طباعة هذه الصفحة

تحديات الجزائر في اليوم العالمي للمياه

الاستهلاك العقلاني أولى خطوات تثمين الماء

سعاد بوعبوش

44,55٪ نسبة امتلاء السدود

تحيي الجزائر اليوم العالمي للمياه تحت شعار «تثمين الماء» على مستوى منتزه الصابلات المصادف لـ22 مارس من كل سنة، وهي التي تعتمد في تموينها بهذا المورد الثمين على التساقطات المطرية الضعيفة كمصدر تقليدي بنسبة كبيرة، خاصة وأنها تقع في منطقة شبه جافة وزاد من شحّها التغيرات المناخية، بالرغم من المشاريع الكبيرة التي عرفها القطاع خلال العشرين سنة الأخيرة من أجل حل مشكل انقطاع المياه عن الجزائريين.

بلغت نسبة امتلاء السدود الوطنية مستوى مريحا، بحسب ما صرّح به المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الموارد المائية مصطفى شاوشي لـ «الشعب»، حيث وصلت إلى 44,55٪، بفضل الأمطار والثلوج المتساقطة مؤخرا، مشيرا إلى أن القطاع يسعى إلى تغيير النظرة إلى هذا المورد الثمين من خلال ترشيد استعماله والاقتصاد في استغلاله، حفاظا على استدامته ومخزونه.
وتصدرت منطقة الشرق المرتبة الأولى في نسبة الامتلاء، حيث وصلت إلى 68,41٪، تليها منطقة الشلف أو ما يسمى بالوسط الغربي بـ29,40٪، ثم الغرب بـ28,42٪، لتأتي في المرتبة الأخيرة منطقة الوسط بنسبة امتلاء وصلت إلى 22,06٪.
ويكون إحياء اليوم العالمي للمياه، فرصة للترويج لهذا المسعى الذي لن ينجح دون انخراط المواطن ووعيه بأهمية الحفاظ على هذا المورد الثمين، من خلال الاستهلاك العقلاني والتحلي بسلوكات مسؤولة أثناء استخدامه، بعيدا عن التبذير. فيما يجري العمل من أجل تخفيض نسبة ضياع وتسرب الماء الشروب إلى 20٪ كهدف يمكن بلوغه في حدود سنة 2030، خاصة وأن نسبة ضياع المياه وصلت حاليا عبر كل التراب الوطني إلى نحو 50٪، 20٪ منها عبارة عن تسربات بسبب كسر أو قدم شبكة القنوات والنسبة المتبقية عبارة عن سرقة وربط عشوائي بالقنوات وتبذير.
ويطمح القطاع أن تساهم التساقطات الحالية في رفع نسبة امتلاء السدود الوطنية إلى مستويات قياسية، بعد أن لوّحت انقطاعات متكررة لماء الشروب بأزمة جفاف وعطش في الأفق بعدة ولايات من الوطن، ما استدعى اجتماع الحكومة في نوفمبر الفارط، لدراسة ملف التزويد بالمياه الصالحة للشرب والمشاكل المطروحة بهذا الخصوص وملف الري الفلاحي، تزامنا مع مشكل ندرة المياه وقلة التساقط.