طباعة هذه الصفحة

علماء يكتشفون ذيل القمر..هذا ما يسبّبه عندما ترتديه الأرض «كوشاح»

أشارت مجلة علمية في مقال مفصل إلى أنّ القمر يملك ذيلا طويلا مثل أي مذنب يحلق في الكون، وأن الأرض تمر عبر هذا الذيل مرة واحدة كل شهر.
بحسب دراسة حديثة، يملك القمر ذيلا طويلا يتكون من ملايين ذرات الصوديوم التي تنطلق من تربته إلى الفضاء، تسبّبها ضربات النيازك الصغيرة التي تصيب القمر، ثم تندفع هذه الذرات مئات الآلاف من الأميال خلف القمر باتجاه مواز للإشعاع الشمسي.
وأشارت الدراسة المنشورة في مجلة «JGR Planets» إلى أن الأرض تدخل هذا الذيل لبضعة أيام في الشهر، عندما يتمركز القمر بين الشمس والأرض.
وتسحب جاذبية كوكبنا ذيل الصوديوم هذا الذي يأخذ شكل شعاع طويل يلتف حول الغلاف الجوي للأرض قبل أن ينطلق إلى الفضاء من الجانب الآخر للأرض.
وبسحب الدراسة فإنّ الذيل القمري غير ضار وغير مرئي بالعين المجردة. ومع ذلك، يصبح الشعاع مرئيًا للتلسكوبات عالية الطاقة التي يمكنها اكتشاف التوهج البرتقالي الخافت للصوديوم في السماء في عدة أيام من كل شهر.
وفقًا لمؤلّفي الدراسة، يظهر الشعاع على شكل بقعة ضبابية متوهّجة في السماء المقابلة للشمس، بحوالي خمسة أضعاف قطر البدر، وأضعف بحوالي 50 مرة من قدرة رؤية العين المجردة.
اكتشف الباحثون «بقعة الصوديوم» لأول مرة في التسعينيات من القرن الماضي، لكن سطوعها يتقلب بشكل كبير خلال أيام الشهر، بحسب مجلة «livescience».
ولفهم السبب، استخدم مؤلفو الدراسة الجديدة كاميرا تغطي مساحة السماء بالكامل (يمكنها تحليل الأطوال الموجية الباهتة للضوء المنبعث من عناصر معينة، مثل الصوديوم) لالتقاط حوالي 21 ألف صورة للقمر، وبدأت بالتقاط الصور من عام 2006 إلى عام 2019.
ولاحظ الباحثون وجود بعض الأنماط التي يمكن التنبؤ بها، على سبيل المثال، ظهرت البقعة أكثر إشراقًا عندما كان القمر في المدار الأقرب إلى الأرض. وأشار عالم الأبحاث في جامعة «بوسطن» والمؤلف المشارك في الدراسة، الدكتور، لوك مور، إلى أن هذه الشبكة مثالية لدراسة بقعة صوديوم القمر (SMS)، أو ذيل الصوديوم القمري الذي يمكن رؤيته بالقرب من القمر الجديد.
وأظهرت البيانات أنّ ذيل القمر كان يتوهّج بشكل أكثر سطوعًا خلال الأشهر عندما كان معدل النيازك المتفرقة (أي النيازك التي ليست جزءًا من دش منتظم) أعلى فوق الأرض.
وأشارت الدّراسة إلى أنّ ضربات النيازك المتقطّعة مرتبطة بشكل كبير بسطوع بقعة القمر وذيله، مثل نيزك ليونيد، الذي يبلغ ذروته في شهر نوفمبر من كل عام.
وقال جيمس أودونو، عالم الكواكب في وكالة استكشاف الفضاء اليابانية، إنّه إذا اصطدم كويكب كبير بما يكفي بالقمر بقوة كافية، فقد ينتج عنه بقعة صوديوم يمكن لأي شخص على الأرض رؤيتها بالعين المجرّدة.
نوفستي