طباعة هذه الصفحة

الشعب الصحراوي متمسّك بالحرب حتى استعادة أرضه

الإدارة الأمريكية تؤكد دعمها للحلّ الأممي في آخر مستعمرة بإفريقيا

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن الولايات المتحدة «ستواصل دعم المسار الأممي من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم» للنزاع في الصحراء الغربية.

قال نيد برايس خلال مؤتمر صحفي، «سنواصل دعم عملية الأمم المتحدة لتنفيذ حل عادل ودائم لهذا النزاع الطويل الأمد، كما سندعم عمل بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية لمراقبة وقف إطلاق النار ومنع العنف في المنطقة».
ولا يزال إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المشبوه بشأن الصحراء الغربية، محل استياء شديد على المستويين الصحراوي والدولي. فقد تعالت الاصوات الامريكية والصحراوية وغيرها من الأصوات الحرة، في مخاطبة الرئيس الجديد جو بايدن من أجل التراجع عن إعلان سلفه بخصوص اعترافه بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية. ومنذ مجيئه على رأس السلطة في الولايات المتحدة، اتخذت إدارة بايدن الجديدة، خطوات مغايرة للعديد من قرارات سلفه، خاصة تلك التي اتخذها، خلال الأشهر الأخيرة من حكمه والمتعلقة ببعض الأزمات، فيما لا تزال الأنظار تترقب تراجع بايدن عن اعلان ترامب بشأن الصحراء الغربية وتصحيحه لما اعتبر «خطأ جسيم « إرتكبه ترامب.

 الانحياز للقانون الدولي

أعربت جبهة البوليساريو عن أملها في أن تنحاز الإدارة الأمريكية الجديدة الى القانون الدولي وتحرص مسوغات دورها كوسيط نزيه في حل النزاعات، ومنع التهديدات للأمن والاستقرار».
وكان 27 عضوا من مجلس الشيوخ الأمريكي طالبوا الرئيس جو بايدن، بالتراجع عن إعلان ترامب الذي اتخذه في 11 ديسمبر الماضي، وإعادة واشنطن إلى التزامها بإجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي. واعتبر أعضاء الكونغرس، أن القرار «المفاجئ» لترامب «قصير النظر ويقوّض عقودا من السياسة الأمريكية التي عرفت بها مما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الإفريقية».
كما أكدت العديد من الأوساط السياسية والدبلوماسية عبر العالم، على أن اعتراف ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية يضرّ بمصداقية الولايات المتحدة، فيما شددت البوليساريو على أن «السياسات الجادة والعادلة في بناء العلاقات الدولية لا تقوم على المقايضة والمتاجرة بحقوق الشعوب».
يشار الى ان العديد من الشخصيات الوازنة و المرموقة في الولايات المتحدة، والعديد من المنظمات الحقوقية في هذا البلد رفضت ونددت بإعلان ترامب.

إصرار على مواصلة الحرب

أكد مسؤول أمانة التنظيم السياسي، عضو الأمانة الوطنية خطري أدوه ان الشعب الصحراوي سيواصل حربه التحريرية حتى استكمال السيادة. خطري أدوه وفي كلمة له خلال إعطائه الانطلاقة الرسمية للاحتفالات المخلدة للذكرى الخامسة والأربعين لإعلان الجمهورية، أكد أن الشعب الصحراوي سيواصل حربه التحريرية حتى استكمال السيادة والميدان هو الفاصل.
كما وجه عضو الأمانة الوطنية مسؤول أمانة التنظيم السياسي رسالة شكر وعرفان خاصة للمقاتل الصحراوي، مؤكدا أنه اليوم هو رأس الحربة في مسيرة التضحيات والعطاء والسخاء من أجل الحرية وتحرير الوطن.

المجتمع الدولي مطالب بالتحرّك

 من جهته، أعلن ممثل جبهة البوليساريو لدى أوروبا والاتحاد الأوربي أبي بشرايا البشير، أن القمع الذي يعاني منه الشعب الصحراوي «لا يطاق» وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك من أجل وضع حد لهذه المأساة. واسترسل يقول: «في الصحراء الغربية، ارتُكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على بعد أمتار قليلة من المينورسو (بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية) دون ان تنفعل هذه الاخيرة أو تقوم بتحريك أصبعها.
وتأسف ممثل جبهة البوليساريو يقول إنه على الرغم من النداءات الدولية المتكررة لم يرغب مجلس الأمن للأمم المتحدة في إعطاء هذه البعثة سلطة مراقبة حقوق الإنسان».

إفريقيا «تصفع» المغرب

وصف السفير الصحراوي، بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، فشل المغرب في انتخاب مرشحيه الخمسة لهيئات الاتحاد الافريقي، خلال القمة 34  للمنتظم القاري، بصفعة من جانب هذه المؤسسة القارية التي أصبحت الآن أكثر وعيًا من أي وقت مضى بمناورات نظام المخزن، مشيرا إلى أن «هذا الإخفاق ليس الأول للمغرب مع هذه الهيئة القارية».
وأضاف: «بفشله في انتخاب مرشحيه وتمرير بعض المشاريع، منها مرور شبكة الألياف البصرية على الأراضي الصحراوية، فإن المغرب برهن بشكل نهائي عن عدم كفاءة سياسته وأطروحاته لدى هذه المؤسسة»، مذكّرًا «بفشل المغرب في الماضي في تغيير مواقف الاتحاد الأفريقي بشأن شرعية القضية الصحراوية».
ولاحظ السفير الصحراوي أن «محاولات المغرب لا تجد صدى الآن، إلا مع بعض الدول الافريقية الفقيرة مقابل أموال أو مزايا أخرى».