددهم نتيجة الاستعانة أحيانا بالمدفئات الكهربائية وقارورات غاز البوتان من أجل التدفئة، والطهي للابتعاد عن الوجبات الرديئة المقدمة.
وشدّد مجموعة من الطلبة الذين تحدثت إليهم «الشعب»، على ضرورة تحسين الخدمات الجامعية، بالشكل الذي يضمن راحة الطالب الذي يناضل لمناقشة مشروع هيكلة عمل منظومة الخدمات الجامعية للإسراع في تحسين وضعهم، خاصة أمام الميزانية السنوية المخصصة لديوان الخدمات الجامعية مقابل خدمات ليست في المستوى، مشيرين إلى التمويل الذاتي للطالب الذي لم يستفد منه إلا فئة قليلة.

الإطعام والإيواء أهم المطالب

جدّد نائب الأمين العام لتجمع الطلبة الجزائريين الأحرار «الريال»، مطلبه بضرورة الإسراع في إصلاح منظومة الخدمات الجامعية، التي تشكّل «كابوسا» للطالب الجامعي، بالرغم من الأموال الكبيرة المخصصة لقطاع التعليم العالي عامة والخدمات الجامعية خاصة، لكن دون أن يستفيد منها، خاصة في شقي الإطعام والإيواء الذي يشكل معضلة حقيقة للطلبة.
وقال عليتسة إنّ الوقت حان للعمل الميداني، وتحسين ظروف الطالب البيداغوجية والاجتماعية، من خلال تفعيل دور المديرية المركزية المكلفة بتحسين وضع الطالب الجامعي، بالإضافة إلى دور لجنة تفكير إصلاح الخدمات الجامعية وإقصاءها للطلبة، بالرغم من أنهم المعنيين بهذه الإصلاحات.
وبخصوص رؤيتهم لإصلاح منظومة الخدمات الجامعية، فإنّها تتركّز على الدعم المباشر لوقف سوء التسيير، تبني سياسة واضحة للتوظيف بناءً على معايير قانونية ورقمنة القطاع خاصة المصالح المباشرة التي تخدم الطالب مع الدفع نحو خوصصة قطاع الخدمات الجامعية والانفتاح على القطاع الاقتصادي والاجتماعي، وكذا وضع مديريات الخدمات الجامعية كأقسام تابعة إلى الجامعات للرفع من المستوى التعليم للموظفين، ومنح صلاحيات إضافية للشركاء الاجتماعين لتحسين الدور الرقابي.
وقال إنّ الحديث عن الدعم المباشر للطالب يستوجب الذهاب لرفع منحة الطالب المقدرة بـ 4000 دينار، التي لا تتماشى مع المتطلبات اليومية والواقع الاقتصادي المعيشي، حيث لا تضمن على الأقل جزءاً بسيطا من احتياجات الطالب ومصاريفه الخاصة بالإطعام والإيواء بالشكل المطلوب، خاصة وأنها الوسيلة الوحيدة لإنهاء سوء التسيير الذي يحصل داخل الاقامات الجامعية.

خدمات رديئة

أكّد رئيس المكتب الوطني للمنظمة الطلابية الجزائرية الحرة، فاتح سريبلي، أنّ الأموال التي تنفق سنويا في الخدمات الجامعية لضمان راحة الطالب لا تعكس الوضع المزري الذي يعيشه داخل بعض الإقامات التي تعيش سوء التسيير، الأمر الذي أثّر سلبا على الخدمات المقدمة للطالب، ودفعهم إلى تجديد مطلبهم بالمضي قدما نحو إصلاح عميق للخدمات الجامعية وليس عقيما، إصلاح مبني على مقاربة منطقية تتمثل في التوجه نحو الدعم المباشر للطالب لتمكينه من التصرف بالأموال المخصصة له.
يبنى الإصلاح حسب ما صرّح به سريبلي لـ«الشعب»، على ترشيد النفقات العمومية في قطاع الخدمات الجامعية من أجل قطاع عمومي اقتصادي، بحيث يبقى دعم الدولة للطالب مباشرة، في حين تفتح الإقامات للقطاع الخاص للاستثمار وفق دفتر شروط يلزم المتعامل المؤجر الحفاظ على حقوق العمال، ويقدم خدمات للطلبة تتماشى مع المنحة التي تخصصها الدولة، مشيرا إلى أن هذا النظام أثبت نجاعته في الكثير من الدول.

دعم مباشر

 شدّد سريبلي على ضرورة التوجه لإصلاح حقيقي وعميق لمنظومة الخدمات الجامعية، لاسيما أنّ الوزارة باشرت بها من خلال تنصيب لجنة التفكير لإصلاح الخدمات الجامعية، لكن الخدمات بقيت على حالها، مشيرا إلى أن القطاع يحتاج لتدخل سريع ومعالجة جدية للواقع، داعيا الى التوجه للدعم المباشر للطالب دون رفع دعم الدولة للقطاع ومنح تسيير الإقامات الجامعية للخواص دون خوصصتها، حيث اقترح إلحاق قطاع النقل بوزارة النقل الذي يسمح للطالب دفع ثمن الحافلة بعد رفع المنحة وضمان إيواء مريح له.
قال أيضا إنّ تحرير الخدمات لا يعني خوصصتها بالمفهوم العام، كون مؤسسات الدولة تبقى عمومية ذات طابع تعليمي، في حين تحرير النشاط يكون تحت رقابة الدولة، مشيرا إلى أن ضعف الرقابة على الخدمات المقدمة، خاصة ما تعلق بالإطعام، النقل والتأطير خلق فوضى كبيرة بحاجة الى الاصلاح.
وأوضح أنّ التوجه للاستثمار الخاص في تسيير قطاع الخدمات الجامعية، وتحرير الخدمات من ديوان الخدمات الجامعية هو الحل للقضاء على المشاكل المتعلقة بالتسيير، مؤكدا أنّ منح الإقامات للمستثمرين الخواص لتسييرها سيمنح فرصة لتوفير 50 بالمائة من الأموال التي تصرف على منظومة الخدمات.

الهيكلة أولوية

جدّدت المنظمة الطلابية الحرّة على خلفية ما تشهده الاقامات الجامعية من حوادث سنوية، مطلبها القاضي بتوفير الأمن الذي تقع مسؤوليته على الجميع انطلاقا من مدير الإقامة إلى عون الأمن والوقاية الداخلي، مؤكّدا تثبيت كاميرات المراقبة عبر جميع الأماكن والمواقع الحساسة، خاصة تلك التي يتوافد عليها الطلبة يوميا للحد من انعدام الأمن داخل الإقامات، مشيرا إلى مطالبهم الخاصة بتخصيص بطاقات الدخول والخروج المصحوبة بالبيانات الشخصية لضمان امن وسلامة الطالب.
وأبرز سريبلي أهمية هيكلة عمل منظومة الخدمات الجامعية لتحسين ظروف الطالب البيداغوجية والاجتماعية، خاصة وأنه لا يستفيد إلا من نسبة قليلة من الأموال الموجهة للخدمات، الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة من جديد بتوجيه الدعم المباشر له.

تطوير وفق الاحتياجات

أكّد نائب المنسق الوطني لـ «كناس» الشاذلي سعدودي في تصريح لـ «الشعب»، ضرورة تغيير النظرة السابقة في تسيير ملف الخدمات الجامعية، وتبنّي إستراتيجية جديدة تراعي احتياجات الطالب، وتعمل على توفير الظروف الملائمة من أجل تحصيل علمي في المستوى.
وقال إنّ استقلالية الاقامات الجامعية يسمح بإصلاح وتطوير الخدمات بالشكل الذي يليق بالطالب الجامعي، الذي يفتقر لأبسط الضروريات على مستوى بعض الاقامات الجامعية مثل الماء والنظافة، وسط مطالب بتبني الرقمنة والتعليم عن بعد، هي مفارقات كبيرة يجب أن يراعى فيها الشق الاجتماعي للطالب.
وأشار المنسق الوطني إلى رغبة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منذ مدة في إعادة النظر في عملية تسيير الخدمات الجامعية وفق دراسة شاملة ودقيقة مبنية على استبيان ميداني، لتحقيق الاصلاح الحقيقي في منظومة الخدمات الجامعية.
وحاولت «الشعب» الاتصال مرارا بالمدير العام والمدير الفرعي لديوان الخدمات الجامعية، شريف مولود، للحديث عن الموضوع والاستفسار عن رأيه بخصوص الخدمات المقدمة للطلبة بالإقامات الجامعية، إلاّ أنّهما لم يردا.