طباعة هذه الصفحة

العنف في وسائط التّواصل الاجتماعي

ظاهــرة تأخـذ منحى تصاعديـا خطيرا

حوار: إيمان كافي

أكّدت الدكتورة فايزة سبتي، الأستاذة بقسم علوم الإعلام والاتصال بجامعة محمد لمين دباغين سطيف2، أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت للأسف سلاحا لممارسات بذيئة تطال المرأة في المجتمع بغية تحقيق أغراض سيئة تحت هويّة مجهولة، حيث تأخذ هذه الظاهرة تصاعدا خطيرا في الجزائر، أين تحوّل مفهوم العنف ضد المرأة إلى نوع جديد من العنف يطال السمعة والشرف وحتى المظهر ألا وهو العنف الرقمي ضد المرأة عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

انتحار سببه العنف الرّقمي
-  الشعب: ما هي أبرز مظاهر العنف ضد المرأة عبر وسائط التواصل الاجتماعي في الجزائر؟
 الدكتورة فايزة سبتي: السخرية التي تطال المظهر الخارجي للمرأة كوجه أول لمظاهر هذا العنف، بهدف التجريح والإساءة لكرامتها، عبر السخرية من صورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، اليوتيوب وتويتر التي تعتبر حيزا خصبا للتنمر على شكل المرأة سواء تعلق بوزنها أوأنفها أولباسها…إلخ، وهو متواجد بكثرة لدى مستخدمي هذه المواقع في الجزائر.
التحرش والمطاردة الالكترونية كوجه ثان لهذا العنف الرقمي، الشبيه بالتحرش الواقعي ولكنه أكثر أذى، أين يبقى المتحرش مجهول الهوية تحت أسماء وهويات مستعارة تمكنه من ملاحقة المرأة وتتبعها لما تتيحه له هذه المواقع من التجرد من القيود الأخلاقية والاجتماعية، دون معرفة سابقة له بها سوى لأنه شاهد صورة لها.
التّهديد كوجه ثالث لهذا العنف، ويعتبر الأخطر على المرأة إذ يهدف إلى تهديدها والتلاعب بها، من أجل الحصول على مبالغ مالية أو مقاصد جنسية أو تشويه صورة المرأة والتشهير بها في مجتمعها.
- ما أسباب هذا العنف؟ وفيم يتوضّح أثره النّفسي على المرأة الضحية والأسرة؟
 يمكن إرجاع السبب الأقوى لهذا العنف، إلى التحرر من القيود الأخلاقية والاجتماعية والدينية، تحت مظلة مواقع التواصل الاجتماعي، أين يبقى مرتكب العنف مجهول الهوية يمارس أساليب التعنيف المتعدّدة السّابقة الذكر...بغية تحقيق أغراض مادية أو جنسية أو تشهير وإهانة عبر استخدام صور أو مقاطع فيديو ضد رغبة صاحبتها.
ويمكن إرجاعها للخلفية الثقافية للمجتمع الجزائري، الذي يختزل صورة المرأة في الوسم الجسدي للمرأة ويربطه بالطهارة والعفة، أين يتم تعميم هذا الخطاب في مواقع التواصل الاجتماعي بعدم تجاوز المرأة لهذا الخطاب لكي لا تتعرض للعنف اللفظي في هذه المواقع.
فانعدام السّلوكيات الحضارية في التفاعلات الرقمية، يعرض المرأة لدوامة من الخوف والتوتر النفسي باعتبارها الحلقة الأضعف، في كيفية التعامل مع محيطها حيث تصبح بدون ثقة، غائبة عن عالمها الواقعي من خلال تصرفاتها ما يعرضها أحيانا إلى الطرد من عملها، أو التعنيف المضاعف وأحيانا يصل الأمر إلى حد الانتحار...هذا ما يواجهه المجتمع الجزائري...العديد من محاولات انتحار عند المرأة، سببها العنف الرقمي.
الخروج من دائرة الصّمت
-  ما هي الانعكاسات السّلبية لهذا النّوع من العنف على المجتمع؟
 باعتبار المرأة نصف المجتمع، فإنّ العنف الرقمي يعمل على تكريس خطاب الكراهية اتجاهها في الواقع، الذي نقل إلى العالم الافتراضي، أين تغذيه مواقع التواصل الاجتماعي ما يفقد فرصتها في إثبات وجودها الواقعي داخل مجتمعها.
-  هل من سبل لمكافحة العنف الرّقمي ضد المرأة؟
 لعل أبرز الطرق لمكافحة العنف الرقمي، لابد أن تنطلق من المرأة في حد ذاتها بالتصريح عن هذا العنف والتبليغ عنه للسلطات أو العائلة لمواجهة الأمر هذا من زاوية، ومن أنجع الحلول حسب رأيي هو استخدام وسائط التواصل الاجتماعي كأداة في حد ذاتها لوضع أجندة، تعمل على وضع حملات للحد من العنف ضد المرأة  عبر وسائط التواصل الاجتماعي، بغية استحداث نوع من الوعي الجمعي لحماية المرأة وإخراجها من صمتها الخائف من شتى أشكال العنف الرقمي.